لم تغب الأفلام العربية عن الشاشة الكبرى، وذلك رغم عاصفة الأحداث السياسية والأمنية التي ضربت بعض البلدان العربية خلال العام 2013. وتمكن بعض المخرجين العرب من أن يضعوا بصماتهم على خريطة الأفلام العالمية، وأن يحملوا الفيلم العربي إلى نقطة الضوء. ولم تبتعد الأفلام العربية عن الواقع المعاش يومياً إذ تناولت الأزمة السورية، والعنف في المجتمعات العربية، وثورة الربيع العربي، ومقاومة "الإحتلال" الإسرائيلي. أما أفضل هذه الأفلام فهي: يمّة فيلم جزائري أخرجته جميلة صحراوي يتناول قضية العنف وآثاره على المرأة الجزائرية خلال الشعرية السوداء. ويحكي قصة أم تعود إلى أرض أجدادها لدفن ابنها طارق الذي كان جنديا وربما قتل لاحقا على يد شقيقه علي القيادي في جماعة إسلامية متشددة. وكان عرضه الأول في مهرجان "لا موسترا" بالبندقية في إيطاليا. بغداد ميسي فيلم قصير من إخراج الكردي ساهم عمر خليفة. ويتناول قصة صبي عراقي في الثامنة من العمر يعشق كرة القدم ونجمها ليونيل ميسي. وعشية نهائي دوري الأبطال بين برشلونة ويونايتد، طرأ عطب على التلفزيون، مما دفع حمودي الصبي إلى إقناع والده بالتنقل إلى بغداد قصد إصلاحه. وحصل الفيلم على 20 جائزة دولية أبرزها من مهرجاني بيروت والخليج. هم الكلاب فيلم يقترب من الوثائقي حيث يرافق المخرج هشام العسري ثلاثة فرق تلفزيونية وهي تقوم بتغطية الاحتجاجات في مدينة الدار البيضاء. ويركز فريق العمل الصغير الذي يتشكل من المخرج العسري ومصور ومتدربة على شخص يدعى "مجهول" كان تصرفه غريبا أثناء الاحتجاجات الاجتماعية. وحصل الفيلم على الجائزة الكبرى لمهرجان السينما الإفريقية بكوردو. إل باستاردو يروي الفيلم قصة "محسن" الذي يطلق عليه لقب "إل باستاردو" والذي يحاول السيطرة على أحد الأحياء الفقيرة بفضل صحن لاقط "جي أس أم" تم تثبيته فوق منزله. ويقطع محسن الخدمة عن كل من لا يدفع لاسيما أنه بات ضروريا بالنسبة إلى سكان الحي لأنه يوفر لهم الرفاهية. لكن الصعود "الاجتماعي" لمحسن يثير غيرة وغضب زعيم الحي. ويتوقع المعلقون أن يكون الفيلم أحد أبرز الأعمال الدولية في السنة المقبلة بالنظر لتقنيات إخراجه وموسيقاه. وتم اختيار الفيلم للمسابقة الرسمية لمهرجان تورنتو هذا العام. سلم إلى دمشق وتدور أحداث الفيلم للمخرج السوري محمد ملص في بيت دمشقي قديم، حول إلى بيت للطلبة، وقد يمثل رمزاً لسوريا قبل الأزمة، حيث كان يتعايش فيها الشباب الذين ينتمون إلى مختلف المناطق والطوائف. قد يبتعد "الدار" التقليدي بعض الشيئ عن صورة الواقع حاليا،ً ويشكل حالة نوستالجيا للأيام القديمة، التي سبقت الأزمة السورية قبل حوالي السنتين ونصف. وشارك الفيلم في مهرجان "تورنتو" السينمائي وفي مهرجان دبي السينمائي الدولي وكان له نصيب كبير من التغطية الإعلامية والنقدية. فتاة المصنع لا تبد هيام بطلة فيلم "فتاة المصنع" شخصية بعيدة عن ما تعانيه النساء كل يوم في مجتمع ذكوري يمارس القسوة فيه الرجال في غالبية الأحيان، فيما تتحول بعض النساء إلى "جلاد" بدورهن، يمارسن العنف الجسدي والمعنوي بحق بعضهن البعض، ليصل هذا العنف إلى ذروته في مجتمع مصري يختبئ بين ثنايا عشوائيات القاهرة. ويذكر أن الفيلم للمخرج محمد خان عرض للمرة الأولى ضمن فعاليات الدورة العاشرة لمهرجان "دبي السينمائي". وقد حصل الفيلم على جائزة الاتحاد الدولي لنقّاد السينما للأفلام الروائية، وحازت ياسمين رئيس التي لعبت دور البطولة على جائزة أفضل ممثلة في جائزة المهر العربي الروائي. عمر يتسلق عمر العاشق الفلسطيني الجدار العازل متحدياً القوات الإسرائيلية في كل مرة، للقاء حبيبته السرية ناديا، التي تعيش على الجانب الآخر من الجدار.. يُجيد عمر مراوغة رصاص الجيش من أبراج المراقبة فوق الجدار العازل، ولكن سرعان ما يتحول الخباز الرقيق إلى مقاتل من أجل الحرية. وافتتح فيلم المخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد المُرشّح لنيل جائزة "أوسكار" أفضل فيلم أجنبي، والحائز على جائزة "غولدن غلوب"، الدورة العاشرة ل"مهرجان دبي السينمائي الدولي"، حيث حظي على جائزة أفضل مخرج وأفضل فيلم. ملك الرمال ويُظهِر الفيلم المثير للمخرج السوري نجدت أنزور للجدل الملك الراحل عبدالعزيز آل سعود شغوفاً بالجنس والقتل، ويتخذ من الدعوة الوهابية المتشددة في مطالبتها بإصلاح الدين الإسلامي، مطيّة لتأسيس مملكته، وتأمين عرشه، الذي يصوره الفيلم بأنه بناه على الدم. كما يركز فيلم ملك الرمال على توقيع عبدالعزيز وثيقة أملاها عليه الإنجليز، حول ولائه الأبدي لهم، واعترافه بأحقية "اليهود المساكين" بإقامة وطن لهم في فلسطين. وعرض الفيلم في آيار/مايو العام 2012 في الصالات العالمية. وجدة: فيلم سعودي يروي قصة إنسانية من إخراج وكتابة هيفاء المنصور، ويحتفي بقيم مثل حب الحياة والإصرار والعمل الدؤوب ويشمل إسقاطات على وضع المرأة السعودية. وتعتبر منصور من بين المخرجات اللواتي دخلن عالم الإخراج في الشرق الأوسط، وبرزت بينهن، وترشحت بفيلمها "وجدة"، لنيل جائزة الأوسكار.