اتجهت أغلب وسائل الإعلام الفرنسية، أمس، نحو تدارك الإخفاق الثقيل الذي مني به منتخب الديكة الفرنسي خلال مونديال جنوب إفريقيا، عبر ضم ورقة ترويض محاربي الصحراء لفريق الأسود الإنجليزي خلال مباراة الجزائرإنجلترا، أول أمس، التي انتهت بإحراز تعادل أبيض، إلى رصيد ثقافة ''الجزائر فرنسية''. اغتنم معلق قناة ''تي.أف''.1 الفرنسية، كريستيان جون بيار، فرصة تنشيطه مباراة الجزائرإنجلترا، أول أمس، لسد ثغرة الفشل الذي لحق بمنتخب ريمون دومينيك، وعدم تمكنه من حفظ ماء وجهه خلال بطولة كأس العالم، حيث تعمد المعلق الفرنسي التذكير في كل مرة بأن معظم لاعبي المنتخب الجزائري هم من خريجي المدرسة الفرنسية على غرار حسان يبدة، جمال عبدون وكريم زياني، في محاولة منه لترويج فكرة أساسية مفادها أن المنتخب الوطني هو من صنع فرنسي، وأن غالبية اللاعبين الجزائريين يحملون الجنسية الفرنسية. وقد أبدى العديد من متتبعي المباراة الكروية على قناة ''تي أف ''1 الفرنسية، والتي جمعت بين الأفناك والأسود على مستطيل ''غرين بونت'' تذمرهم حيال الطرح الفرنسي الذي يسعى في صميمه إلى المن على التفوق الكروي للجزائريين خلال المبارة التي تشبعت بالاحترافية والتمكن. من جهته، تبنى الشارع الفرنسي المقاربة الكروية المزدوجة بين فرنساوالجزائر، حيث راح مناصرو الديكة إلى رفع الراية الوطنية مباشرة بعد انتهاء مباراة الجزائرإنجلترا، كمخرج لتجاوز خيبة الأمل التي تلقوها بعد الأداء الضعيف الذي ظهر به المنتخب الفرنسي أمام ''أحفاد حضارة الأزتيك'' الذين هزوا الشباك الفرنسية بهدفين نظيفين. وأكد باسكال بونيفاس، رئيس معهد العلاقات الدولية والإستراتيجية في باريس، ل'' فرنس ,''24 الذي استهل حديثه بتساؤل مثير وهو ''الجزائر فرنسية؟''، ''إن جزءا كبيرا من فرنسا اهتز للنتيجة والأداء الذي ظهر به منتخب الخضر حيث كانت المباراة رائعة ومدارة بروح احترافية عالية''، مشيرا إلى أن ''الطبقة السياسية في فرنسا استنكرت مساندة الشباب الفرنسي من أصول جزائرية لمحاربي الصحراء خلال تأهلهم لكأس العالم في 18 نوفمبر المنصرم، وهو تاريخ تأهل المنتخب الفرنسي كذلك، ووصفته بالسلوك غير الفرنسي بحجة احتفال الأنصار بفوز منتخب أجنبي، لكن اليوم الأمر مختلف، فبالإضافة لمشجعي الخضر من أصول مغاربية، هناك فرنسيون أصليون يساندون هذا المنتخب الذي أظهر روحا معنوية مرتفعة خلال مباراتهم مع أحد أقوى المنتخبات المؤهلة للفوز بكأس العالم ,2010 وهذا لا يلغي الانتماء الفرنسي باعتبار أن معظم اللاعبين نشأوا وترعرعوا بفرنسا''. ومن خلال هذا التوجه المبني على منطق ''حق فرنسا في اللاعبين الجزائريين ذوي الجنسية الفرنسية''، تسعى فرنسا مجددا إلى خلط الأوراق والتغني ب ''الجزائر فرنسية'' لتحلية طعم الخسارة التي تجرعها المنتخب الفرنسي أمام المكسيك، لكن ليس بالمن على الجزائريين وإنما من خلال إحداث ثورة كروية كبرى في هجومه، مستمدة أساسا من الروح القتالية ل''معركة الجزائر'' .