فرنسا استعمرتنا 132 سنة فلا مانع من استعمار عاصمتها لليلة واحدة ! قوات مكافحة الشغب وقفت عاجزة رغم الكرموجان والهراوات العلم الفرنسي "ممنوع" في قلب باريس !!! مشهد غريب عرفه شارع الشانزيليه الذي يعد الأرقى والاشهر في فرنسا ان لم يكن في العالم ....آلاف المشجعين لبلد اجني يغلقون قلب عاصمة بلد اخر احتفالا بفوز فريقهم الوطني ! والغريب في الامر ان المنتخب الفرنسي فاز هو الآخر في مباراته أمام أوكرانيا ، لكن الحدث كان جزائريا في باريس ...ومن يجرأ أصلا على دخول الشانزليه بعد دخول أنصار الخضر، ورغم بعض المحاولات اليائسة لانصار الديوك بدخول الشارع غير ان الجمهورالجزائري ابى ان يشاركه احد فرحته ، حيث قام بعض الشباب بنزع الاعلام الفرنسية من حامليها ، فيما سمح لآخرين بالاحتفال بفوز فريقهم. بعد إطلاق الحكم السنغالي سافرة النهاية معلنا صعود الخضر إلى مونديال البرازيل تحول أشهر شارع في فرنسا إلى ساحة جزائرية للفرح والرقص والاحتفال ...لم يعد الشانزيليزيه في تلك الليلة المشهودة يتميز عن شارع ديدوش مراد بالعاصمة الجزائر بكثير من الأشياء، باستثناء وجود الشرطة الفرنسية ونظافة الشارع وجماله طبعا ...جزائريون من كل الأعمار يملئون المكان ضجيجا وفرحا وصراخا ...الشماريخ كانت حاضرة بقوة ، محولة ليل باريس إلى نهار.. منبهات السيارات حرمت العائلات الباريسية من النوم .. "الطنبور والدربوكة" صنعا اجواء خاصة ، حتى الباعة الجواليين ملئوا المكان في لحظات.. عارضين الأعلام الوطنية والقبعات والوشاحات الخضراء ! مع مرور الوقت بدأ سكان الضواحي "حيث يتركز الجزائريون " في التوافد بالآلاف وازداد الوضع تعقيدا للشرطة الفرنسية التي وقفت عاجزة امام الحشود الفرحة ولم تستطع منعهم من إغلاق الشارع أمام حركة المرور عشرات المرات ، حركات شباب الضواحي كانت اكثر من مجرد احتفال بفوز منتخب بلادهم الأصلي والصعود الى المونديال ، الهيستيريا التي كانت تحت عنوان مناصرة الخضر ، حملت في طياتها مشاكل الحرمان والعنصرية والتهميش التي يعاني منها سكان الضواحي من اصول اجنبية وخاصة الشباب منهم ، العلاقة المتوترة مع الشرطة كانت واضحة ، وكره الجمهورية التي ولدوا فيها بسبب عدم تقبلهم في المجتمع لا يمكن اخفاءه ،بالنسبة لشباب الضواحي الفرصة كانت ملائمة لازعاج الدولة الفرنسية امام قوص النصر والتعبير لها عن انتماءهم لوطنهم الاصلي الذي لم يزره كثير من هؤلاء الشباب ولو مرة في حياتهم . حراقة بارباس ... فرنسا استعمرتنا 132 سنة فلا مانع من استعمار عاصمتها لليلة واحدة ! الحراقة والشباب الجزائري الذي وفق في الوصول الى فرنسا بغرض العمل ولم ينجح في الحصول على وثائق الاقامة والعمل ..