انتقدت بعض نقابات التعليم الثانوي والجامعي، نسبة النجاح في امتحان الباكالوريا التي أعلنت عنها وزارة التربية الوطنية أمس، واعتبرتها أقرب إلى الاعتبارات السياسية والاجتماعية منها إلى المعايير العلمية، ودقت هذه النقابات ناقوس الخطر مما قالت إنه خطر يتهدد ضرب المستوى التعليمي في الجزائر ومصير الشهادة الجامعية، ودعت إلى إنشاء مرصد وطني مستقل توكل له مهمة تشخيص المنظومة التعلمية في الجزائر وتسديد مسارها· من جهته، قال مزيان مريان، رئيس المجلس الوطني لأساتذة التعليم الثانوي والتقني في تصريح ل ''البلاد''، إن نسبة النجاح التي أعلنت عنها الوزارة الوصية كانت متوقعة بالنظر للاستراتيجية التي اتبعتها وزارة بن بوزيد في إجراء امتحان شهادة البكالوريا، كاشفا أن الوزارة عندما عمدت إلى تحديد الدروس المخصوصة بالامتحان في الفصلين الأول والثاني دون الفصل الثالث، بسبب التأخر المسجل على مستوى ولايات عديدة في إنجاز البرنامج الدراسي، هو بمثابة ترقيع حلول للتغطية على مشاكل فعلية يعانيها القطاع وذلك بالطبع على حساب المستوى العلمي الحقيقي للتلاميذ، مشيرا إلى أن التلاميذ الحاصلين على شهادة الباكالوريا سيدخلون الجامعة من دون أن يراجعوا دروس فصل كامل، إضافة إلى أن نوعية الأسئلة التي طرحت في امتحان الشهادة الرسمية الأكثر أهمية بالجزائر كانت على غير عادة السنوات السابقة أكثر من بسيطة· ليخلص مزيان مريان إلى التوقع بأن نسبة الرسوب في الجامعة على مستوى طلبة السنة الأولى بعدما كانت تساوي واحد على ثلاثة، قد ترتفع إلى واحد من اثنين وهو ما يعني أن نصف الطلبة الجدد الذين تحصلوا على شهادة الباكالوريا سيكون نصيبهم الرسوب في السنة الأولى· في ذات السياق، أكد عبد المالك رحماني، المنسق الوطني لمجلس أساتذة التعليم العالي، أن نسبة الرسوب في صفوف طلبة السنة الأولى على مستوى جامعات الوطن يفوق الخمسين في المائة وأرجع الأستاذ الجامعي أسباب ارتفاع أعداد الراسبين إلى تدني المستوى العلمي الذي يتلقوه في الثانوي· وأكد في هذا السياق أن شهادة البكالوريا أضحت تمنح ولم تعد تفتك من قبل الطالب تحقيقا لمآرب سياسية وأخرى اجتماعية· واعتبر رحماني أن النتائج المعلن عنها لا تعكس بالضرورة تقدم المستوى التعليمي للطلبة الحاصلين على شهادة الباكالوريا دون أن يفوته التأكيد أن الأولياء يهتمون أكثر بحصول أبنائهم على شهادة الباكالوريا بغض النظر عن مستواهم العلمي· واوضح رحماني أن أساتذة التعليم العالي يجدون صعوبة كبيرة في إنجاز برامجهم التعليمية في الجامعة مع الطلبة الجدد الحاصلين على شهادة الباكالوريا وذلك بسبب ضحالة محصولهم العلمي· فيما اعتبر رحماني أن الأرقام التي يعلن عنها بن بوزيد تفتقر إلى الكثير من الموضوعية والمصداقية ولا تعكس ألبتة الصحة الجيدة للمنظومة التعليمية في الجزائر· ودعا رحماني إلى إنقاذ المنظومة التعليمية والتربوية في الجزائر من خلال التأسي بالعديد من دول العالم التي تجعل من العلم رأس مالها التنموي ودعا إلى إنشاء مراصد مستقلة من الكفاءات الجزائرية للوقوف على النقاط السوداء في المنظومة التعليمية والعمل على إصلاحها بشكل مستمر ودائم كما هو معمول في مختلف بلدان العالم المتقدمة· وغير بعيد عن بعض نقاط الضعف التي كشف عنها النقابيان، فقد احتلت الجامعة الجزائرية السنة الماضية وفق الترتيب العالمي ''شانقاي''، المرتبة 1416 ضمن 6000 جامعة في العالم وهو الترتيب الذي يعد بناء على مؤشرات عديدة تؤخذ بعين الاعتبار وتكون نسبة النجاح ضمن هذه المؤشرات ربما آخرها·