نشطت الفرقتان الموسيقيتان "أوتر موزير" الفرنسية و"مقامات" العراقية مساء أمس بقاعة ابن زيدون برياض الفتح بالعاصمة سهرة فنية قدمتا خلالها طبوعا موسيقية تقليدية مختلفة. وتندرج هذه الأمسية في إطار الطبعة الثامنة من المهرجان الدولي للموسيقى الأندلسية والعتيقة التي انطلقت الجمعة الفارطة وستدوم إلى غاية 29 ديسمبر الجاري. واستهلت السهرة الثانية من فعاليات المهرجان بتقديم الفرقة الفرنسية "أوتر موزير" عرضا فنيا جمعت فيه بين العزف على مختلف الآلات الإيقاعية التقليدية والرقص وكذا الأداء المسرحي من خلال استحضار "ريبتوار" موسيقى الباروك. وقدمت الفرقة التي تجمع عدة فنانين محترفين يقودهم الفنان روبان جولي مقاطع موسيقية متنوعة جمعت بين موسيقات عتيقة سائدة في أواخر العصور الوسطى وأخرى في عصر النهضة بأوروبا. كما أدت فرقة "مقامات" العراقية التي تشارك لأول مرة في هذا المهرجان المقام العراقي الذي يعتبر طابعا غنائيا خاصا منتشرا في مدن العراق حيث تستعمل فيه آلات موسيقية منها آلة الجوزة (الكمانجة البغدادية) والعود وآلة الستور. وأمتعت جمعية "العمراوية" لتيزي وزو من جهتها الحضور بتأدية شذرات من التراث الموسيقي الأندلسي إذ قدمت نوبة رمل ماية التي ضمت مصدر "يا زهرة الأنس" وبطايحي "كم لي في سبيل الغرام" لتختتم بخلاص "حرمت بك نعاسي". وشاركت فرقة "الفردة" الموسيقية من بشار في هذه الأمسية بتأديتها طابعا موسيقيا عريقا مشهورا في منطقة القنادسة باستعمال آلات موسيقية تقليدية وترية وإيقاعية. وتنشط 13 فرقة موسيقية تمثل دولا مختلفة الى جانب جمعيات موسيقية جزائرية فعاليات الطبعة الثامنة من المهرجان الدولي للموسيقى الأندلسية والموسيقى العتيقة. وبالموازاة مع العروض الفنية، برمجت طيلة أيام المهرجان محاضرات ستقام في نادي فرانتز فانون برياض الفتح وأخرى بالمعهد العالي للموسيقى تتمحور حول مواضيع ذات علاقة بالموسيقى الأندلسية والموسيقى العتيقة منها "النوبة بين الأسطورة وإعادة التشكيل" و"الموسيقى الأندلسية والتعابيرالنسوية" وأخرى حول تاريخ الموسيقى الإيرانية وجذور الفادو البرتغالي.