8 ملايير دولار خسائر واشنطن الأسبوعية منذ تعطيل الحكومة - وزير الدفاع: عدم إقرار الموازنة "يلطخ" صدقية الولاياتالمتحدة تجاه حلفائها يستعد الجيش الأمريكي للتكيف مع صدمة الشلل في ميزانية الولاياتالمتحدة، وهو ما يخشى أن يتسبب في حال استمراره طويلاً بتأثيرات جذرية على المؤسسة العسكرية الأمريكية، بحسب تحذيرات مسؤولين، وذلك مع تأجيل صيانة السفن والطائرات الحربية وإلغاء عمليات تدريب، والاستغناء عن بعض المهام الإدارية. ورغم أن اليوم الأول من الشلل في الميزانية لم يحمل أي أثر ظاهر على الجيش الأمريكي، فإن مسؤولين عسكريين يؤكدون أنهم سيواجهون صعوبات في القيام بالمهام نفسها بعد منح نصف الموظفين المدنيين ال800 ألف في البنتاغون إجازة غير مدفوعة. ويقول عسكري برتبة رفيعة "سيكون هناك أثر، لكن لن يصبح الأمر محسوسا إلا بعد مدة". وتعمل أكثرية الموظفين المدنيين في وزارة الدفاع في قواعد منتشرة في كل الولاياتالمتحدة، ويعتمد العسكريون على هؤلاء من أجل صيانة المعدات أو حسن تسيير الشبكات اللوجستية. وقانونياً، يمكن للبنتاغون اعتبار جزء فقط من الموظفين "أساسيين"، والسماح بمواصلة العمل. وتبقى تبعات الشلل الحالي على الدفاع صعبة التقدير، ما دفع المستشارين القضائيين في البنتاغون إلى درس احتمال زيادة عدد هؤلاء المدنيين الذين يعتبرون أساسيين. وخلال آخر شلل في الميزانية في الولاياتالمتحدة العام 1995، صوت النواب الأمريكيون لصالح توفير تمويل البنتاغون، إلا أن الوضع أنشأ مع ذلك مشاكل كبرى بالنسبة للجيش. ويتذكر بول ايتن، الجنرال السابق الذي كان حينها يحضر لنشر وحدة مدرعات في البوسنة، أن "الاضطرابات المرتبطة بالضبابية حيال التمويل تسببت بإبقائنا في حال بلبلة مستمرة". من جهته، اعتبر وزير الدفاع الأمريكي، تشاك هيغل، في سيول، أن شلل الإدارات الأمريكية بسبب عدم إقرار الموازنة "يلطخ" صدقية الولاياتالمتحدة تجاه حلفائها الذين "يطرحون تساؤلات بشأن الالتزام" الأمريكي. وفي البنتاغون، لا يخفي عدد كبير من المسؤولين والعسكريين رفيعي الرتب المستائين أساساً من الاقتطاعات التلقائية في ميزانية الدفاع بسبب عدم الاتفاق بين الديمقراطيين والجمهوريين، شعورهم بالخيبة جراء الوضع الراهن. من ناحية أخرى، قال محللون اقتصاديون في "جولدمان ساكس" إن الخسائر المقدرة لإغلاق الوكالات الفدرالية الأمريكية أبوابها تتجاوز 8 مليارات دولار أسبوعياً، ما يعني أن الأزمة الاقتصادية قد تتعمق أكثر بسبب الخلافات التي تعصف بالحزبين الجمهوري والديمقراطي داخل الكونغرس، بحسب جريدة فاينانشال تايمز البريطانية. ولا يبدو الاقتصاد العالمي مهددا على الفور نتيجة شلل مؤقت للدولة الفدرالية الأمريكية، لكنه خاضع لخطر عدم التسديد المتفاقم بعد 17 أكتوبر بغياب اتفاق سياسي بين الجمهوريين والديمقراطيين. وكان رد فعل الأسواق الآسيوية والأوروبية صباح اليوم على الإعلان هادئا، علما أن التعطيل المؤقت لخدمات الدولة الفدرالية الأمريكية الذي سرى في الساعة الرابعة بتوقيت غرينتش كان متوقعا.