انفراد "البلاد" بنشر أول حوار مع وزير الطاقة والمناجم الأسبق وبطل ما تعرف بفضيحة سوناطراك 2 بعد ساعات من إصدار النائب العام لمجلس قضاء الجزائر لمذكرة توقيف دولية ضده و8 أشخاص آخرين، شكل نقطة اهتمام واسعة في وسائل الإعلام الوطنية والأجنبية التي كانت تبحث عن موقف المعني الأول في القضية الذي كان موضوع اهتمام كبير في الشهور الأخيرة، لاسيما في الساعات الأخيرة، حيث التزم الصمت التام والابتعاد عن الأضواء. ففي إيطاليا البلد المعني بجزء معتبر من الفضيحة نظرا إلى تورط شركة سايبام في تقديم رشاوى إلى كبار المسؤولين في قطاع الطاقة الجزائري، سارعت وسائل إعلامها إلى إعادة نشر ما ورد على لسان شكيب خليل في حواره مع "البلاد". فقد ربطت صحيفة ميلانو فينانزا المختصة في الشؤون الاقتصادية التي أعادت نشر مقتطفات من الحوار، مع التطورات التي تعرفها التحقيقات والمتابعات القضائية في إيطاليا، وبقيمة أسهم سايبام في البورصة التي رغم استقرارها في الوقت الراهن إلا أنها لا تزال في وضع حرج حسب تقييمات خبراء في بنك أوف امريكا وميريل لينتش الأمريكيين، على وقع تورطها في الفضيحة التي أثرت على سمعتها في السوق العالمية ، حيث تخوف المستثمرون من التعامل معها خشية أن تتعرض لعقوبات في وقت لاحق. من جهتها، سارعت وكالة الأنباء الفرنسية إلى نقل الحوار مع شكيب خليل، الذي كانت "البلاد" هي السباقة إلى نشر مقتطفات عبر موقعها الإلكتروني، وصفحاتها على وسائل التواصل الاجتماعي، ولكن مقاربتها لم تكن اقتصادية فقط مثل الصحيفة الإيطالية، حيث ربطت بين مذكرة القبض على خليل ونفيه التهم عبر "البلاد" بالشأن السياسي الداخلي للجزائر، والظروف التي وضعت الرجل على رأس قطاع الطاقة، متسائلة عن مصير المتابعات القضائية التي بدأت ضده، والجدل حول تأثير حمله للجنسية الأمريكية، الأمر الذي نفاه في حوار "البلاد"، مما يفتح الباب أمام تطورات جديدة في سير القضية. وعلى صعيد وسائل الإعلام العربية، فقد كان حوار "البلاد" مع وزير الطاقة والمناجم الأسبق مادة دسمة في تناول قضية سوناطراك 2، خصوصا أن الجميع كان ينتظر ردة فعل المتهم الأول في القضية، وكانت قناة العربية أول من نقل المقتطفات الأولى منه التي نشرها موقع البلاد أونلاين عبر موقها الإلكتروني، حيث وضعته ضمن أهم أخبارها الرئيسية، لتنقل الخبر بعدها ضمن نشراتها الإخبارية اللاحقة، مركزة على قضية عدم استلامه مذكرة التوقيف كما أعلن عنه النائب العام بمجلس قضاء الجزائر. وضمن نفس الطرح تقريبا نقلت صحيفة البيان الإماراتية حوار "البلاد"، معتبرة إياه الأول منذ تفجر القضية، وجاء بعد ساعات من الإعلان عن مذكرات التوقيف الدولية ضد 9 من المتهمين. من جانبها، اهتمت صحيفة القدس العربي بما نشرته "البلاد" نقلا عن وزير الطاقة والمناجم الأسبق شكيب خليل والمتهم الأول في فضيحة سوناطراك 2، حيث اعتبرت تصريحاته النافية للتهم الموجهة ضده وأفراد من عائلته وعدم حيازته على الجنسية الأمريكية بالتطور المهم في قضيته، وهو ما سيزيد من حدة النقاش الدائر في الجزائر، ويضيف تساؤلات أخرى حول الملف، خصوصا تللك التي تتعلق بقدرة القضاء الجزائري إحضار شكيب خليل، والغموض الدائر حول موضوع الجنسية الأمريكية، فإذا ثبت أن خليل يحوزها فعلا فإن الإجراءت ضده ستصطدم بحقيقة أن الولاياتالمتحدةالأمريكية لا تسلم رعاياها، فهل سترضخ السلطات الجزائرية للأمر الواقع أم أنها ستتوصل إلى صفقة بهذا الشأن مع واشنطن. وعلى الصعيد الوطني، سارعت وسائل إعلام كثيرة إلى إعادة نشر الحوار الذي أجرته "البلاد" مع شكيب خليل، وعلى رأسها المواقع الإلكترونية، التي لجأت إلى مقتطفات الحوار التي كان موقع "البلاد" أونلاين نشرها في زوال أول أمس، قبل أن يتم نشره كاملا في مساء ذلك اليوم، حيث عرف إقبالا كبيرا من قبل قراء الموقع ومتابعي صفحة "البلاد" في الفايسبوك الذين شاركوا في نقاشات حول القضية والتطورات التي عرفتها مؤخرا.