أظهرت وثائق نشرتها قناة "الجزيرة" القطرية على صور لعقد مبرم بين السلطات الحاكمة بمصر وشركة "غلوفر بارك غروب" الأميركية المختصة بالعلاقات العامة، التي تربط كبار مسؤوليها علاقات وثيقة بإسرائيل. وينص العقد على قيام الشركة بالترويج للسلطة الجديدة في مصر وتحسين صورتها في الولاياتالمتحدة الأميركية. ويأتي إبرام هذا العقد في أعقاب استطلاع للرأي أجرته الشركة نفسها مؤخرا وأظهر تراجع شعبية السلطة الحاكمة في مصر داخل الولاياتالمتحدة ب18 نقطة. و من الأمور المعروفة عن هذه الشركة أن عدد من كبار مسؤوليها علاقات وطيدة مع إسرائيل واللوبي اليهودي في الولاياتالمتحدة. و حسب ما أوردته القناة القطرية فإن العقد المبرم بين الجانبين (مصر والشركة) وقعه السفير المصري في الولاياتالمتحدة ، مضيفة أن أهم المهام المنصوص عليها في العقد هو قيام الشركة بتمثيل الحكومة المصرية في واشنطن، بمعنى أن تكون المسؤولة عن الدبلوماسية المصرية العامة، وتمثيلها أمام الإدارة الأميركية والكونغرس ووسائل الإعلام الأميركية والمنظمات الحكومية وغير الحكومية. كما ينص العقد على أن تشرف الشركة على عمل الحكومة المصرية في تطبيق خريطة الطريق التي أعلنتها سلطات الانقلاب في مصر عقب عزل الرئيس محمد مرسي في الثالث من جويلية بما يتضمنه ذلك من تشكيل تحالفات مع جهات معارضة تعطي للانقلاب شكلا ديمقراطيا، وصولا للانتخابات الرئاسية والنيابية في مصر. وكشفت القناة أن الشركة المذكورة لها علاقات واسعة بإسرائيل واللوبي اليهودي في الولاياتالمتحدة، الذي يعد من أكبر جماعات الضغط التي تعمل على مراعاة مصالح إسرائيل. وأوضحت أن أحد كبار مسؤولي هذه الشركة كان ضابطا في الجيش الإسرائيلي، وتخرج من جامعة تل أبيب في العلوم السياسية، كما أن كبار المسؤولين عملوا في منظمة "أيباك" وهي أكبر منظمة يهودية أميركية في الولاياتالمتحدة. و تعتبر شركة "غلوفر بارك غروب" ذات نفوذ كبير جدا على صناع القرار في الولاياتالمتحدة، كما أنها تمثل شركات أميركية عملاقة مثل كوكاكولا وأبل وبعض كبريات شركات السلاح، في الكونغرس الأميركي، وتمثل كذلك دولا لها سجل سيئ في مجال حقوق الإنسان. و تؤكد هذه الوثائق أن النظام المصري يريد ال حصول على مكانة أفضل في الولاياتالمتحدةالأمريكية ، خاصة بعد حالة الجفاء "الظاهري" في العلاقة بين الطرفين منذ الانقلاب الذي اسقط الرئيس محمد مرسي قبل أشهر ، كما تبرز أن نظام السيسي لا يجد حرجا في اللجوء إلى جهات لها علاقة بأقوى المنظمات و الشركات الصهيونية الموالية بقوة لإسرائيل من أجل تثبيت نفسه في الحكم ، و هو ما أكده الصحفي البريطاني المشهور "روبرت فيسك" قبل مدة حينا تنبأ بالعلاقة بين السلطات المصرية الجديدة و اسرائيل التي اعتبر لأنها الركيزة التي تضمن له البقاء ، حيث الكاتب في مقاله مواقف الدول الغربية مما يجري في مصر، منبهًا إلى أن مصر الآن - على حد تعبيره - في يد جنرال يعتبر علاقات بلاده مع "إسرائيل" أهم من أي انقلاب، وأن الحفاظ على معاهدة السلام مع تل أبيب أهم من أية ديمقراطية في القاهرة.