حذّر الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عمار سعيداني، المسؤولين على مستوى القيادة والقاعدة من استغلال نفوذهم لتصفية الحسابات، بعزل المناضلين الذين يختلفون معهم، وإقصائهم والانتقام منهم، داعيا إلى نبذ الأنانية وتغليب مصلحة الحزب وتجنب تحويله إلى حلبة صراع، والأخذ في الحسبان "الرهانات المستقبلية" التي تحتم تلاحم الجميع. وكشف عمار سعيداني أمس على هامش لقائه الأول كأمين عام مع أمناء المحافظات، أنه في اتصال دائم مع عبد الرحمن بلعياط الذي يقود ضده جبهة معارضة، دون أن يشير إلى أي تفاعل إيجابي من طرف بلعياط، موضحا أن مصلحة الحزب تجعله يسعى للمصالحة، لأن "الرهانات المستقبلية ووضعية البلاد تدفعنا للتنازل عن الأنانية" ونبذ الخلافات جانبا. وأكد خليفة عبد العزيز بلخادم أن الأفالان لم يكن ولن يتحول إلى حلبة صراع سواء على مستوى القيادة أو القاعدة، معلنا أن العمل لن يكون انفراديا من القيادة، وأن الحزب "ليس عبارة عن أمين عام ولا مكتب سياسي ولا تصريحات ومقابلات في الجرائد، بل قاعدة ومناضلين"، مضيفا "إذا عجزنا عن لم الشمل وكرسنا التفرقة علينا أن نسلم الأمانة لأننا عاجزون". وفي رد على القيادات الخمسة عشر المحسوبة من الأوزان الثقيلة في الأفالان والتي تعارض بشدة اعتلائه الأمانة العامة، قال سعيداني إن "الأغلبية أعلنت عن قرارها بكل شفافية ونزاهة، والعاقل يتبع الأغلبية لأن هذا ما تقوله الديمقراطية". من جانب اخر حثّ سعيداني، أمناء المحافظات، على مد جسور المصالحة ومداواة انعكاسات الأزمة التي تخبط فيها الحزب طيلة أشهر، وأعلن أمامهم "أنا لا أعمل على إقصاء من يعارضني، وأعمل مع المناضل الذي يقدم مصلحة الحزب ولو كان ضدي"، وهو ما يفهم منه إمكانية تعيين واحد أو أكثر من المعارضين في صف بلعياط ضمن المكتب السياسي، الذي سيعلن عن تشكيلته بعد شهر، حسب الأمين العام، غير أن هذا الأخير أكد في رد على سؤال ل"البلاد" حول تعيين بلعياط أو أحد مؤيديه ضمن الهيئة التنفيذية كعربون "مصالحة"، أن "المكتب السياسي لن يتضمن مجموعة 15 ولا من هم معي أو ضدي، بل هناك تحديات ورهانات سيتم انتقاء أعضاء المكتب السياسي على ضوئها" دون أن يوضح طبيعة هده الرهانات. وكرر الأمين العام الجديد على أسماع أمناء المحافظات "تأكدوا أن القيادة تجاوزت الخلافات" والعمل الآن منصب على ترتيب الأمور النظامية ووضع برنامج عمل مستقبلي، محذّرا اياهم "إياكم أن تعتقدوا أن هذا الحزب يبني نفسه بعزل الناس وإقصائهم والانتقام منهم وبث التفرقة"، ليضيف "حزبنا حزب منظم عنده باع في كيفية التّجند والتعبئة وإدراك كيفية التدخل في الوقت المناسب، ولهذا يربح دائما المعارك الانتخابية". من جانب آخر، اعترف سعيداني بوجود صراع حول هياكل المجلس الشعبي الوطني، ووجود "أشخاص خارج القانون الأساسي والنظام الداخلي"، مخاطبا نواب كتلته "أنتم تمثلون واجهة حزب في مؤسسة دستورية، ومن لا يعترف بأن صفة نائب هي أكبر تشريف له، فليعلم أن تقييمه سلبي في الحزب". للإشارة فإن الأفالان حدد تاريخ انتخاب هياكله التي عرقلت أداء البرلمان بسبب تأخر تجديدها يوم 10 سبتمبر الجاري. فيما سيكشف عن تشكيلة المكتب السياسي في غضون شهر من الآن.