شددت المجموعة الولائية لدرك مستغانم إجراءات رقابية منذ بداية الشهر الجاري، على ساحل الولاية الذي يبلغ طوله 08 كلم ويقع في الحدود المشتركة مع ولايتي الشلف ووهران، وعززت فرق الدرك تواجدها في عدد معتبر من الشواطئ الصخرية المعزولة وغير المحروسة لكونها ملاذا للمنحرفين ورواد الإجرام، واستعانت عناصر الدرك في تمشيطها المستمر، بالكلاب المدربة في ذات العملية بنية إحكام السيطرة على عمليات تهريب البشر. كما شوهدت طائرة مروحية تابعة لقيادة الدرك تجوب ساحل الولاية. وتدخل هذه الإجراءات الأمنية -حسب مصدر مسؤول في المجموعة الولائية- في سياق السيطرة على مجال مكافحة الجريمة بمختلف أنواعها التي عرفت منحى تصاعديا على ساحل ولاية مستغانم، خصوصا جريمة تهريب البشر التي باتت النشاط التجاري المفضل للعصابات الإجرامية الناشطة عبر الغرب الجزائري. وتفيد المعطيات المتوفرة ل ''البلاد''، أن التعزيزات الأمنية على مستوى هذا الشريط الهام من ساحل الجزائر، جاءت في أعقاب توقيف تسعة أشخاص من قبل عناصر الحرس البلدي لعشعاشة في بحر الأسبوع الفائت، كانوا ينوون الإبحار السري إلى السواحل الإسبانية، عبر قارب صيد من شاطئ عشعاشة، حيث دفعوا أموالا بالعملة الصعبة بلغت قيمة الرحلة الواحدة 600أورو لمنظم الرحلة الذي باعهم القارب وغاب عنهم في موعد رحلة الموت التي لم تكلل بنجاح إثر تمكن الحرس البلدي من توقيف المرشحين للحرفة وحجز معداتها. وإن كانت المجموعة الولائية لدرك مستغانم أدرجت تدابيرها في خانة الرقابة الدورية في مكافحة الآفات الاجتماعية، إلا أن عودة شبكات تهريب البشر لنشاطها عبر ساحل مستغانم، جعلها تستنفر قواعدها ومعاودة محاصرة الشريط الساحلي في الحدود المشتركة مع ساحل ولاية الشلف، بعدما أصبحت هذه العصابات أكثر تنظيماً وأكثر مقدرة على تحريك أعداد أكبر من البشر والحصول على أرباح بالعملة الصعبة لا مثيل لها. وزادت هذه العصابات جرأة بازدياد الطلب على خدماتها مع مقربة فصل الصيف. علما أن فرق الدرك التي دخلت مرحلة هامة من محاصرة شواطئ مستغانم على غرار، الحجاج، عشعاشة، الميناء الصغير، استيدية، بن عبد المالك رمضان، سبق لها أن قامت بتمشيط واسع عبر الساحل قبل شهرين، في أعقاب تدفق الأكياس البلاستيكية السوداء المعبأة بكيلوغرامات الكيف المعالج التي لفظتها أمواج البحر دون التعرف على أصحابها، حيث لم تستبعد مصالح الدرك لحظتها تورط حرافة في استعمال الكيف لمقايضة بارونات تنظيم رحلات الهجرة غير الشرعية. تجدر الاشارة إلى أن ساحل مستغانم لفظ قرابة 210كلغ من السموم العام الماضي.