كان سبب حصول الهجوم على منشأة تيغنتورين أكد تقرير لوكالة "رويترز" أن إمدادات الغاز الليبية إلى إيطاليا قد تضاءلت بنسبة كبيرة، مما جعل روما تتجه إلى تعويض الكميات التي نقصت من أسواق أخرى عبر البلدين الآخرين اللذين يمدانها بهذا المورد وهما روسياوالجزائر، هذه الأخيرة التي ستكون الأوفر حظا في هذه الصفقة نظرا إلى قربها الجغرافي. وأكد التقرير نقلا عن مصادر رسمية ليبية، أن الإنتاج المشترك بين شركة النفط الحكومية وشريكتها الإيطالية "ايني"، الذي يمول إيطاليا باحتياجاتها اليومية قد تراجع إلى حد مقلق، وهو ما يهدد البلاد بنقص في الطاقة الكهربائية التي تعتمد على الغاز بصورة رئيسية في توليدها. ويشهد الجنوب الليبي توترات كبيرة بسبب احتجاجات الأقلية الأمازيغية التي تطالب بإعطائها المزيد من الحقوق والامتيازات منذ سقوط نظام العقيد معمر القذافي، مما أدى إلى تعطيل الإنتاج في حقل "وافا" للغاز أكبر مناطق الاستخراج في غرب ليبيا والقريب من الحدود الجزائرية. وكانت إيطاليا وإسبانيا قد أعلنتا قبل شهرين، عن خفض وارداتهما من الغاز الآتي من الجزائر، وقال "ليزتاردو سيني" مدير قسم الطاقة بوزارة التنمية والاقتصاد الإيطالية، إن بلاده قررت البحث عن موارد أخرى للطاقة كما قال مسؤول شركة إسبانية طاقوية رفض الكشف عن هويته إن شركته تبحث حاليا عن موارد جديدة للتموين، وقد أرجعت الدولتان الأوروبيتان قرارهما إلى وجود خلافات مع الجزائر حول أسعار الغاز المطبقة. ويبدو أن هذا الوضع المضطرب في جنوب ليبيا الذي أدى إلى "ضربة كبيرة" لقطاع في الجزائر بعد الهجوم الإرهابي الذي تعرضت له منشأة الاستخراج في تيغنتورين منتصف شهر جانفي الماضي الذي أدى إلى توقف الإنتاج فيها، بعد رفض شركتي "ستايت أول" النرويجية و"بريتيش بيتروليوم" البريطانية العودة لاستئناف النشاط مجددا رفقة شركتهما الوطنية سونطراك، هو ما سيؤدي إلى انفراج في مشكلة التسويق الذي يعاني منه الغاز الجزائري في المرحلة الحالية. فقد أشار التقرير الأخير للاتحاد الدولي للغاز، إلى أن الصادرات الجزائرية من الغاز الطبيعي سنة 2012 انخفضت إلى 11.03 مليون طن، مقابل 12.59 مليون خلال نفس الفترة المرجعية، و14.26 مليون طن في سنة 2010. وتأتي فرنسا في قائمة الدول المستوردة للغاز الجزائري ب3.15 مليون طن، تليها تركيا ب3.10 مليون طن، ثم إسبانيا ب2.66 مليون طن، وإيطاليا 0.72 مليون طن. أما الصادرات الجزائرية للسوق الآسيوية، فتظل ضعيفة نسبية بسبب بعد المسافة، حيث لا تتجاوز 0.73 مليون طن. وهذا بسبب مزاحمة دول أخرى منتجة لهذا المورد الطبيعي وعلى رأسها قطر التي غزت السوق الإيطالي على حساب الجزائر، حيث تبلغ صادرات الغاز القطري إلى إيطاليا 4.24 مليون طن، بينما لا تتجاوز الصادرات الجزائرية إلى هذا البلد الذي تربطه بها أنبوب نقل للغاز 0.72 مليون طن، ولكن السلطات الإيطالية في حلها الاستعجالي من أجل تعويض النقص الحاد في واردتها القادمة من ليبيا لن تعتمد على كل من قطر وروسيا، حيث تتجه أنظارها إلى الجزائر الجارة الجنوبية التي يمكن أن تصدر لها كميات كبيرة من الغاز في وقت وجيز.