تقربنا في هذه الجولة التي قمنا بها عبر أحياء بلدية الأربعاء قصد الاحتكاك من المواطنين والتعرف على المشاكل التي يعانون منها، والاستفسار منهم عن حجم النقائص التي مازالوا يفتقدون فيها إلى الحياة الطبيعية التي يتطلع إليها كل مواطن، وقد عرجنا في طريقنا على بعض الجمعيات التي لم تجد بأسا في الحديث عن المشاكل التي تعترض نشاطاتهم، وعن بعض الانشغالات التي يعاني منها المواطنين باعتبارهم من قاطني المنطقة، كما أنهم وبحكم عملهم يحتكون بصفة مستمرة بالفئات المحرومة من المجتمع الجزائري· فضلنا الحديث عن بعض الأحياء بالبلدية والتي يبدو أن السكان بها لم يأخذوا نصيبهم من سبل العيش الكريم وهو ما بدا واضحا من خلال الزيارة التي قمنا بها إلى هناك، وقد أوضح حكيم بلعاليا رئيس فرع الأربعاء بجمعية كافل اليتيم الخيرية ''أن البلدية تشهد تحسينات محتشمة، حيث مازالت تلقى بعض الأحياء التهميش بالنسبة للعديد من المشاريع التنموية منذ انفراج الأزمة الأمنية التي عانت منها الجزائر، إذ يكتسيها نمط الحياة البدائية لدرجة أن قاطنيها مازالوا يعتمدون على جلب المياه من الآبار المجاورة؟ حي صحراوي ·· المواطنون يشتكون تلوث محيطهم يعاني حي صحراوي من التلوث، حيث تنتشر القمامة عبر أزقته وممراته الداخلية كما تنتشر النفايات على ضفاف الواد المتواجد بالحي والذي يفصل بينه وبين حي سيدي حماد التابع لبلدية مفتاح، حيث تحول إلى مكب نفايات يجاور المنازل ويشارك السكان ليالي الصيف الحارة، ويبعث بذلك روائحه الكريهة وحشرات الناموس والذباب ضيوفا إلى منازلهم، إلى درجة يتسبب فيها بالكثير من الإزعاج لربات البيوت اللواتي يحرصن على حفظ أكلهن وعلى نظافة حاجياتهن في كل يوم، وهي الظروف المناسبة لتفشي الأمراض الجلدية، وتنقل العديد من الأمراض المعدية بفعل هذه الحشرات، كما أن حرق هذه النفايات بجوار المنازل يتسبب في ضيق التنفس خصوصا بالنسبة لصغار السن والكهول، ناهيك عن انتشار الفئران التي يجهز لها المواطنون العدة في كل مرة، ويتخذون بذلك احتياطات عديدة مضنية ومكلفة وقد لا تكون فعالة في العديد من الأوقات· كما عبر السائقين عن فقدانهم الأمل في إصلاح وضعية الطرقات التي بقيت على حالها لما يزيد عن ثلاثون سنة، عانوا خلالها من تراكم الأوحال والحفر في فترات الشتاء، وزوابع الغبار والأتربة في فصل الصيف والتي تمتد إلى المنازل، محبطة بذلك المجهود الذي تبذله النسوة في عمليات التنظيف، كما لم يجد عمي حميد بدا من الحديث عن غياب الأرصفة عبر أزقة الحي، ولاحظنا أن الموجودة منها غير مهيأة، حيث أطلعنا عمي رابح أن الأرصفة المتواجدة قام بتهيئتها عمال البلدية منذ أكثر من خمسة سنوات لكنها لم تخضع للتهيئة بشكل متقن، وتداعت بذلك حالتها إلى الشكل الذي هي عليه اليوم،كما أكد المواطنون على انقطاع تزويدهم بالمياه لفترات معتبرة من فصل الصيف، ويحتوي الحي لحسن حظ التلاميذ على ابتدائية واحدة، فيما يفتقر إلى مستوصف يقدم الخدمات الطبية لقاطنيه كما بحثنا كل ركن من أركانه عن صيدلية ولم نتمكن من العثور عليها· حي بلعوادي ·· وأزمة النقل ونقص المياه اشتكى القاطنون بحي بلعوادي من قلة نقل الخواص، حيث يضطر تلاميذ المدارس