نشرت مجلة "ناشيونال جيوجرافيك" الشهيرة، تقريراً مصوراً عن ما وصفته بحالة "غير طبيعية" لبحيرة تنزانية قاتلة. وأظهرت الصور التي نشرتها "المجلة الشهيرة" عديداً من الطيور، مثل: طيور اللقلق، والخفافيش، وكائنات مثل السحالي، متحجرة، ومحنطة بصورة مرعبة. وتقوم بحيرة "ناترون" الواقعة في شمال تنزانيا، بتجميد وتحنيط جميع الحيوانات والكائنات المحيطة بها، وتحولها إلى ما يشبه "الحجارة". وتعتبر تلك البحيرة القاتلة "ظاهرة بيئية" نادرة، حيث تتميز بتركيب كيميائي فريد من نوعه، يتمتع بنسبة ملوحة عالية جداً. كما أن درجة الحرارة العالية حول تلك "البحيرة"، التي تصل إلى 60 درجة مئوية، تحول مياه "ناترون" إلى تركيبة قاتلة من "الأمونيا"، التي لا تكتفي بقتل الحيوانات، ولكن تكوّن حولها قشرة كلسية من الملح؛ ما يجعل الحيوانات أشبه بالحجارة. ويصل معدل الحموضة في تلك "البحيرة التنزانية" لما بين 9 و10.5 درجة؛ وهو ما يجعل أي كائن حي يلمسها قد يفقد حياته ويتجمد، وتحتفظ به "البحيرة" محنطاً إلى الأبد. والتقط تلك الصور المذهلة مصور الحياة البرية البريطاني المحترف "نيك براندت"، الذي قام بزيارة خاصة وخطيرة لتلك "البحيرة"، مصاحباً لعدد من الخبراء الجيولوجيين البريطانيين. وقال براندت: "لا أعرف بالضبط كيف ماتت تلك المخلوقات المتحجرة، التي جرفتها الأمواج للخط الساحلي للبحيرة؟ ولكن علينا أن نعلم أن "البحيرة" تحيط بها عوامل طبيعية وبيئية قاسية". وتابع قائلاً: "ما شاهدته كان مذهلاً إلى حد بعيد، ولم أكن أتخيله في يوم من الأيام، منظر تلك الطيور والكائنات وكأنها اصطدمت بلوح زجاجي فتحجرت أمامه، يرشح فعلياً أنها اصطدمت بماء البحيرة القاتل!!".