تعيش قرى العوافة، سلامي، لعبيدي محمد وعزيزي أحمد ببلدية الشرفة في عنابة حالة من البؤس والقلق، بفعل فقدان ضروريات الحياة كالماء والطرق الداخلية والصحة والتعليم، في وقت لم تجد بعد صرخة المواطنين صداها الإيجابي لدى السلطات المحلية. الزائر لهذه القرى يلاحظ أنها فقدت طابعها الفلاحي الذي كان سكانها يعتمدون عليه في عيشهم. وتحوّلت الأراضي الى بور بفعل ندرة مياه السقي وفشل برامج استصلاح الأراضي خاصة بمحيط بحيرة فزارة وتحوّل معظم سكانها، خاصة كبار السن، الى عالم البطالة. بينما نزح الشبان نحو مناطق أخرى بحثا عن فرص للعمل. تدهور الطرقات الداخلية عزل القرى عن بعضها البعض، حيث يضطر العمال وتلاميذ المدارس الى قطع مسافات تزيد على 3 كلم أحيانا للوصول الى الطريق الولائي للتنقل عبر وسائل النقل إلى خارج القرية التي يرفض سائقوها الدخول الى وسط القرى خوفا من الطرقات المهترئة مما دفع الأولياء إلى مطالبة السلطات المحلية للتدخل لإنقاذ أبنائهم بتوفير وسائل النقل أو على الأقل حافلات النقل المدرسي. من جانب آخر، يعاني سكان تلك القرى من تذبذب في توزيع الماء الصالح للشرب، رغم أن المجلس البلدي السابق أنجز خزانات ماء بمبالغ فاقت 18مليارسنتيم، إلا أن هذه المياه لم تصل الى جميع السكان، مما اضطرهم الى توقيف أبنائهم عن الدراسة، خاصة البنات للتكفل بعملية جلب المياه من مناطق بعيدة. كما لم يحظ سكان هذه القرى بنسبة معتبرة من البناء الريفي المخصّص لهذه الفئة، حيث لم تتعدّ النسبة 5 بالمائة في الوقت الذي نجد فيه معظم السكنات في حالة متدهورة تعود في أغلبها إلى الحقبة الاستعمارية. أما العيادتان الطبيتان المتوفرتان بهذه القرى فهي عاجزة عن تلبية أبسط حاجيات المرضى، مما جعلهم يتكبدون المشقة من أجل حقنة. وحسب ممثلي هذه القرى فالخطر يكمن في إهمال مصالح الصحة عملية تلقيح الأطفال، خاصة في غياب طواقم طبية وشبه طبية بتلك المرافق، التي في أغلب أوقاتها مغلقة. الأمر نفسه ينطبق على الملحقة البلدية التي أصبحت تتماطل في استخراج الوثائق. كما طالب سكان القرى، التي زارتها "البلاد"، مسؤولي الولاية بوضع ممهلات أمام المدرسة الابتدائية، للحدّ من حوادث المرور التي ذهب ضحيتها 9 أطفال بين قتيل وجريح، لكون المدرسة على حافة الطريق الولائي. كما طالبوا بإنجاز ملعب جواري للشباب لتفادي الانحراف الذي تعرفه القرية والذي مسّ حرمة المقبرة التي تحوّلت الى مرتع للمنحرفين ومكان لاستهلاك وترويج المخدرات.