تسيطر أجواء من الحزن و التأثر على مجلس عزاء عائلة المقدم بوعزيز محمد الذي قضى في حادث تحطم الطائرة العسكرية "هيركيل سي 130" التي تحطمت بمرتفعات جبال فرطاس في ولاية أم البواقي أمس. و قد تنقلت "البلاد" لمنزل العائلة عشية اليوم و التقت بأفراد أسرة الضحية البالغ من العمر 48سنة و المقيم بحي 700 مسكن تعاونية النشاط بحي واد الفرشة بعنابة حيث رصدت انطباعات أهله و جيرانه الذين لا يزالون تحت تأثير الصدمة ينتظرون بفارغ الصبر جثمان الفقيد الذي لم يصل إلى مسقط رأسه الى غاية ساعة متأخرة ليوارى إلى مثواه الأخير بمقبرة "بوحديد" . و أكدت أخت الضحية أن الزوجة و أبناءه الثلاثة توجهوا منذ الصباح الباكر الى المستشفى العسكري الجهوي العسكري بقسنطينة "عبد العالي بن بعطوش" للتعرف عن جثة الفقيد و استكمال كل إجراءات تسليم الجثة التي أخذت وقتا طويلا نظرا لعدد القتلى البالع 77 قتيل ، حيث أشارت الأخت الكبرى أن عائلة الضابط السامي في الجيش الوطني الشعبي تلقت خبر سقوط الطائرة أمس عبر وساءل الإعلام لتحاول الزوجة مباشرة الاتصال بزوجها الذي كلمها قبل ساعات من ولاية تمنراست و اخبرها بأنه قادم إلى البيت عبر الطائرة ، لكن تصيف الأخت و كلها حسرة و تأثرا أن كل الاتصالات باءت بالفشل بعد ان تعذر عليهم الحديث معه عبر هاتفه النقال ، لتتأكد بذلك مخاوف أفراد عائلته المتكونة من ولدين و بنت وحيدة بعد اتصالها بأقاربها المنتمين للجيش حيث أحدث النبأ الأليم حالة هستيرية كبيرة و حزن لدا على كل المتواجدين ببيت العزاء الذين اجمعوا كلهم على حسن سيرته و أخلاقه و أفادت ذات المتحدثة ان المرحوم كان على وشك التقاعد بعد أكثر من 20 سنة من الخدمة في صفوف الجيش الوطني تقلد خلالها عدة رتب ، كما انه كان ينوى الذهاب الى زيارة بيت الله الحرام و الغريب أنه أصر على الحديث على هاته النقطة في مكالمته الهاتفية مع زوجته حيث أكد لها رغبته الجامحة في زيارة البقاع المقدسة و آداء مناسك العمرة قريبا، لكنه الأقدار أن يخطفه الموت قبل تحقيق أمنيته و يرحل الأب والأخ تاركا وراءه فراغا كبيرة لا يملأه سوى الرضا بقضاء الله و قدره حسب عائلته.و الى غاية تحرير هذه الأسطر لا تزال جموع المعزين من متقاعدي الجيش و المواطنين و الأقارب و الشخصيات المحلية تتدفق على العائلة.