شرعت أحزاب سياسية في رحلة بحث عن مرشحها لرئاسيات 2014، في صورة أقرب للحملة الانتخابية، رغم أن مرشحيهم مازالوا لحد الساعة لم يعلنوا عن ترشحهم لسباق قصر المرادية، سواء تعلق الأمر بالرئيس بوتفليقة، الذي تتغنى أحزاب بإنجازاته، أو رئيس الحكومة الأسبق علي بن فليس الذي تدعوه تشكيلات سياسية للترشح. دخلت أحزاب سياسية سواء من الموالاة أو المعارضة في ما يشبه حملة انتخابية مسبقة، للرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي لم يحسم لحد الساعة بصفة رسمية في العهدة الرابعة، أو الأمين العام الأسبق لحزب جبهة التحرير الوطني علي فليس، الذي ضرب لأنصاره موعدا لإعلان دخوله سباق قصر المرادية قبل نهاية الشهر الجاري، حتى وإن ترشح غريمه في رئاسيات 2004، وفي وقت أجلت الكثير من الشخصيات السياسية التي تعود الجزائريون على ظهورها في المشهد السياسي عشية كل استحقاق، الفصل في مشاركتها في الرئاسيات المقبلة من عدمها، بسبب الغموض الذي لا يزال يسيطر على مسألة العهدة الرابعة. واتجهت تشكيلات معروفة بولائها للرئيس لتقود حملة شرسة بلغت حد المزايدات السياسية، حيث فتح الأمين العام للأغلبية البرلمانية الباب بترشيح بوتفليقة للرئاسيات، وانطلق في حشد جميع مؤسسات الحزب في سبيل دعمه والولاء له، ووصل الأمر ب”سعداني ” إلى التهجم على المؤسسة العسكرية في سبيل خدمة بوتفليقة حينما راح يروج أن الرئيس بتغييراته الأخيرة يعمل على تمدين الحياة السياسية ليبعد العسكر عن الحكم. من جانبه، راح رئيس تاج، عمار غول، بدوره يهلل لعهدة رابعة، حين قال إن التنكر لانجازات بوتفليقة خيانة لا يغفرها التاريخ، لأنه أعاد الأمن والسلم للبلاد، واستقرار الجزائر خط أحمر. ولم يتخلف التجمع الوطني الديمقراطي، ثاني قوة سياسية عن سباق التقرب من الرئيس والدفاع عن ترشحه، وأكدت قيادته دعم الحزب للرئيس في الحاضر والمستقبل. واشتدت حملة السباق مع اقتراب الرئاسيات، بين مؤيدي الرئيس لتسجيل نقاط جديدة تدعمهم في حرب المواقع، حيث أكد عمارة بن يونس في الأيام القليلة الماضية، أن بوتفليقة يتمتع بصحة جيدة تؤهله لقيادة البلاد والعباد، وإنه سيقود بنفسه حملته الانتخابية من ولاية تلمسانمسقط رأس الرئيس. في الجهة المقابلة، لم تتوان أحزاب يصفها الكثيرون بالمجهرية، في الإعلان عن الولاء لرئيس الحكومة الأسبق علي بن فليس، الذي مازال لحد الساعة لم يعلن عن ترشحه رسميا، حيث افتتح الحملة رئيس حزب الجبهة الوطنية للحريات، محمد زروقي، الذي نظم السبت الماضي مهرجان جهوي لولايات الغرب، لدعوة بن فليس للترشح، كما أعلن رئيس حزب الوطني الجزائري، حميدي يوسف، الدعم لبن فليس، وذات الأمر مع رئيس الحزب الوطني الحر الذي تعهد بقيادة حملة انتخابية مستقلة لدعم بن فليس. وتعد خرجات الأحزاب السياسية امتداد للحملة الانتخابية المبكرة التي بدأت على صفحات النات، ويقودها أنصار بوتفليقة وبن فليس على شبكات مواقع التواصل الاجتماعي، تحت شعار ”وللحملة الانتخابية في الجزائر شؤون”.