في زخم الاحتفالات بفوز الفريق الوطني، توقف عدد كبير من المناصرين الجزائريين أمام السفارة القطرية المتواجدة بالشارع الرئيسي في الشانزلزيه، وهو ما استدعى تدخلا سريعا لقوات الأمن الفرنسية التي فرقت الجموع بهدوء لتواصل التعبير عن فرحتها بتأهل الفريق الوطني. كما فضل بعض الشباب الجزائري رفع الراية الفلسطينية إلى جانب الراية الوطنية. وبالرغم من أن الفريق الفرنسي هو الآخر تأهل مساء الثلاثاء إلى تصفيات كأس العالم أمام نظيره الأوكراني بثلاثة أهداف نظيفة، إلا أن كثيرا من الشباب من ذوي الأصول الجزائرية فضلوا رفع الرايات الوطنية الجزائرية، مرددين هتافات "وان تو ثري فيفا لالجيري ". الخروج الملفت لهذه الجموع الغفيرة لتأييد المنتخب الوطني الجزائري والإحتفاء به وليس للمنتخب الفرنسي اعتبرته بعض العناوين الإعلامية الفرنسية على انه يتضمن رسالة مشفرة إلى الحكومة، مفادها أن هذا الشباب الذي يميل إلى مناصرة بلده الأصلي الذي قد لا يعرف كثيرا عنه بدل مناصرة البلد الذي ينتمي إليه (أي فرنسا) راجع إلى كونه يفتقر إلى الاعتراف به كمواطن كامل الحقوق ومندمج في المجتمع، وهو ما يجعل منه مواطنا فرنسيا بالوثائق وجزائريا بأحاسيس القلب. هذا وقد شهدت عديد المدن الفرنسية مساء ،الثلاثاء، احتفالات الجالية الجزائرية بفوز المنتخب الوطني على نظيره البوركينابي في مباراة الفصل التي دارت في ملعب البليدة في إطار التصفيات لخوض الدور النهائي لكأس العالم لكرة القدم في البرازيل في صيف 2014. وقد أتاحت هذه المناسبة لأبناء الجالية اكتشاف نشوة ترشح بلدهم الأصلي للمونديال مرة أخرى، حيث لم يتأخر الجزائريون المقيمون في عدد من المدن الفرنسية من بينها العاصمة باريس، ليون، ڤرونوبل، بوردو، مرسيليا من التعبير عن فرحتهم على غرار ما قام به مناصرو المنتخب الوطني بعد فوزه على نظيره البوركينابي بهدف لصفر في مباراة الفصل في ملعب تشاكر في البليدة. . الشروق في قلب الحدث صحيفة الشروق عاشت أجواء مباراة الجزائر - بوركينافاسو من أحد أحياء العاصمة الفرنسية باريس التي تشهد كثافة إقبال عربي لمتابعة مباريات هذه المنافسة العالمية. مئات الجزائريين والمغاربة تجمعوا مساء الثلاثاء في شوارع العاصمة الفرنسية لمتابعة مباراة الفريق الوطني، حيث جرت العادة أن يلتقي الجزائريون في حي باربيز في الدائرة الباريسية 18، حيث تتناثر هنا وهناك مقاه يملكها جزائريون. اخترنا مقهى الروايال الذي يقبل عليه الجزائريون أكثر من غيره لمتابعة المباراة المصيرية، ورغم حلولنا ساعة قبل انطلاق المباراة فإن كل المقاعد قد حجزت، وأغلق باب المقهى، وكان الحال مماثلا في المقاهي المجاورة. مع بداية المباراة كان الجميع متفائلا، خاصة مع ضغط المنتخب الجزائري على دفاع نظيره البوركينابي منذ بداية اللقاء، وأسفرت جهود الخضر عن تسجيل هدف رائع عن طريق المدافع مجيد بوڤرة. الهدف أدخل الفرحة على قلوب مناصري محاربي الصحراء الذين ظنوا أن المباراة ستكون سهلة، وبدأ الحديث عن أهمية تسجيل أهداف كثيرة لتجنب الوقوع في أي حسابات من اجل التأهل. ما إن أعلن الحكم عن نهاية اللقاء بفوز المنتخب الوطني حتى خرج الجزائريون إلى الشارع الرئيسي مرددين الهتافات والشعارات ومنشدين السلام الوطني الجزائري، وعطلوا حركة السير وتكاثرت أعدادهم شيئا فشيئا مع توافد عدد من الأشقاء التوانسة والمغاربة للاحتفال بترشح الجزائر إلى كأس العالم. أهازيج الجزائريين وهتافاتهم وتجمعهم بأعداد كبيرة في الشارع أثارت فضول المارة الذين تساءلوا عن سبب هذا التجمع والسبب وراء الرقص بالأعلام الجزائرية. تجمع المئات