هدف واحد يتيم .. وزنه من ذهب يصنع الحلم الرابع للجزائر التي تأكد رسميا مشاركتها في طبعة كأس العالم بالبرازيل... في مسافة زمنية قدرها 90 دقيقة سال فيها العرق البارد لجميع الجزائريين وعشاق الخضرا الذين انتظروا طويلا حتى يفرحوا بهدف الماجيك بوڤرة وهو يدخل مرمى فريق بوركينا فاسو في بداية الشوط الثاني... هذا الفريق الذي أكد حقيقة أنه لم يأت إلى الجزائر من أجل الدفاع عن حظوظه، بل جاء ليخطف استحاق تأهله للمونديال، فصنع عديد المتاعب لأشبال وحيد حاليلوزيتش. فاجأ المنتخب الوطني أنصاره والمتتبعين بالنظر إلى الوجه الشاحب الذي ظهر به خلال المرحلة الأولى، حيث بدا عليه تردد واضح على مستوى كامل خطوطه، أرجعه بعض التقنيين الى الضغط الكبير الذي كان على اللاعبين، إضافة إلى عدم تجانس التشكيلة التي اختارها البوسني وحيد حاليلوزيتش، حيث خالف كل التوقعات لما أحدث تغييرات بالجملة على مراكز حساسة، خاصة في الظهيرين الأيمن والأيسر باعتماده على خوالد وغلام، ثم حارس المرمى محمد لامين زماموش. وكانت حالة الارتباك هي الميزة التي طبعت أداء لاعبي الخضر في الشوط خلال العشرين دقيقة الأولى، حيث اكتفى الخضر باللعب في وسط الميدان وتقديم عرض هزيل لم يقنع أغلب المتابعين، وبوجه مخالف تماما عن المقابلات السابقة، خاصة لقاء الذهاب في واغادوغو، حيث تمركزت كل الكرات في وسط الميدان وهو ما سمح للبوركينابيين من استعادة الثقة في النفس ونسج محاولات هجومية اربكت خط الدفاع وأقلقت الحارس زماموش. وعرفت الدقيقة العشرون محاولة مميزة من اللاعب إسلام سليماني الذي استلم كرة محكمة من فوزي غلام، حولها برأسية جانبت المرمى ببعض السنتميرات، وأعادت هذه المحاولة الثقة في نفوس اللاعبين الجزائريين الذين حاولوا صناعة لعب متقدم من خلال بناء بعض الهجومات المكثفة على الظهيرين، لكنها لم تثمر أي محاولة جدية للتسجيل، فظل هجوم الخضر شبه عقيم، مع تسجيل هجمات مرتدة وسريعة من طرف الفريق البوركينابي، كان بعضها خطيرا على خط دفاع الخضر الذي تدخل بصعوبة كبيرة لإيقافها. وكان أهم تدخل ذلك الذي قام به المدافع المحوري كارل مجاني على الجهة اليمنى للخضر. أما الشوط الثاني من مباراة الخضر فجاء بالجديد الذي اهتزت له المدرجات في ملعب مصطفى تشاكر، وخفقت معه قلوب الملايين من الجزائريين التي ساورها الشك من أداء كتيبة حاليلوزيتش، أن القائد مجيد بوقرة يسجل الهدف الأول والوحيد للمنتخب الوطني الذي كان له وزن تاريخي كبير جدا، إنه الجسر الذي ركبه الخضر لبلوغ مونديال البرازيل العام المقبل. ففي الدقيقة 49 استطاع الماجيك مباغتة مدافعي بوركينافاسو وتسجيل هدف ثمين، لتلتهب المباراة مجددا في المدرجات التي تعالت فيها صيحات الجماهير التي استيقظت من صمت ميز المرحلة الأولى، ومعها محاولات مهاجمي الأفناك، وخاصة فاغولي الذي ضيع فرصة تسجيل الهدف الثاني وتحرير الأعصاب، إلا أن السوسبانس أبى إلا أن يصاحب جو المباراة الى النهاية، كما أبت كرة إسلام سليماني دخول شبكة الخيول في الدقيقة 57 إثر تسديدة قوية. وفي الدقيقة 67 حاول المدرب الوطني وحيد حاليلوزيتش بعث نفس جديد في النخبة الوطنية باستبدال ياسين براهيمي وإدخال حسان يبدة، لتتوالى بعدها الدقائق ومعها محاولات الخضر تعميق النتيجة،الأمر الذي لم يأت من تسديدة إسلام سليماني مرة أخرة في الدقيقة 73 و78 على التوالي. وفي الدقيقة 85 دخل الغائب الأكبر في الأطوار الأولى من المباراة سفير تايدر مكان مهدي مصطفى، لتكون الركنية التي نفذها الخيول في الوقت بدل الضائع الفرصة الأخطر وكادت تقتل الفرحة المونديالية قبل نهاية المباراة بدقائق، لكن العارضة أبت إلا أن تحمي فوز الجزائر الذي نقل أسود الصحراء الى البرازيل للمرة الرابعة في تاريخهم والثانية على التوالي.