مع انطلاق الحملة الانتخابية اليوم الأحد، يكون السباق قد انطلق موازاة مع ذلك بين المترشحين الحرين للانتخابات الرئاسية، عبد العزيز بوتفليقة وبين علي بن فليس، اللذين يشكلان قطبية ثنائية، نظرا إلى وزنهما السياسي والإمكانات المادية والمعنوية التي رصدت لحملتهما الانتخابية. ومع انطلاق السباق نحو قصر المرادية، بدأت مخاوف أنصار الرئيس المترشح لعهدة رابعة، تكبر، خاصة مع تزايد التأييد والمساندة لغريم بوتفليقة، علي بن فليس، الذي يستقطب مع مرور الوقت مزيدا من المؤيدين والمساندين، في وقت نجد أنصار هذا الأخير متخوفين جدا مما ستفرزه الساحة السياسية في قادم الأيام، لكون الخصم يملك أنصارا متحكمين في زمام الأمور ومتمرسين سياسيا وميدانيا ولديهم خبرات سابقة في انتخابات مماثلة قوامها ثلاث عهدات كاملة، رغم حالة الإحباط الذي يعيشه محيط الرئيس المترشح من تزايد تكتل المساندين لبن فليس. ويتضح جليا، أن بن فليس سيكون منافسا حقيقيا لبوتفليقة، وهو ما يجعل الانتخابات الرئاسية القادمة بين قطبين اثنين، لا ثالث لهما، من دون احتقار المرشحين الأربعة "حنون، تواتي، رباعين، بلعيد"، يشتركان في كون من يتزعمهما ابنا النظام ومرشحان لمنصب رئيس الجمهورية، ويختلفان في تصوراتهما لعدد من الملفات المطروحة للنقاش. ويلاحظ أن الإمكانات المادية والمعنوية التي رصدها المترشحان الحران للانتخابات الرئاسية "بوتفليقة وعلي بن فليس"، تؤكد لا محالة نوعية الحملة الانتخابية التي سيقودها الغريمان، والتي ستغطي عن باقي المترشحين، خاصة أنهما مدعومان بترسانة بشرية متمرسة سياسية ولها حضورها وطنيا. ولا يمكن في مثل هكذا حدث، سياسي بامتياز، أن يتم فصل أي تطور لما يجري داخل الساحة السياسية في الجزائر، ومن ذلك اتساع رقعة المقاطعة، يوما بعد يوم، خاصة أنها تتشكل بالأساس من مناضلي أحزاب سياسية لها وزنها داخليا، كحمس والنهضة والأرسيدي وحزب العدالة والبناء، إضافة إلى شخصيات وطنية، دون نسيان المطالبين بالتصويت بالورقة البيضاء، مع اتساع رقعة المؤيدين والمساندين لشخص الأمين العام السابق لحزب الأغلبية والمترشح الحر لرئاسيات 2004 علي بن فليس، وهو ما أصاب محيط بوتفليقة ب«إحباط" كبير، خاصة أن اللعبة السياسية تقتضي تشريح كل الخطوات والخطابات في هذا الرهن بالذات، وهو ما يعني أن الموالين للرئيس المترشح متخوفين إلى حد ما من مستجدات قد تظهر في وقت لاحق، خاصة مع استثمار أطراف مجهولة لزلة لسان الوزير الأول السابق، ومدير حملة الرئيس الانتخابية، عبد المالك سلال، في حق الشاوية، الذين خرجوا الخميس في مسيرة عارمة قوامها أزيد من 8 آلاف شخص بعاصمة الأوراس باتنة، والظاهر أن تخوف المساندين للعهدة الرابعة للرئيس المترشح، وإن كانوا يكتمون ذلك، نابع من التكتل الحزبي الذي يحيط بعلي بن فليس، فليس من الهين استصغار انضمام 25 حزبا ، حتى ولو كانت مجهرية، وشخصيات وطنية ومنظمات إلى حملة رئيس الحكومة الأسبق، رغم علمهم بالفارق الذي يصنعه تقدم بوتفليقة للرئاسيات المقبلة مرشحا حرا.