المسار لن يمر بساحة الثورة والأشغال لن تنطلق الشهر المقبل أبلغ مصدر مطلع "البلاد"، عن تقديم والي عنابة ورئيس المجلس الشعبي الولائي مقترحا جديدا إلى مستشار وزير النقل بخصوص مسار الترامواي، ويتعلق الاقتراح بتمديد الخط ليصل إلى منطقة الشعيبة بسيدي عمار، بعد اتخاذ قرار نهائي بتجنب ساحة الثورة، لأهميتها التاريخية والرمزية لدى سكان المدينة. أكد القائمون على المشروع، خلال اللقاء الذي جمع بين المدير العام لشركة مترو الجزائر، ومستشار وزير النقل، بحضور والي الولاية الأسبوع الماضي، على ضرورة إدخال تعديلات على مسار الترامواي بحيث يتجنب المرور بساحة الثورة، ولكنه يمر في ذات الوقت بأكثر المناطق كثافة وحاجة إليه، لتحقيق الهدف الاستراتيجي من وراء إنشائه، والرامي إلى فك الخناق عن المدينة وتوفير خدمات نقل حضري متطورة وسريعة للمواطنين. وقد أبدى المنتخبون المحليون بالخصوص، رفضهم للاقتراح الأول الذي لم يأخذ بعين الاعتبار، أهمية المحافظة على ساحة الثورة، داعين مكتب الدراسات الكوري المكلف بوضع المخططات إلى تعديل المسار. وأضافت المصادر أن اللقاء الذي حضره أيضا مديرو النقل، أملاك الدولة والأشغال العمومية، إلى جانب رئيسي المجلس الشعبي الولائي والبلدي، لم يخلص إلى قرار نهائي بشأن تحديد تاريخ انطلاق الأشغال فعليا في الميدان، واكتفى المعنيون بالأمر بالقول إنه قد ينطلق في غضون الأشهر القليلة المقبلة، بعد أن كان مقررا العام الماضي أن ينطلق خلال الثلاثي الأول من عام 2014. ويتساءل سكان عنابة، وهم عالقون يوميا في زحمة الطرقات عن موعد انطلاق أشغال الترامواي، لكنهم يتساءلون أكثر عن المسار الذي سيسلكه الترامواي "الحلم" في ظل واقع المدينة المزدحم وطرقاتها الضيقة خاصة على مستوى الشوارع ذات الحركة المرورية والتجارية الكثيفة، حيث سيصبح لزاما على مكتب الدراسات الذي يعد الدراسة مقابل 130 مليار سنتيم، تغيير المسار نحو منطقة ما قبل الميناء تجنبا لساحة الثورة. وكان مكتب الدراسات قد قدم العام الماضي المسار شبه النهائي الممتد عبر أربعة قطاعات رئيسية، تربط بين مناطق وادي القبة، كوش نور الدين، حديقة التسلية وبلدية البوني. وذلك عبر 34 محطة على مسافة تقارب 22 كلم. وفي التفاصيل سينطلق الترامواي من حي وادي القبة مرورا بشاطئ ريزي عمر، وعدة أحياء منها، باتريس لوممبا، مناديا،.. ثم مقر الولاية، وشارع فيكتور هيجو، ومنه إلى ما قبل الميناء مرورا بمحطة القطار، وصولا إلى كوش نور الدين، ثم بوزراد حسين، وديدوش مراد، وصولا إلى أحياء 400 مسكن، الريم، بوحديد، 5 جويلية 1962، سيدي عاشور، إلى غاية حديقة التسلية، أين سيتفرع إلى خطين، يمر الأول بالإقامة الجامعية بالبوني، والثاني عبر حي بيداري بمحاذاة الجامعة والمستشفى، إلى غاية وسط مدينة البوني، وحتى الطريق الوطني رقم 16، على أن يمر أيضا بحي سيبوس، وسيدي إبراهيم ويعاود التوقف عند محطة كوش نور الدين. غير أن المسار سيخضع لتعديلات بالتأكيد خارج وسط مدينة عنابة، إذا تمت الموافقة على تمديده حتى منطقة الشعيبة بسيدي عمار، الأمر الذي يعني أيضا زيادة في التكاليف، وفي مدة الدراسة والإنجاز، علما أن وزارة النقل أعلنت على لسان وزيرها في مرات سابقة رفض تغيير المسارات التي لا تأخذ بعين الاعتبار المرور بوسط المدن، والأحياء الحضرية ذات الكثافة السكانية المعتبرة.