من الشباب استوجب أيضا تجمع أعداد كبيرة من الشرطة التي بقيت تراقب المحتفلين مستعدة لأي طارئ. أجواء الفرح انتقلت بعدها إلى خارج الحي العربي الشعبي في باريس، لتنتظم قوافل من السيارات مزينة بالأعلام الوطنية التي طافت مختلف شوارع العاصمة، صانعة بذلك فلكلورا مميزا قلّما يتكرر في باريس، التي عرفت ايضا أهازيج فرح مشتركة صنعها مناصرو الفريق البرتغالي والفرنسي اللذين تأهلا أيضا لنهائيات كأس العالم. . الجالية الجزائرية تصنع الحدث في ليون الفرنسية ليلة رائعة قضتها الجالية الجزائرية، عقب تأهل المنتخب الوطني إلى كأس العالم 2014 في البرازيل، للمرة الرابعة في التاريخ، جابت من خلالها مواكب الفرح العديد من شوارع أغلب المدن الفرنسية، حاملة الأعلام الوطنية وباعثة العنان للأغاني الممجدة للمنتخب الوطني ودوي منبهات السيارات، إضافة إلى قيام أبناء الجالية ومحبّي المنتخب الوطني بتنظيم مسيرات حاشدة بمختلف محطات الميترو والساحات العمومية بالشوارع والأحياء ذات الكثافة السكانية العالية للجالية الجزائرية، حيث تجمعت أعداد كبيرة من أنصار ومحبي المنتخب الوطني بمحطة ميترو كيوتيين كابريال بيري بالضاحية الغربية للدائرة الثالثة بليون، في مشهد مواز للاحتفالات بفوز الفريق الفرنسي لكأس العالم عام 1998، أو مباراة أم درمان بين المنتخب الوطني ونظيره المنتخب المصري، كما تجمع محبّو المنتخب الوطني وبأعداد كبيرة منذ ظهيرة موعد انطلاق المباراة الحاسمة بساحة بيري أو "ساحة الجسر"، كما يحلو لأبناء الجالية الجزائرية تسميتها، رافعين الأعلام الوطنية وامتدت نشوة الفرح بالفوز والاحتفالات إلى المدن الصغيرة ذات الكثافة السكانية العالية للجالية الجزائرية منها برون BRON، مسقط رأس اللاعب كريم بن زيمة وVénissieux فينيسيو وGIVORS جيفور وغيرها، وحضّر العديد من مالكي المقاهي و"السيبير" الاستقبال الحسن لأنصار الفريق الوطني، بتوفير المشروبات وشاشات التلفزيون لمتابعة المباراة، وتابع العديد من أنصار زملاء القائد بوڤرة اللقاء بمقهى الجزائر CAFE D'ALGERIE، حيث زيّن صاحب المقهى جميع أركانه بالرايات الوطنية، وبالرغم من التهاطل للأمطار بدون انقطاع والانخفاض الشديد في درجة الحرارة، واصل محبّو المنتخب الوطني مسيراتهم الاحتفالية، واستمرت تلك المواكب في ربوع المدن الفرنسية إحتفاءا بفوز وتأهل المنتخب الوطني إلى ساعات متأخرة من الليل، وعاش أغلب أنصار المنتخب الوطني مجريات المباراة على الأعصاب، وخوف شديد من الإخفاق في التأهل، يقول مراد 24 سنة: "لم يكن تأهل فريقنا سهلا، لقد كنت أتابع المباراة رفقة أسرتي وعانيت طيلة مجرياتها مخافة التسجيل ضدّنا، كما عايشت المباراة على الأعصاب وشبه انهيار كامل، لكن الحمد لله كان الفوز والتأهل حليفنا في الأخير"، من جانبه يقول نبيل 31 سنة: "لم يسبق لي مشاهدة مباراة في حياتي، كالتي مرت عليّ اليوم بسبب الخوف والسوسبانس"، مشيرا إلى أنه كان يقوم مع كل حملة جزائرية، من جهته يقول حسان 47 سنة: "أشبال المدرب خليلوزيتش، يمثلون مجموعة من أحسن العناصر العربية والافريقية ويستحقون التأهل، بكل جدارة واستحقاق"، ويقول جمال 25 سنة: "الشعور بهذه الفرحة، جعلنا ننسى همومنا اليومية"، ومباشرة بعد إطلاق صفارة الاعلان عن نهاية المباراة، خرج الآلاف من أبناء الجالية الجزائرية إلى الشوارع وسط زغاريد النساء الجزائريات، وهتافات وتصفيقات الشباب حاملين الأعلام الوطنية وأصوات وحركات براعم الجالية الجزائرية بين شوارع وأزقة الأحياء، والتعبير بتمجيد المنتخب الوطني: "وان، تو، ثري، فيفا لا لجيري" وفزنا نحن الأقوى".