انتقد ارتكاز التكوين في العلوم الاجتماعية والإنسانية على حساب العلوم والرياضيات تعليمات لمصالح الأمن بتأمين تلاميذ المدارس من الاختطافات والمخدرات بدا الوزير الأول عبد المالك سلال أمس، غير راضٍ عن جملة من الإصلاحات المنتهجة في قطاع التربية الوطنية، وذلك خلال كلمة ألقاها أمام إطارات وممثلي الأسرة التربوية بحضور وزير القطاع عبد اللطيف بابا أحمد، وعبرّ الوزير الأول صراحة عن ذلك من خلال انتقاده لارتكاز التكوين في قطاع التربية إلى يومنا هذا على العلوم الاجتماعية والإنسانية على حساب العلوم والرياضيات التي لا تمثل سوى 8 إلى 15 بالمائة من مجموع العلوم، معتبرا أن "الدولة والمجتمع الذي يواكب تكوينا مبنيا على العلوم، هي دون مستوى". فبلغة ممزوجة بين الجد والسخرية، أعاب الوزير الأول خلال كلمة ألقاها في مناسبة افتتاح أشغال الندوة الوطنية الخاصة بالتحضيرات الأخيرة للدخول المدرسي 2013 - 2014، على طريقة التكوين في قطاع التربية خاصة في مجال إعطاء عدم إعطاء الأولوية للعلوم، وقال في هذا الصدد "هل نبني الدفاع الوطني بالشعر؟ حتى نصنع جيشا ليس "طايوانيا"، بل عصريا، يجب أن يكون جيشا يسير بالكومبيوتر والمعرفة والحساب، وليس بالشعر"، ليوجه مباشرة دعوة إلى مسؤولي قطاع التربية "لبذل المزيد من الجهود، مقابل سهر الحكومة على تقديم الدعم والمساندة والتحفيزات في هذا المجال". وغير بعيد عن اختصاص العلوم، انتقل الوزير الأول لانتقاد إستراتيجية التكوين في مجال اللغات الأجنبية، حيث شدد على "ضرورة الانفتاح أكبر على اللغات وفقا لما تقتضيه التوجهات الاقتصادية الكبرى للجزائر"، إذ أوضح أن "بلدنا سارٍ في توجه التعامل الاقتصادي مع الدول الناطقة باللغة الفرنسية والانجليزية والصينية" مما يستدعي التركيز على التكوين في هذه اللغات، ورغم ذلك يقول سلال "لم نفكر إلى يومنا هذا على سبيل المثال في فتح التكوين في شعبة أو تخصص اللغة الصينية، ولا زلنا نركز على اللغة الايطالية والاسبانية". وبالنسبة لأداء المدرسة الجزائرية، شدد سلال على أهمية التركيز على "تربية النشء الذي يبدأ في المدرسة الأساسية على غرار الدول المتقدمة التي تعطي أهمية للتدريس في الابتدائي"، قبل أن يذكر بمراحل أداء المدرسة الجزائرية منذ فترة الاستعمار كما شدد الوزير الأول على مواصلة "الاستثمار" في قطاع التربية الوطنية بتدعيمه أكثر في مجالي التأطير والهياكل البيداغوجية. الوزير الأول يفتح باب الحوار مع نقابات التربية حول الحقوق والواجبات أكد الوزير الأول عبد المالك سلال أمس، أن الحكومة تُساند النقابات في طلب حقوق الموظفين المنضوين تحت لوائها، داعيا إياها إلى الحوار الدائم والمستمر الذي يمسّ الحقوق والواجبات والتعاون لإرساء ثقافة تربوية حقيقية إلى جانب جمعيات أولياء التلاميذ. كما خاطب الأسرة التربية قائلا "جئت لأحييكم وأساندكم وكل المشاكل في القطاع أطالبكم بحلها بالحوار، وتغليب العقيدة التربوية لأنها هي المسؤولة أمام الله وأمام المجتمع في تربية النشأ". وبخصوص الغش في شهادة البكالوريا لدورة جوان 2013، وصف سلال ما حدث "بمهزلة" وأكد أن "الملف قد طُوي"، مشددا على أن "شهادة البكالوريا تعتبر مرجعا وعتبة لا بد احترامها وإعطاء قيمتها، ومن غير المسموح تكرار ما وقع، والغش غير مقبول، باعتبار أنه يؤدي إلى الغش في الأخلاق والتربية". بدوره أكد وزير التربية الوطنية عبد اللطيف بابا أحمد في ردّه على أسئلة الصحافة أنه تم تقليص عقوبة الذين تورطوا في عملية الغش من 5 إلى سنة واحدة، وهي إجراءات للحفاظ على مصداقية البكالوريا. تعليمات لمصالح الأمن لتأمين المؤسسات التربوية كشف الوزير الأول عبد المالك سلال أمس، أن الحكومة أصدرت تعليمات إلى مختلف مصالح الأمن من أجل تأمين وحماية المؤسسات التربوية مع الدخول المدرسي المرتقب يوم 8 سبتمبر، موضحا أن مصالح الأمن ستسهر على الحفاظ على أمن المعلمين والمؤسسة والتلاميذ وبالأخص في ظل انتشار المخدرات التي يجب مكافحتها. في السياق نفسه، أوضح وزير التربية الوطني، أن هذا الإجراء احتياطي على خلفية الاختطافات التي وقعت خلال هذه السنة، وتقرر تعزيز الأمن لتفادي الظاهرة في محيط المؤسسات التربوية، خاصة وسط تلاميذ التعليم الأساسي.