أوضح الفنان التشكيلي محمد بوكرش بتيزي وزو أن لزهر حكار هو من بين الفنانين الجزائريين الذين يمكن اعتبارهم بمثابة "فناني الذاكرة". وفي تدخله بمناسبة الدورة السابعة لمعرض جرجرة للفنون التشكيلية المنظم من طرف مديرية الثقافة بدار الثقافة "مولود معمري" تخليدا لذكرى الفنان لزهر حكار، قال بوكرش إن "الذاكرة والتراث كانا يشكلان مصدر إلهام بالنسبة للفنان حكار الذي كان يركز في أعماله على رسم ما يحس به الشعب". ورأى المتحدث أن التماثيل الصغيرة التي تتضمنها لوحاته الفنية يراد بها "تبليغ هذه الذاكرة والتعريف بتاريخ الجزائر خلال فترة الاستعمار"، موضحا أن لزهر حكار تأثر بحدثين رئيسيين تركا جرحا عميقا في نفسه، وكان لهما أثر كبير لاحقا على إنتاجه الفني. وعايش لزهر حكار في طفولته بشاعة الحرب من خلال المجازر المرتبكة من طرف الاستعمار الفرنسي ضد الشعب الجزائري، حيث دفعت منطقة خنشلة، مسقط رأسه، تضحيات جسام. وحين بلغ سن الرشد عاش فظاعة "العشرية السوداء" التي استأصل أثناءها خوفه عن طريق مزاولة الرسم. ومن بين المنتجات الفنية الرئيسية لهذا الفنان، يذكر المحاضر لوحة "رقان.. حتى لا ننسى" حول التجارب النووية الفرنسية التي تمت سنة 1960 بمنطقة "رڤان"، مضيفا أن "لزهر حكار كان ثائرا ضد المسؤولين الفرنسيين الذين رفضوا الاعتذار للجزائر على المجازر المرتكبة خلال فترة الاستعمار".