إلى الانتظار لمدة من الزمن أو قطع مسافات طويلة مشيا على الأقدام للالتحاق بمدارسهم التي يزاولون الدراسة بها بالأربعاء مركز، كما أن انعدام النقل العمومي حسبهم والنقل المدرسي لم تعد ضمن الانشغالات التي يطرحونها لاعتقادهم الراسخ بأنها مجرد أحلام طالما تمنى سكان الحي توفرها، سيما وقد تسبب هذا النقص بتأخر الكثير من التلاميذ عن مقاعد الدراسة بصفة مستمرة خصوصا في الفترات الصباحية، وزيادة عما أثقل جيوب السكان من مصاريف وما يواجهه التلاميذ من متاعب في الطريق، فقد أدت هذه الوضعية إلى تزايد حالات التسرب المدرسي في أوساط التلاميذ الذين يفضلون التوجه إلى طرق الكسب السريع بالاندماج في التجارة داخل أسواق البلدية، وما صادفناه من الباعة صغار السن بأسواق الأربعاء كفيل بشرح ما دفعتهم إليه ظروف الدراسة والظروف الاجتماعية الصعبة خصوصا وأن أغلبهم من أبناء ضحايا الإرهاب· بالإضافة لمشاكل النقل يواجه السكان صعوبة في التنقل عبر أزقة الأحياء، وأكد التلاميذ الذين اجتمعت بهم '' السياسي'' أن أحذيتهم تتلف بصفة مستمرة جراء حالة الطرقات خصوصا في فصل الشتاء، مما يضطرهم إلى اقتناء أحذية بلاستيكية غير مريحة تدوم أطول لضمان الحفاظ على جانب من المصاريف التي يلاقي أهاليهم مشقات كبيرة في سبيل توفيرها· ··ونفس الحالة بحي المجاجي لم يكن متمدرسي حي المجاجي أوفر حظا من سابقيهم حيث يقطعون مسافات طويلة لمدة تزيد عن ساعة ونصف للوصول من منازلهم إلى متوسطة الأربعاء، عبر طرقات مهترئة وغير مزفتة أتلفتها سنوات التسعينات، ناهيك عن فترات الصيف التي ترتفع فيها درجات الحرارة إلى حد لا يتحمله فيه بعضهم، وهو ما يجعلهم تحت رحمة بعض السيارات المارة بالطرقات لتحملهم إلى الإكمالية، لتقيهم بذلك ضربات الشمس وعتو الرياح والأمطار في فصل الشتاء، دون الحديث عن مخاطر الركوب في سيارات الغرباء خصوصا بالنسبة لتلاميذ الصفوف الأولى· في حين اشتكت ربات البيوت من انعدام مصدر للمياه قريب من منازلهن، حيث يعتمدن على أنفسهن في جلب المياه من الآبار لاستعمالات التنظيف والطهي، وعلى كثرتها كثرت مشقاتهن، حيث يعانين وأطفالهن الإرهاق جراء تنقلاتهم الكثيرة لجلب الماء· حي سي زروق·· السكنات الهشة تهدد حياة السكان يقطن سكان الحي المعروف ب'' لاصاص'' سكنات قديمة تعود لعهد الاستعمار الفرنسي، والتي تتميز بقدمها حيث أصبحت عبارة عن سكنات هشة لا تملك منافذ للتهوية، وقد هيئت قديما بأدوات بسيطة وبأسقف من القصدير تفتقد لأسس البناء السليم، وبالتالي أصبح قاطنوها مهددين بعوامل الرطوبة والحرارة زيادة على إمكانية انهيار هذه المنازل في أي لحظة، كما يعاني الحي أيضا من انقطاع متكرر في شبكة التزود بالمياه والذي يأتي إليهم ضيفا في ليالي الشتاء الباردة فقط ، أين يقدم السكان على ملئ دلائهم وأوانيهم بالماء في أوقات متأخرة من الليل، ما يؤثر على نشاطهم الدراسي والعملي صباحا، ويعتبر الغاز مطلبا ناشد من خلاله المواطنون المعنيين بالأمر التدخل لتدفئة أيامهم الباردة، وتوفير عناء جلب قارورات الغاز عليهم· التجمع السكني المجاور لحي جيبولو·· حدث ولا حرج قطن السكان بحي الإخوة مكوكي دارا للحضانة بسبب الأزمة الأمنية