قال الوزير الأول عبد المالك سلال إنه سيتم استدعاء الهيئة الانتخابية الخاصة بالانتخابات الرئاسية شهر أفريل المقبل في الأسابيع المقبلة، والتي تمنى خلالها أن تكون هادئة وفي مستوى التطلعات. وقال سلال في كلمته أمام المجتمع المدني لولاية معسكر أمس "أننا ذاهبون الى استحقاق رئاسي وفي الأسابيع المقبلة سيتم استدعاء الهيئة الناخبة، وسنمشي إلى هذه الانتخابات مرفوعي الرأس بفضل إنجازات الرجال". وأضاف الوزير الأول "أمنيتي أن نسير الى الانتخابات بهدوء متمنين الخير إن شاء الله، لأن البلاد لا مفر لها من ذلك، وبفضل الاستقرار وإمكانياتها البشرية هي سائرة الى الخير أحب من أحب وكره من كره". ثم أردف سلال بجملة تحتمل الكثير من القراءات بالقول "أشياء كثيرة أنجزت في هذه البلاد، فلا بد أن نواصل هذه الجهود، ولا يجب أن يكون هناك أي عطل، لأن الله لن يسمح لنا". وعبر سلال عن ثقته الشخصية رفقة الرئيس بوتفليقة والطاقم الحكومي في أن الموعد الانتخابي سيمر بخير بالقول "أنا مرتاح القلب مع زملائي في الحكومة ورئيس الجمهورية قائدنا بأن الجزائر ستكون في مستوى الحدث"، ليعود مجددا إلى مصطلح "المواصلة" قائلا "إننا عازمون على مواصلة برنامج إنجاز البنية التحتية وهو الوسيلة الأنجع لتحقيق الوحدة والعدالة الاجتماعية بين الجزائرين". والى جانب الرسائل السياسية المتعلقة بالانتخابات الرئاسية لمح سلال الى أزمة غرداية من دون أن يذكرها بالاسم، حيث اعتبر "إن الأمير عبد القادر علمنا أن نتحلى بقيمة المواطنة التي ترتكز على قيمة الحق والواجب، ومنه ينشأ العدل والقانون وكذلك الحوار والاستقرار الاجتماعي، وهما صمام أمان السلم الأهلي"، داعيا الى نبذ "ثقافة الحقد والعنصرية". وفي استعراضه ما وصفها بالمجهودات التي قامت بها الدولة خلال السنوات الأخيرة بدا لافتا تركيزه على أرقام السنوات الأخيرة 2011 و2012 و2013 وهي السنوات التي سبقت مباشرة توليه منصب الوزير والسنة التي تم تعيينه في المنصب، وكأن سلال يقارن بين أداء حكومته والحكومات السابقة، على خلاف ما كان يقوم به عادة بالعودة الى ما قبل سنة التي جاء فيها الرئيس بوتفليقة 1999 وما بعدها، حيث ركز الوزير الأول على أن نسبة التضخم التي قال إنها معيار على القدرة الشرائية ومعدل الفقر قد تراجع من بالمئة 4.5 في 2011 ثم ساءت كثيرا في 2012 حين حققت 8.7 بالمائة لتنخفض بصورة معتبرة الى 3.4 في 2013 وهو مستوى مقبول حسب المعايير الدولية التي يضعها صندوق النقد الدولي. وواصل سلال في استعمال لغة الأرقام في وصف "إنجازات حكومته" بالإشارة الى تدني معدل البطالة الى ما دون 9.8 بالمائة وهو ما وصفه ب"الأفضل على الإطلاق في تاريخ الجزائر" بعدما كانت في حدود 16.1 بالمائة في 2011، ثم 15.2 في 2012، مضيفا أن سنة 2014 "ستكون سنة انطلاق الجزائر نحو نمو اقتصادي واجتماعي". وكعادته في جميع لقاءاته بممثلي المجتمع المدني في مختلف ولايات الوطن كرر سلال "نعمة الأمن والاستقرار التي تعيش فيه الجزائر حاليا، وهو الذي تحقق بفضل المخلصين الذين واجهوا الإرهاب، وهو ما يجب المحافظة عليه".