توقفت مظاهر التجمهر وأعمال العنف لليوم الثاني على التوالي في مدينة غرداية، وبدأت بوادر انفراج الأزمة تلوح في الأفق بعد العودة التدريجية للهدوء بكامل ربوع المدينة، التي عرفت صباح الأربعاء، وصول وحدات أخرى من قوات الدرك الوطني، لتأمين مدينة غرداية وعدد من مواقع التوتر ببلدية بنورة و الضاية بن ضحوة، في وقت بات فيه جميع السكان بمختلف أطيافهم يراهنون على الحل الأمني لجلب الاستقرار ووقف كل ما تشهده غرداية من مصادمات دامية بين الإخوة الفرقاء منذ ما يقارب الشهرين. هذا وشهدت منطقة بوهراوة ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء مناوشات بحي 350 مسكن أوقفت على أثرها مصالح الدرك أربعة أشخاص مدججين بالأسلحة البيضاء فيما فر عدد اخرمن الأشخاص الملثمين ظهروا بالمنطقة يمتطون دراجات نارية من الحجم الكبير. من جهة ثانية كانت جل المنشات التربوية صبيحة الأربعاء على موعد مع التحاق نسبة كبيرة من المؤطرين والأساتذة بمؤسساتهم في حين تخلف جميع تلاميذ الأطوار الثلاثة عن مقاعد الدراسة بسبب قرار جمعيات أولياء التلاميذ من الجانبين بقاطعة الدراسة حيث طالبت هذه الأخيرة السلطات، تهيئة الظروف الملائمة من الناحية الأمنية والجو المناسب لتلقى التلميذ لدروسه كشرط أساسي لعودة أبنائها إلى مقاعد الدراسة. وقال ممثلون عن التجار للشروق، أن قرار مواصلة الإضراب عن النشاط متواصل إلى حين تمكين اتحاد التجار من ضمانات بتوفير الأمن عبر كامل المراكز التجارية بمدينة غرداية، وتثبيت قوة عمومية عبر الأسواق الشعبية، كما عرفت معظم المديريات الحكومية صباح أمس، توقفا عن العمل و ظلت جل الإدارات مغلقة في وجه المواطن، جراء تخلف عشرات العمال عن مناصب عملهم بعد الدعوة التي وجهها مجلس أعيان المالكية للسلطات بضرورة توفير الحماية لسكان أحياء الثنية، شعبة النيشان، الحاج مسعود، سيدي أعباز وبن سمارة من الهجمات المباغتة لمنازلهم، و العدول عن قرار تحويل 40 رجل شرطة بين ضابط وعون امن من محافظة أمن دائرة القرارة. وقد شهد مقر ولاية غرداية في الفترة الصباحية وقفة احتجاجية لعائلات الموقوفين أثناء الأحداث، طالبوا من خلالها السيد الوالي التحقق من ظروف توقيف أبنائهم الذين أوقف بعضهم وهم يتلقون العلاج بمستشفيات المدينة، وتم إيداع سبعة منهم الحبس المؤقت بتهمة التجمهر غير المرخص تخريب الممتلكات والتعدي على الأشخاص، كما نظم في ذات السياق الهلال الأحمر الجزائري وفوج ناس الخير مبادرات تضامنية مع العائلات المتضررة في أحياء ثنية المخزن وشعبة النيشان تمثلت في 7 شاحنات من محملة بالبطانيات و الأفرشة ومستلزمات الأطفال ومواد تموينية.
تشييع جنازة الشاب قبايلي بالحاج في غرداية في جنازة مهيبة، تقدمها أعيان الطائفتين الأباظية و المالكية رفقة رئيس دائرة غرداية ورئيس المجلس الشعبي البلدي، شيع صباح الأربعاء، المئات من أعضاء حلقة العزابة و جمع غفير من المواطنين، جثمان الشاب بالحاج بن داود قبايلي المتوفي في أحداث غرداية، من مقبرة الشيخ باب السعد بوسط مدينة غرداية، ونعي عضو حلقة العزابة الشيخ مصطفى باجو الفقيد الذي سجى نعشه بالراية الوطنية، داعيا الجميع العودة إلى السكينة و الهدوء الموصوفة به أمة الإسلام عند الشدائد والابتلاء في المال والولد. وحذر الشيخ باجو في كلمته التأبينية من استفزازات البعض من اجل استغلال حادثة مقتل المغفور له الشاب قبايلي بالحاج، في مضاعفة ألام المنطقة، مؤكدا على أن غرداية ستنتصر بفضل جنوح أهلها إلى السلم، و مواصلة رفع أصوات الحكمة الداعية إلى التهدئة ونبذ العنف، ودعت أطراف حضرت الجنازة السلطات الأمنية بذل جهود مضاعفة لتتبع وتحديد القتلة.