التي مرت بها الجزائر في التسعينات والتي حتمت عليهم النزوح إلى المدن، ولم يتم التكفل بسكانها حتى الآن باعتبار معاناتهم الدائمة من ضيق السكنات ونقص المرافق المخصصة لهم، كما شكلت هذه الظروف نقصا آخر على مستوى الهياكل الضرورية للمواطنين بحي جيبولو،وهذا الوضع أبقى السكان في حيرة من أمرهم، وطالبو السلطات المعنية بتحديد وضعيتهم والتكفل بهم، وأكدوا أنهم غير مستعدين للعودة إلى المناطق الجبلية التي نزحوا منها بحكم ظروف العمل و الدراسة· وبصفة عامة أكد رئيس فرع جمعية كافل اليتيم الخيرية أن أغلب السكان بالبلدية متضررين خصوصا منهم اليتامى من ضحايا الإرهاب الذين أرهقتهم غلاء المعيشة وكثرة متطلباتها، واسترسل في حديثه عن حالة الطرقات ووصفها بالمختصر المفيد ب ''حدث ولا حرج''، كما أكد أن الطريق الجيدة ببلدية الأربعاء مهترئة، بحيث عبر عن امتعاضه من الفوضى التي تشهدها الأسواق خاصة وأن بعض الباعة يعمدون إلى عرض سلعهم فوق أرصفة الطرقات ما يدفع بالمواطنين للتجول على حواف الطرقات، وهو ما يخلق فوضى عارمة ويفتح المجال لأعمال السرقة، كما أن المواقف الفوضوية للسيارات زادت الأمور تعقيدا، بحيث قلصت من مساحة الطرقات، كما أخذت مساحات واسعة من الأرصفة المخصصة للمواطنين· كما أكد أن الحالة الأمنية تدهورت نظرا للكثافة السكانية في الفترات الأخيرة، بحيث فتحت بعض الظروف الاجتماعية التي عانت منها بعض العائلات، الباب لانتشار السرقة والآفات الاجتماعية، حيث لا تتوفر معظم الأحياء على مراكز للشرطة، وهو ما جعلها تفتقد للأمن، وبالتالي ناشد السلطات المحلية من أجل تكثيف الإجراءات الأمنية، وضمان سلامة المواطنين· التلاميذ محرومون من الإطعام المدرسي وأطلعنا ''أ· رابح'' عضو بجمعية أولياء التلاميذ بابتدائية الشهيد حمزة محمد أن التلاميذ يفتقدون لأدنى الحقوق الواجب توفرها، حيث يبقى المطعم المدرسي المركزي في حالة يرثى لها، والذي يتوافد عليه تلاميذ مدرستين كاملتين، وبالتالي يجد القائمين عليه صعوبة في تغطية جميع أعدادا التلاميذ حيث لا يقدم الإطعام للجميع، كما يعاني من نقص النظافة ورداءة نوعية الأكل المقدم، وذاك بشهادة المعلمين والأطباء، أين يعمدون في أغلب الأحيان إلى إعادة مزج الأطعمة المتبقية من صحون التلاميذ وتقديمها لآخرين، وهو ما يسهم في انتشار الأمراض خصوصا المعدية منها، كما أن أعداد التلاميذ الوافدين من المدرستين تقدر بحوالي 006 تلميذ في الوقت الذي تقدم لهم 002 وجبة فقط، أما بالنسبة لتلاميذ الاكمالية فلم يتم تهيئة المطعم المخصص لهم، فيما تفتقر أغلب المدارس بالأربعاء إلى المطعم المدرسي· وأكد ذات المصدر أن الطريق الذي يستعمله التلاميذ للعودة إلى منازلهم يحتوي على مفترق طرق، يفتقر إلى ممر للراجلين أو ممر خاص للتلاميذ، أو حتى شرطي مرور ينظم حركة السيارات،وهو الأمر الذي شكل في العديد من المرات خطورة على حياة التلاميذ التي أودت بأرواح الكثيرين منهم سيما من يدرسون منهم في المستوى التحضيري، علما أن المنطقة تحتوي على ابتدائيتين واكمالية وثانوية، وقد أودع السكان والمعنيين بجمعيات أولياء التلاميذ عدة طلبات على مستوى البلدية ومصالح الأمن لكن دون رد يذكر·