اعتبر المنسق العام لحركة تقويم وتأصيل وتحصين الأفلان عبد الكريم عبادة أن تغييب التعديل الدستوري في مجلس الوزراء الأخير يعتبر تسفيها صريحا لعمار سعداني وتبخيرا لأحلامه ورغباته، لأن دعوات سعداني المتكررة لتعديل الدستور قبل الرئاسيات، لم تكن مطلبا قاعديا للحزب بل نابعة من طموحه في تعديل موقعه السياسي كونه يحلم أن يكون نائبا للرئيس أو وزيرا أول، أو رئيسا لمجلس الأمة بحسب عبادة. وقال عبادة في تصريح خاص ل«البلاد" إن "أيام عمار سعداني على رأس الأفلان أصبحت معدودة، وهو يعلم ذلك جيدا، ما دفعه إلى البحث عن مبرر يقدمه للرأي العام ليجعل من نفسه ضحية ويقول للناس إن هناك أطرافا نافذة تريد تنحيتي من على رأس الحزب، وليس أعضاء اللجنة المركزية هم الذين يريدون تنحيته". وأضاف "الآن وقد مر مجلس الوزراء دون أن يتم تعديل الدستور، ويمرّ الوقت دون أن يعلن رئيس الجمهورية عن ترشحه، نحن نتساءل من سيرفع الستار الذي أسدله عمار سعداني بخصوص مرشح الأفلان لرئاسيات أفريل 2014، خاصة أن هذا الأخير كان يؤكد ويجزم في كل مرة بأن الرئيس سيترشح لا محالة، وأنه مرشح الأفلان، ولم يترك ولا مرة مجالا للشك في أن الرئيس قد لا يترشح، وأن اللجنة المركزية للحزب قد تضطر للتفكير في البديل، بل أغلق كل الأبواب، وها هو اليوم الرئيس بوتفليقة لم يعلن عن ترشحه إلى غاية اللحظة، وقد لا يعلن، وهو ما لم يحسب حسابه عمار سعداني"، وتابع متسائلا "أترون كيف أن سعداني أقحم الحزب في قضايا خطيرة وتسبب في إحداث فتنة كبيرة في البلاد أولا وداخل الحزب ثانيا". وعن قراءته تغييب التعديل الدستوري في مجلس الوزراء الأخير، قال عبادة إنه "من باب المنطق والصواب أنّ دستورا بحجم دستور الدولة الجزائرية لا يعدل بهذه السرعة بل يحتاج إلى التروي وعمق النظر، وإشراك كل الشركاء السياسيين لإنضاج الفكرة وهذا لا يتأتى في ظرف قصير، وعليه من مصلحة البلاد ومن الحكمة ترك مسألة تعديل الدستور إلى ما بعد الرئاسيات، ليتولى الرئيس المستقبلي للبلاد الأمر بنفسه، بما تستدعيه المرحلة القادمة". وأكد عبد الكريم عبادة أنه "سواء ترشح أو لم يترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لعهدة رئاسية رابعة فإن سعداني سوف يغادر منصب الأمانة العامة للأفلان لأنه ليس أهلا له وهذا مؤكد، ونحن أعضاء اللجنة المركزية الواعين والمدركين للمخاطر المحدقة بالحزب وبالبلد مجندون وسنعمل على عقد دورة استثنائية للجنة المركزية يستدعيها عبد الرحمن بلعياط في أقرب الآجال لانتخاب أمين عام جديد لجبهة التحرير الوطني يكون في مستوى الحزب وفي مستوى تطلعات مناضليه ومنتخبيه، وكذا من أجل الاستعداد لاستحقاقات المقبلة". من جهتهم يرد أنصار الأمين العام للأفلان عمار سعداني على تصريحات عبد الكريم عباد بالقول إن "الأوان لم يفت على ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة طالما أن المجلس الدستوري لم يعلن بعد عن انطلاق فترة الترشيحات، ناهيك عن أن الرئيس لم يستدع الهيئة الناخبة حتى الآن، والوقت المتبقى كاف لإعلان ترشحه في آخر لحظة مثلما سبق له وفعل في رئاسيات 2004 و2009". وحتى في حال عدم ترشح الرئيس يؤكد المقربون من سعداني أن الأمر لن ينسحب على وضعه على الأمانة العامة للحزب بحكم أنه نال ثقة أعضاء اللجنة المركزية بشكل قانوني وشرعي.