قال رئيس الحكومة الليبية الأسبق وزعيم تحالف القوى الوطنية محمود جبريل، إن ليبيا اليوم تمثل خطرا على نفسها وعلى جيرانها، لافتا إلى أن استمرار المنزلق الحالي "يهدد وحدتها وسيادتها واقتصادها ويدفعها للتحول إلى مشكلة أمن قومي للدول المجاورة". جاء ذلك في حديث لجبريل مع صحيفة "الحياة" بمناسبة اقتراب الذكرى الثالثة للثورة الليبية التي تصادف 17 من الشهر الجاري وتنشره الصحيفة على حلقات بدءا من السبت . وقال جبريل إن السياسة الأميركية اتسمت بازدواجية المعايير في التعامل مع الثورة، وإن برنامجها الحقيقي كان دعم وصول "الإخوان في مصر وليبيا وتونس (إلى السلطة) على أمل أن يؤدي ذلك إلى احتواء الإرهاب والإرهابيين". واعتبر أن نجاح المصريين في إلاطاحة بحكم الرئيس السابق محمد مرسي وجه ضربة إلى "البرنامج الأميركي" ودفع واشنطن إلى إعادة تقويم توجهاتها. وقال إن انسحاب مصر والجزائر أعطى الفرصة للدول الداعمة لتيار الإسلام السياسي للتأثير في مسار الأحداث، وهو ما أدى إلى الانحراف الذي نشهد اليوم تجلياته. وكشف أن الزعيم الليبي الراحل معمرالقذافي أعد خطة لتقسيم ليبيا إلى خمس مناطق بعدما يئس من قمع الثورة، وأنه عثر على خريطة التقسيم هذه في مكتب رئيس وزرائه البغدادي المحمودي. وقال جبريل إن هيمنة السلاح أدت إلى حرف مسار الثورة والإطاحة بنتائج الانتخابات النيابية كما أدت إلى إقرار قانون العزل الذي تسبب في إقصاء الدولة لا النظام. ولفت إلى أن وجود 21 مليون قطعة سلاح في البلاد وتزايد الاغتيالات والتفجيرات ينذر بإغراق ليبيا في صراعات جهوية وقبلية مدمرة. وتساءل كيف تمكن آلاف المسلحين الأجانب من دخول الأراضي الليبية في وقت كانت الدول الكبرى تراقب حدود هذا البلد.