باشرت المجموعة الولائية لدرك الشلف وفرقة حرس السواحل في الانتشار من جديد على مستوى الشريط الساحلي للولاية الممتد على مسافة 120 كلم، حيث شوهدت دوريات أمنية تقوم بمراقبة معظم شواطئ الشلف تحسبا لأي محاولة للهجرة غير الشرعية إلى الضفة الأخرى من المتوسط، وبالتحديد السواحل الإسبانية التي تبقى القبلة المفضلة لقوارب الحرافة التي تنطلق من المنطقة. وتأتي هذه التعزيزات الأمنية غير المسبوقة في محاولة لقطع الطريق على الحالمين بركوب أمواج البحر الذين يتحينون فرصة مونديال جنوب إفريقيا لتنفيذ خططهم، حيث تم قبل أسبوعين إحباط محاولة هجرة أربعة شبان كانوا على متن قارب صيد في طريقهم إلى شاطئ ألميريا بإسبانيا. عملية المراقبة شملت كذلك بعض الوديان المنفتحة على البحر كونها الأماكن المستغلة من قبل ''الحرافة'' لتحضير القوارب والمحركات، قبل التوجه إلى السواحل البحرية ثم إلى المياه الإقليمية والدولية. كما تضمنت العملية مراقبة وثائق وتصاريح الصيادين الذين توجد قواربهم على الشواطئ وملاجئ الصيد التي غالبا ما تستقطب أفواجا من الطامحين إلى الإبحار السري على متن قوارب مهترئة تشكل خطرا حقيقيا على حياتهم. وترمي العملية الأمنية، حسب المصدر نفسه، إلى إرباك بارونات تهريب البشر لمنعهم من مواصلة نشاطهم الإجرامي. لتذكير فإن عملية الهجرة غير الشرعية التي ظهرت بوادرها قبل خمس سنوات في ولاية الشلف، تتزايد خطورتها بالنظر إلى عدد المفقودين والمتابعين قضائيا بسببها، إلا أنها تراجعت بشكل ملحوظ مقارنة ببدايتها نتيجة دوريات المراقبة ليلا ونهارا عبر طول الشريط الساحلي للولاية.