* عودة الهدوء والسكينة تدريجيا للمنطقة والمواطنون يباشرون أعمالهم اليومية تقرّر على مستوى الحكومة إنشاء مجلس حكماء على مستوى بلديات غرداية ، ليكون بمثابة فضاء للتحكيم والصلح على أساس التعايش المنسجم والسلمي العريق الذي يسود الولاية، كما تمّ إقرار التوزيع المتساوي والمتوازن ل 30 ألف قطعة أرض موجهة للبناء الذاتي عبر كامل بلديات الولاية. دعا، الوزير الأول، عبد المالك سلال، أول أمس، خلال استقباله وفدا من المذهب الإباضي وآخر من المالكي يمثلون أعيان وكبار المذهبين بولاية غرداية والمتكوّن من 24 شخصا، حسب ما نقلته وكالة الأنباء الجزائرية، بغرض جس نبض الشارع المزابي ومحاولة التخفيف من الضغط الحاصل بالمنطقة والحد من التوترات التي شهدتها غرداية خلال الأسابيع القليلة الماضية، دعا الطرفان، إلى "التوجه نحو المستقبل وطي صفحات الماضي"، مشدّدا، على ضرورة "العمل على استتباب الأمن والسكينة" عبر مختلف بلديات غرداية. كما، تم الاتفاق خلال اللقاء على إنشاء مجلس حكماء على مستوى البلديات المعنية بالاضطرابات الأخيرة، كما التزم ممثلو المجموعتين، بعدما عبّروا عن انشغالاتهم أمام الوزير الاول، عبد المالك سلال، ببذل كل ما في وسعهم للإسهام في تجاوز الخلافات واستعادة "العلاقات الأخوية وفق الأسس السليمة والمتوارثة عبر أجيال في هذه الولاية، كما، كلّفت، الحكومة، وزارة التضامن الوطني، بدراسة مختلف المساعدات الواجب تقديمها لضحايا الأحداث الأخيرة التي شهدتها ولاية غرداية لاسيما أولئك الذين تضررت مساكنهم. * دعوة الرئيس تلقى تجاوبا وقبولا حسنا ويأتي لقاء الوزير الاول، عبد المالك سلال، مع أعيان ولاية غرداية، عشيّة اجتماع مجلس الوزراء الذي عقده رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، والذي عاد فيه السيّد الرئيس، إلى الاحداث التي وقعت بولاية غرداية، داعيا إلى ضرورة ترجيح قيم التسامح والوئام والحوار بغرداية من أجل وضع حد للأحداث التي عرفتها هذه الولاية، وطالب، رئيس الجمهورية، من الحكومة ضرورة مواصلة المسعى الجاري من أجل إيجاد ما يتطلع إليه مواطنو هذه الولاية من حلول مواتية قصد إعادة السكينة بما يصون انسجام تنميتها اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا، كما، دعا السيّد الرئيس "كل جزائرية وكل جزائري إلى تغليب أيا كانت الظروف مبدأ الإيثار واحترام الغير". ولقيت، دعوة، رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، الطرفان المتنازعان إلى ضرورة ترجيح قيم التسامح والحوار في الولاية، استحسانا وقبولا كبيرا في الشارع المزابي، كما، لقي اللقاء الذي جمع أعيان المالكية والإباضية بالولاية مع الوزير الأول، عبد المالك سلال، تجاوبا كبيرا بالشارع المزابي حيث عاد الهدوء وسادت الطمأنينة في قلوب سكان المنطقة، وعادت الحياة تدريجيا إلى مجراها الطبيعي والعادي مع حلول السنة الجديدة على مستوى مختلف أرجاء مدينة غرداية التي كانت مسرحا لمناوشات بين الشباب خلال الأسبوع الماضي، وقد استأنف جزء كبير من المحلات التجارية على مستوى عاصمة الولاية نشاطهم كما باشر مختلف السكان أعمالهم اليومية في جو طبيعي يسوده الهدوء والاستقرار وذلك تحت أعين مصالح الأمن وقوات حفظ النظام التي تم تجنيدها وتعزيزها في إطار وقائي عبر مختلف النقاط المتشعبة بالمدينة حيث يبدو أنها متحكمة في الوضع. وكانت ولاية غرداية التي تبعد عن العاصمة بحوالي 600 كلم، قد عاشت منذ أسابيع قليلة، على إيقاع تجدد التوتر أسفر عن سقوط عشرات الجرحى، بعد مواجهات بين شباب الطرفين، وحسب ما تناقلته وسائل الاعلام، والتي أكدّدت أن أعمال نهب وتخريب صدرت عن شباب ملثمين قاموا بإحراق محلات تجارية وسيارات وإلحاق أضرار بممتلكات خاصة، مما دفع بالعديد من التجار إلى غلق محلاتهم التي تكسرت واجهاتها، كما سجل دخول هؤلاء الشبان في مواجهات مع قوات الأمن، ومنذ نشوب هذه الأحداث التي خلفت لحد الآن إصابات خفيفة بين المتنازعين، انتشرت الشرطة بشكل كثيف في غرداية لاستتباب الأمن والهدوء بها، مستعملة في أحايين كثيرة القنابل المسيلة للدموع.