كانت ليلة الثلاثاء ليلتهم بامتياز فبخروجهم من كانتون "بارباس" الذي وجدوا فيه ملاذا ما للهروب من ملاحقة شرطة الهجرة الفرنسية الى قلب باريس ليفعلوا في شارع الشنازليزيه الافاعيل ، ولسان حال اغلبهم أن فرنسا التي احتلت الجزائر ل 132 سنة وما رافقها من تدمير ونهب للثورات وتجهيل للشعب ، فلا ضير من احتلال عاصمتهم ولو لليلة واحدة. اعضاء السفارة القطرية يهتفون للخضر كان لافتا ان اعضاء من السفارة القطرية التي تقابل قوس النصر والتي كان محيطها الخارجي ساحة لتجمع المناصرين واطلاق الاهازيج مع اشعال الشماريخ، ما دفع بالدبلوماسيين القطريين الى النزول والاحتفال مع انصار الخضر ضاربيين بالبروتكولات عرض الحائط. الاجانب في دهشة ... ماذا يحدث وهل نحن في فرنسا او في بلد اخر كانت علامة الدهشة والتعجب واضحة في وجه كل اجنبي التقينا به ، ماذا يحدث وعلم من هذا ؟ سؤال كان على كل لسان ... صينيين امريكان واوروبيين ، خاصة ان اعداد المحتفليين كانت كبيرة ولا حصر.لها... ما جعل الامر يبدوا غريبا وعجيبا في نظرهم كيف لجمهور واسع لدولة اجنبية أن يحتفلوا بهذا الشكل خارج بلادهم، وبينما اكتفى اغلب المتفرجين بالتقاط الصور التذكارية للمشهد الفريد.. فضل بعضهم مشاركة انصار الخضر الفرحة بالرقص والهتاف ولو بكلمات لا يعرفونها خاصة مع اصرار انصار الخضر على استنطاقهم بكلمات عربية مثل "باب الواد الشهداء". المغاربة والتوانسة والعرب بقوة وحتى الافارقة والاوروبيون شاركوا الجزائريين الفرحة فرحة المغاربة والتوانسة في باريس بتأهل الخضر جعلتهم يشاركون الجزائريين في غزو الشونزيليزيه ، وحتى الاشتباكات المتقطعة مع الشرطة ، كما شارك الاتراك والعرب والافراقة في مهرجان البهجة الجزائري بباريس ، وحتى بعض الغربيين والاسياويين جذبتهم الاجواء الحارة والمميزة التي صنعها الانصار ، لينضموا اليهم ليبدوا المشهد ان العالم كله يحتفل بتأهل الخضر ! الشرطة الفرنسية عاجزة رغم العدد والعتاد ليلة الثلاثاء كانت صعبة ومرهقة للشرطة الفرنسية التي على مايبدوا تعلمت من درس تأهل الجزائر الى كأس العالم في 2009 اين قام جزائريو باريس بمباغتة الشرطة واحتلال الشانزليزيه كاملا ، لذلك خصصت السلطات الفرنسية مئات العناصر المدججين باسلحة مكافحة الشغب ، ناهيك عن عناصر الشرطة بزي مدني ، لكن كل هذا لم يمنع الجزائريين من تكرار سيناريو 2009 واحتلال الشانزلييه وما يتبعه من تعطيل لحركة السير ...وهنا تكمن المشكلة حيث لا تتسامح الشرطة الفرنسية مع من يغلق او يعرقل الطريق العام تحت اي ظرف كان ، وامام هيستيريا الفرحة اغلق المشجعون الطريق عشرات المرات ماجعل الشرطة تتدخل لتفريقهم بالهراوات والغازات المسيلة للدموع ،فيما رد بعض المشجعيين بالقاء زجاجات الخمر على عناصر الشرطة وتحطيم بعض الممتلكات ..لكن بشكل عام لم يخرج الوضع عن السيطرة . الشانزيليه ..ارقى شوارع العالم الشانزليزيه اشهر شوارع العالم ، جادة كلها محلات مرموقة وفنادق مشهور ، اكبر الشركات العالمية تتنافس من اجل الحصول على مبنى في الشارع المشهور، الشارع له خصوصية عند الفرنسيين حيث يمثل قلب فرنسا وصورتها التي تباهي بها الامم ، لذلك يحتضن دائما الاحتفالات القومية للجمهورية الخامسة واكبر التظاهرات والمهرجانات ، خاصة العرض العسكري الضخم الذي يقام سنويا في اليوم الوطني لفرنسا يوم 14 جويلية ، كما يحتضن "الشانز" الجولة الختامية لدورة فرنسا للدراجات ..