اتهم رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية أمس، في خطاب متلفز، الولاياتالمتحدة بتعطيل المصالحة الفلسطينية. كما نفى تدخل حكومته أو حركة المقاومة الإسلامية "حماس" التي يشغل منصبا قياديا فيها، في الشأن الداخلي المصري. وقال في خطابه الذي بث مباشرة من غزة- أن ما سماه "الفيتو الأمريكي" هو السبب الرئيسي في إفشال جهود المصالحة، مشيرا إلى أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري اشترط على الرئاسة الفلسطينية وقف المصالحة لاستئناف المفاوضات مع الإسرائيليين. وقال أيضا إن هذه المفاوضات تجري وفقا "لقرار سياسي منفرد تتخذه الرئاسة الفلسطينية في رام الله، مما يجعلها تشكل خروجا على الإجماع الوطني، ومصدرا للخطر على ثوابت الشعب الفلسطيني خاصة الأرض والمقدسات واللاجئين". ودعا هنية كافة القوى والفصائل الفلسطينية للاحتشاد الوطني لمواجهة "أي تسويات تتم مع العدو تحت الضغط والابتزاز الأميركي" مؤكدا أن الفلسطينيين لن يقبلوا بأقل من عودة أراضيهم كاملة وإقامة دولتهم عليها، وسيرفضون مشاريع التوطين مهما كانت الضغوط الممارسة عليهم. وشدد على أن الأوضاع الفلسطينية لا تحتمل المزيد من الخلاف والمشاحنات وشيطنة طرف لصالح طرف آخر، داعيا لوضع لبنات حقيقية بجدار الوحدة الوطنية استنادا إلى الاتفاقيات الوطنية الموقعة سابقا وبسقف زمني محدد، مع التركيز على تشكيل حكومة وحدة وطنية وتنظيم الانتخابات. وفي موضوع القدس والأقصى، أكد هنية أن القدس تتعرض بشكل غير مسبوق للتهويد الكامل بتشريد أهلها عنها والتضييق عليهم لحملهم على الهجرة منها لكي تبقى خالصة لليهود. وأدان رئيس الوزراء الإساءة الممنهجة للمسجد الأقصى عبر الاقتحامات اليهودية التي تتم برعاية رسمية من سلطات الاحتلال والقيادات التشريعية والحزبية الإسرائيلية، وشدد على أن الفلسطينيين سيثبتون للاحتلال أنه لا أمن ولا استقرار ما دام الأقصى يتعرض للخطر. وبشأن علاقات حركة حماس مع الدول العربية وغيرها، أكد هنية أن حكومته تتحدى أي جهة أن تقدم أي دليل على تدخل حماس أو الحكومة في شؤون الدول الداخلية وخاصة في سوريا ومصر ولبنان، مضيفا أن "حماس تعتز بمواقفها التي اتخذتها في نصرة ربيع الشعوب العربية ومطالبها بالحرية والكرامة، دون أن يعني ذلك تدخلا منها في القضايا الداخلية للأنظمة العربية".