شخّصت المصالح المركزية للأمن العمومي أسباب الفوضى التي وقعت أثناء عملية بيع التذاكر في اللقاء المصيري الذي جمع الفريق الوطني مع نظيره البوركينابي وما صاحبه من عنف، حيث تم تسجيل عدد كبير من الجرحى في صفوف المناصرين الذين تدافعوا للحصول على التذاكر، وذلك في إطار فعاليات المنتدى الجهوي حول "الروح الرياضية" المنظم من طرف المديرية العامة للأمن الوطني في طبعته الثانية بمقر الوحدات الجهوية للأمن الجمهوري بالدار البيضاء، حيث جرى تقييم شامل للوضع لمعرفة الأسباب والمعطيات التي تؤدي إلى حدوث مثل تلك الأمور في المواجهات الرياضية المهمة من أجل تفادي تكرارها، حيث أجمع المشاركون من إطارات في الأمن الوطني والدرك الوطني والحماية المدنية وفرق الكشافة على أن الأحداث التي سجلت بملعب البليدة أثناء مباراة المنتخب الوطني أمام بوركينا فاسو سمحت باستخلاص عدة دروس تحتم إعادة التفكير في طرق بديلة لتنظيم عملية بيع التذاكر وتجنب بيعها في الوقت نفسه وفي المكان ذاته، مشيرين إلى أنه بالنسبة للقاءات الرياضية من هذا الحجم يتعين بيع التذاكر على فترات متباعدة فيما يتم التفكير حاليا في رقمنة التذاكر لتفادي تزويرها، مثلما حدث بملعب البليدة، حيث أصبحت التذاكر تباع في السوق السوداء بمبلغ وصل إلى 5 آلاف دينار منها ما هو مزور. كما ألح المشاركون على ضرورة تفادي التدفق المكثف في ساعة مبكرة عند مدخل الملعب كما تمت ملاحظته بالبليدة، حيث لم يجد حاملو تذاكر أصلية مكانا لهم. وخلال ترؤسه لأشغال المنتدى عرض الضابط في الأمن المركزي "عيسى نايلي"، مختلف التدابير الرامية إلى الوقاية ومكافحة العنف في المنشآت الرياضية الواردة في قانون 23 جويلية 2013 المتعلق بتنظيم وتطوير الأنشطة البدنية والرياضية. كما تطرق الضابط السامي أيضا إلى إجراءات أخرى منها إعداد بطاقية وطنية تحصي الأنصار ذوي السوابق الذين سيتم منعهم من الدخول إلى الملاعب، مشددا على ضرورة إشراك جميع الجهات المعنية بغية تطبيق هذه التدابير التي تساهم كما أشار في الحفاظ على النظام العام وأمن المواطنين. من جهته أوضح مدير الوسائل التقنية بالمديرية العامة للأمن الوطني زين الدين محقوف، أن وضع المراقبة عن بعد قد أجري بنجاح في إطار تجربة نموذجية على مستوى ملعبي "مصطفى تشاكر" بالبليدة و«الشهيد "محمد حملاوي" لقسنطينة وتم إتمام الدراسات التقنية التي تسبق تعميم المراقبة عن بعد على مستوى 12 ملعبا آخر بالوطن، وفق هذا المسؤول، مضيفا أن هذا الجهاز سيساعد على التدخل فورا عن طريق قاعة للمشاهدة بعين المكان بالملعب ونقل الصور نحو مركز المراقبة وقيادة للأمن الولائي وذلك من أجل التحكم الجيد في أي انزلاق محتمل واحتواء مظاهر الفوضى التي عادة ما تميز الملاعب.