"الائتلاف السوري المعارض" لم يحسم أمره وباريس تستبعد الأسد - واشنطن: "جنيف2" أفضل فرصة لتشكيل حكومة انتقالية في سوريا أوضح رئيس هيئة أركان الجيش السوري الحر اللواء سليم إدريس أن الأجواء ليست ملائمة لعقد مؤتمر جنيف2 في الموعد المحدد، مضيفا في تصريحات لقناة "الجزيرة" أمس، أن الجيش الحر لن يوقف القتال، لا قبل المؤتمر ولا أثناء انعقاده. وأكد أن الجيش الحر لن يشارك في المؤتمر ما دام لم يتم إشراكه في مسار الإعداد له، مؤكدا أنه لم يتلقّ أي عروض في هذا الشأن. وتعليقا على تصريحات إدريس، قال رئيس المكتب الإعلامي للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية خالد صالح إن ما ذهب إليه لا يتعارض مع توجه الائتلاف الذي يطالب الجيش الحر بمواصلة القتال. وأوضح صالح أن مشاركة الحر في أي وفد للمعارضة أمر أساسي، ولكنه أشار إلى أن الائتلاف لم يحسم أمره بعد بشأن الذهاب إلى المؤتمر، مؤكدا أن ذلك سيتم خلال الأسابيع القليلة المقبلة. وشدد على أن مشاركة المعارضة مرهونة بإيفاء النظام بجملة من المطالب والخطوات، منها إنهاء حصار العديد من المدن والبلدات السورية والإفراج عن المعتقلين، وهو ما لم ينفذه النظام، وفق تعبيره. وفي الأثناء، قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إن مؤتمر جنيف2 سيعقد بين ممثلي النظام السوري والمعارضة "المعتدلة"، ومن دون الرئيس بشار الأسد، للتوصل إلى تشكيل حكومة انتقالية كاملة الصلاحيات، في حين أعلن الجيش الحر رفضه المؤتمر الذي حددته الأممالمتحدة في 22 جانفي القادم. وأشار الوزير الفرنسي إلى أن جنيف2 يهدف إلى عدم إجراء مباحثات "عابرة" بشأن سوريا، وإنما "موافقة متبادلة" بين ممثلي النظام دون بشار الأسد، ومن وصفها بالمعارضة المعتدلة، للوصول إلى تشكيل حكومة انتقالية كاملة الصلاحيات. وأضاف فابيوس أنه "أمر صعب جدا لكنه الحل الوحيد الذي يؤدي إلى استبعاد بشار الأسد والإرهابيين". ومن جانبه، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن أمله في أن ترسل السلطات السورية وفدا يدرك أن هدف المؤتمر هو إنهاء الحرب. ودعا جميع الأطراف في سوريا إلى اتخاذ خطوات تهيئ ظروفا مناسبة لإنجاح مؤتمر جنيف2 الذي وصفه بأنه "وسيلة انتقال سلمي تلبي التطلعات المشروعة لجميع الشعب السوري من أجل الحرية والكرامة، وتلبي وتضمن السلامة والحماية لجميع الطوائف في سوريا". وبدورها، أعربت روسيا عن استعدادها لمواصلة العمل مع السلطات السورية والمعارضة لتسوية المسائل المتعلقة بجنيف2 المقرر عقده في 22 جانفي المقبل. من ناحية أخرى، وصف وزير الخارجية الأمريكي مؤتمر "جنيف2" بأنه سيكون أفضل فرصة لتشكيل حكومة انتقالية جديدة عبر التوافق المتبادل، لأن سوريا تحتاج إلى قيادة جديدة، مضيفاً أن المؤتمر يهدف إلى "إنهاء سفك الدماء ومنح الشعب السوري فرصة لتحقيق تطلعاته التي تأجلت طويلاً، مشيراً إلى أنه لا يمكننا تأخير العمل على إقامة حكومة انتقالية. ولم يكشف كيري عن قائمة المدعوين إلى المؤتمر، واكتفى بالقول إنه "نظراً لأن دولاً خارجية لها تأثير كبير على المجموعات المتحاربة في سوريا، فإن لها أيضاً دوراً مهماً تلعبه". ويأتي ذلك في الوقت الذي أعربت فيه مصادر في ائتلاف المعارضة السورية عن انزعاجها لعدم الاستجابة لطلبها بتأجيل مؤتمر "جنيف 2" إلى بداية شهر فيفري المقبل.