جهات مغربية تعبر عن خشيته من الدبلوماسي المرموق لا يزال موضوع تعيين الدبلوماسي الجزائري السابق ذي الخبرة والتجربة الدولية الكبيرة رمطان العمامرة في منصب وزير الخارجية ضمن حكومة "سلال 2" محل تفاعل ونقاش في وسائل الإعلام المغربية، التي عكست الخشية الكبيرة من تأثير هذا التغيير على رأس الدبلوماسية الجزائرية على صعيد الكثير من القضايا وعلى رأسها مسألة الصحراء الغربية، التي تعتبر أعقد المحاور التي تؤزم العلاقات بين البلدين الجارين في المغرب العربي منذ عقود. فقد أبدى موقع "هيسبريس" الإخباري الواسع الانتشار في المغرب، التأثيرات المحتملة التي يمكن أن يلقيها على نتائج النشاط الدبلوماسي المغربي في موضوع الصحراء الغربية، فالمسار الدبلوماسي للرجل أعطاه تأثيرا كبيرا على الساحة الدبلوماسية العالمية، التي تمكن من نسج علاقات وثيقة بمختلف دول العالم، وأعطته خبرة كبيرة في التعاطي مع مختلف القضايا الدولية وخاصة الإفريقية منها. وحول الخبرة الإفريقية للعمامرة أضاف الموقع أنه دليل على أن ملف الصحراء الغربية هو من بين الأولويات الأساسية للسياسية الخارجية الجزائرية، وهي اليوم اختارت الدبلوماسي المناسب الذي سيدفع بوجهة النظر الجزائرية قدما في مختلف المحافل الإقليمية والقارية و الدولية، الأمر الذي جعل من ابن مدينة "أميزور" بولاية بجاية "حصى في حذاء المغرب"، كما عنون الموقع المغربي مقاله، الذي لديه احتكاك مباشر بالملف منذ عام 2007، عندما تم تعيينه كمستشار مكلف بقضية الصحراء، في الجزائر، في خطوة وصفها بأنها محاولة من الجزائر لإيلاء الملف أهمية يحال بموجبها على أحد أهم الإطارات بالخارجية الجزائرية، وفقَ ما اعتبرته الجزائر آنذاك مساعي إلى تبويء القضية مكانة ذات حظوة في أجندتها الخارجية. وأضاف هيسبريس أن الهدف الآخر من تعيين رمطان لعمامرة على رأس دبلوماسيتها يهدف إلى استغلال الظرف الحالي الذي تمر به المنطقة العربية، الذي تميز بانكفاء العديد من الدول مثل مصر وسوريا وتونس وليبيا من التأثير في الساحة الدولية بسبب مشاكلها الداخلية من أجل تعويض هذا الفراغ وزيادة حضورها العالمي. واعتمد الموقع المغربي على موقف العمامرة في قضية التدخل العسكري الدولي ضد نظام العقيد معمر القذافي علم 2011، للدلالة على قوة أدائه الدبلوماسي، حيث تميز موقف الجزائر عن الدول الكبرى التي كانت تنادي بضرورة تنفيذ ضربات عسكرية تسهل من مهمة الميليشيات المعارضة. وعبر "هيسبريس" عن المخاوف الكبيرة بسبب الإمكانية الكبيرة لزيادة الأضواء على قضية الصحراء الغربية، وهو ما "استبشرت البوليساريُو خيرًا، بتعيين العمامرة، على رأس الخارجية الجزائرية"، عبر مسارعة وزير خارجية الجمهورية العربية الصحراوية محمد سالم ولد السالك، إلَى البعث برسالة تهنئة إلى الوزير الجزائري الجديد. وتأتي هذه المخاوف التي تبديها وسائل الإعلام المغربية على عكس الموقف الرسمي المغربي الذي عبر عن "ارتياح" المملكة لتعيين رمطان لعمامرة في منصب وزير الخارجية، معتبرا إياه "تحولاً لناحية الاهتمام بالمحور الإفريقي في السياسة الجزائرية"، بخاصة بعد أحداث مالي والوضع في منطقة الساحل جنوب الصحراء. وهو التصريح الذي رأى فيه الكثير من المراقبين مجرد كلام دبلوماسي لا يعبر عن الموقف الحقيقي للمغرب، حيث توجد منافسة قوية بين كل من الرباطوالجزائر في الانفتاح على إفريقيا، حيث استطاع المغرب تحقيق تقدم كبير في هذا الصعيد على حساب الجزائر التي تريد تعويض التأخر والعودة من جديد إلى القارة السمراء. ويبدو أن متاعب الدبلوماسية المغربية قد بدأت فعلا مع لعمامرة الذي كان له حضور كبير في الأممالمتحدة، من خلال لقائه بالكثير من القادة ووزراء الخارجية للعديد من الدول، على رأسهم الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي حمله رسالة شفوية لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفلقية، وكذلك المبعوث الأممي إلى الصحراء الغربية "كريستوفر روس"، الذي أكد لعمامرة في مداخلته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة "تؤيد تكثيف جهوده في سبيل دفع الطرفين المتنازعين إلى رفع العراقيل لتمكين الشعب الصحراوي من تقرير مصيره بكل حرية".