قال التقرير السنوي للكونغرس الأمريكي عن التهديدات الأمنية المعاصرة خلال 2013 إن ”الجماعات الإرهابية المنشقة” عن القاعدة الأم تهدد مصالح واشنطن في أنحاء متفرقة من العالم العربي الذي يشهد اضطرابات سياسية وأمنية، مستشهدا بأزمة تحرير الرهائن في عين أميناس ومقتل السفير الأمريكي في بنغازي. واستنادا إلى تقرير أصدره مجلس الشيوخ الأمريكي أواخر الأسبوع الماضي الذي تناول ”الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية” أقحم حادثة الاعتداء الإرهابي على منشأة للغاز في عين أميناس ليؤكد في هذا الصدد أن مصالح الولاياتالمتحدةالأمريكية مهددة الآن من جانب الشبكات الإرهابية المنشقة عن القاعدة الأم، مشيرا إلى ”إضرار فروع القاعدة” بالمصالح الأمريكية، ليضرب مثلا بالهجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي، ونتيجة لذلك قتل السفير الأمريكي ستيفنز، والهجوم على مجمع الغاز ”تيغنتورين” في الجزائر. الإفراج عن التقرير الأمريكي يأتي بعد أيام من عرضه من قبل مدير الاستخبارات الوطنية الأمريكية جيمس كلابر، الذي قدمه إلى لجنة الشؤون الاستخباراتية في مجلس الشيوخ، مبيّنا تضاؤل الإمكانات الأساسية لتنظيم القاعدة ”للقيام بعملية منسقة، وهجوم واسع” ضد الولاياتالمتحدة، وفقا لكلابر، في حين أن الحركة الإرهابية العالمية ”اللامركزية” أكثر تهديدا. وعليه قال إن ”المتطرفين والجماعات الإرهابية المحلية تبقى مصممة على مهاجمة المصالح الغربية كما فعلت مؤخرا في ليبيا والجزائر”. واستشهد كلابر بالهجوم الإرهابي في بنغازي، وأسفر عن مقتل أربعة أمريكيين، وهجوم على حقل النفط الجزائري كأمثلة لقدرة جماعات منشقة أو أفراد متعاطفين مع الإرهابيين، أن تعمل حتى بدون توجيهات من أعلى سلطة لتنفيذ سلسلة إرهابية. كما أوضح أنه ”بصرف النظر عن أن بعض الدول خطت نحو الديمقراطية، تبقى الأغلبية في وضع غير محدد، وعدم وجود سلطه فعلية ومعاناة من موجات عنف، وأدى ضعف قيادات السلطة إلى صراعات إثنية وطائفية، وبات الإسلاميون أهم المشاركين في الانتخابات المفتوحة، إذ عززت الأحزاب الإسلامية من تأثيرها في مصر وتونس والمغرب”. وتركز وثيقة التقرير على أنه حتى تلك الدول التي أنهت بنجاح مرحلة تغيير السلطة تعاني من صعوبات ملموسة في تكاتف المجتمع، حيث يتم تهميش مجموعات قومية وشعبية معينة. وأضاف كلابر أن ”وجود مناطق خارج السيطرة في دول معينة، وصعوبات اقتصادية بعد تغيير السلطة، بالإضافة إلى عدم جدية السلطات الجديدة في التعاون مع الولاياتالمتحدة، يضر بشكل كبير بها، كما يجعل ذلك من غير الممكن التعاون الفعال مع هذه الدول في مجال محاربة الإرهاب”.