الجزائر أكبر مصدّر للغاز وتشقق الرمال الجزائرية سينفث أكثر من الهواء الساخن هل بدأت أحداث غرداية تثير اهتمام القوى الدولية؟ الاهتمام يبدأ دوما من مراكز البحث ومن النشريات المتخصصة، ليقفز إلى مراكز القرار، وفي تقرير مقتضب مرفوق بدراسات مطولة نشرت سابقا، تطرقت مجلة "ذو أمريكان انتريست" نصف الشهرية إلى فتنة غرداية، محذّرة من أن تشقق الرمال في الصحراء الجزائرية سينفت أكثر من الهواء الساخن، وأن القاعدة تستغل التوتر.. حذّرت مجلة أمريكية نصف شهرية من "فتنة غرداية"، والحراك الحاصل في منطقة الجنوب على أمن المنطقة، وهذا على خلفية تهديدات الجماعات الإرهابية واعتداء "تيڤنتورين" بعين أمناس، وحتى وإن تساءلت ذات المجلة عما إذا كان الدور قد أتى على الجزائر حسبها، في إشارة إلى ما يحدث في عدة بلدان عربية، وهو المستبعد باعتبار أن ما يجري في غرداية لا علاقة له بالمطالب التقليدية التي رفعتها شعوب تلك المنطقة، فإنها ركزت على التهديدات القائمة في سياق الأنشطة الإرهابية لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب العربي، مشيرة إلى أن الجزائر واحدة من أكبر المصدرين للغاز الطبيعي في العالم وأن استقرارها لا يجب أن يؤخذ على أنه أمر مفروغ منه، ويشير هذا التحليل إلى الاهتمام الأمريكي بالاستقرار الأمني في المنطقة التي تتجاذب تهديدات إرهابية يمكن أن تستغل التوتر الطائفي لتعزيز تواجدها في ظل الاتهامات التي يسوقها البعض لمصالح الأمن في المنطقة، معتبرة أن الصراع الطائفي في المنطقة يؤجّج نيران الفتنة. وتطرقت المجلة الأمريكية في مقالها الصادر نهاية الأسبوع، إلى تطورات الأحداث في غرداية، مركزة على الخلاف الثنائي بين العرب والمزابيين حول الموارد والأراضي حسبها، موضحة أن برقية لوزارة الخارجية الأمريكية مؤرّخة في سنة 2009 يرجّح أن موقع "ويكيليكس" قد نشرها، تطرقت إلى أحداث مماثلة في غرداية أدت إلى وفاة شخصين وإصابة 100 شخص، مشيرة إلى أن الحركة البربرية تستغل الأحداث لتقوية وحدتها في منطقة المغرب العربي، وفي هذا الشأن ربطت المجلة الأمريكية هذه النقطة بتقرير مطوّل نشرته عام 2011 حول الحركة البربرية المغاربية وأهدافها في منطقة شمال إفريقيا، لكن هذه الإشارة تحمل دلالات خطيرة عن العلاقة الوطيدة بين بعض المتحدثين في منطقة غرداية باسم المزابيين وبين جماعة فرحات مهني وناشطين من المغرب تحركهم خلفيات معادية للجزائر، وهكذا يبدو أن أسباب الصراع المعلنة أمر يخفي راءه أهدافا جوهرية غير معلنة على الأقل بالنسبة إلى الإشارة الأمريكية في هذا التقرير. ومن الواضح جدا أن الصراع المتجدد في غرداية بين السكان أو الفريقين كما سمتهم المجلة الأمريكية، بدأ يثير اهتمام الأوساط الدولية والقوى الباحثة على استقرار المنطقة عموما والجزائر خصوصا على ضوء التجربة القاسية التي عرفتها دول الربيع العربي، كونها دخلت في دوامة من النزاعات الدموية والانهيار الاقتصادي الخطير.