عاشت أمس، مدينة غرداية فصلا جديدا من المناوشات، بين العرب والمزابيين، بما ينذر بضرورة تفعيل مصالح الأمن لخطة وقائية تجنب الولاية أي انزلاق أمني آخر، كالذي عاشته خلال شهر فيفري الماضي، أين عرف خسائر في الأرواح والممتلكات، وجاءت هذه الأحداث بعد 48 ساعة من تصريح المدير العام للأمن الوطني، اللواء عبد الغني هامل، الذي قال إنه يجري الإعداد للتخفيف من الطوق الأمني الذي فرض على الولاية، عقب الأحداث التي عاشتها، وربط ذلك بالاستقرار في الوضع الأمني وعودة الهدوء. تظهر من جديد تجدد المناوشات داخل ولاية غرداية، عدم فعالية المخطط الأمني الذي اعتمدته قيادة الدرك والأمن الوطنيين، في الوصول إلى الأطراف المديرة لحلقة الصراع الذي يكاد يأخذ طابعا "أثينيا" داخل غرداية بين العرب والمزابيين، كما يؤكد في شق ثان أن الأوضاع داخل الولاية ليست مستقرة بالشكل الذي يبعث على الاطمئنان والسكينة، وإن ما تم تحقيقه منذ تصاعد وتيرة الأحداث الدامية في فيفري الفارط إلى اليوم، يؤكد هشاشة الاستقرار الذي تحقق بتظافر جهود المجتمع المدني والسلطات المحلية والمركزية داخل إقليم ولاية غرداية وبالأخص مركز الولاية. وتشير مصادر البلاد، إلى أن المناوشات بين العرب والمزابيين لم تتوقف، منذ فيفري الفارط، مشيرة إلى أن تخريب الممتلكات الخاصة وترهيب المواطنين داخل الأحياء السكنية وفي محطات نقل المسافرين ككسر زجاج السيارات المتوقفة وتخريبها ومناوشات داخل المدارس بين التلاميذ، لم توقفها نهائيا، وهو ما يعني أن قوات الأمن الرابضة داخل الولاية أمامها عقبة الوصول وتحديد الأطراف التي تقف وراء السعي لإشعال شرارة الأحداث الدامية من جديد بالولاية، كما يتطلب الأمر تفعيل العمل الاستخباراتي للقضاء على بذور الفتنة التي تكاد تعصف بسكينة الولاية، التي عرف على أهلها السكينة. وفي سياق متصل، نقل موقع "كل شيء عن الجزائر" الإخباري، عن خوديرباباز، عضو من خلية التنسيق والمتابعة التي نصبت عقب الأحداث الدامية التي عاشتها الولاية في فيفري الفارط، أنه تم رجم أمس حافلة لنقل المسافرين، وكما تم تسجيل جرح امرأة في حي شعبة نيشان بوسط مدينة غرداية.