خلال سنوات طويلة، اقتصر استخدام قادة العالم على هواتف بلاك بيري للحصول على بريدهم الإلكتروني، ولا يزال هذا الهاتف خيار الرئيس الأمريكي باراك أوباما، الذي يستخدم هاتف بلاك بيري مصمماً خصيصاً من وكالة الأمن القومي الأمريكية، لكن أعلن البيت الأبيض هذا الشهر أنه يختبر هواتف ذكية جديدة مصممة من قبل شركتي سامسونغ و إل جي، الأمر الذي شجع العديدين على اقتناء هواتف ذكية، وجعل في الوقت نفسه، الشركة الكندية المصنعة لبلاك بيري تكافح للصمود، بعد أن قدرت نسبة خسائرها العام الماضي بنحو 5.8 بليون دولار. ولزعيم دولة عظمى كالولايات المتحدة، الأمان هو أكثر بكثير من مجرد رمز مرور على الهاتف، بل يعني أيضاً حماية ضد محاولات التوغل من جميع المتسللين الهواة والمحترفين، والأهم من وكالات التجسس. وحتى الآن، كان هاتف بلاك بيري الهاتف الاختيار الأفضل للوقاية من محاولات التجسس، إلا أن هواتف أبل وسامسونغ الذكية، بدأت تدق على أبواب الأجهزة الأمنية، وربما لن يكون الأمر سوى مسألة وقت، كي يصبح هاتف سامسونغ أو آبل الجديد، هاتفاً معتمداً في البيت الأبيض. الجدير بالذكر، أن أولى المعارك التي خاضها أوباما عندما وصل إلى البيت الأبيض، الاحتفاظ بهاتفه بلاك بيري، رغم اعتراض المخابرات الأمريكية، كما قال قبل 3 أشهر لمجموعة من الشباب: "إنه لا يسمح له، لأسباب أمنية، أن يقتني هاتف آي فون". ألمانيا أصبح الهاتف النقال رئيسة الوزراء الألمانية أنجيلا ميركل، الأكثر شهرة في عالم السياسة، بسبب انتشار فضيحة تجسس وكالة الأمن القومية الأمريكية على اتصالاتها، وتستخدم المستشارة ما لا يقل عن اثنين من الهواتف، إلا أنها تستخدم على نحو منتظم هاتف نوكيا 6260، مزود برقاقة تشفير، والذي تزعم تسريبات إدوارد سنودن أنه تم التنصت عليه. باكستان في باكستان، التي يتم تداول أرقام الهواتف الذهبية فيها، كصورة تمثل الهيبة والثراء، ليس من المستغرب أن نرى الباكستانيين الأثرياء يحملون نحو اثنين على الأقل من الهواتف الذكية الراقية أينما ذهبوا. ورصد الرئيس الباكستاني نواز شريف، يستخدم هواتف آي فون وسامسونغ، إلا أن هذه الهواتف تعود إلى أعضاء الوفد المرافق له، والهاتف الوحيد الذي يحمله شريف هو بلاك بيري بولد، للبقاء على اتصال مع عائلته وحلفائه السياسيين المقربين المحظوظين لامتلاكهم رقمه. روسيا يشتهر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عالمياً أنه لا يستخدم الهاتف المحمول، على عكس رئيس الوزراء ديمتري ميدفيديف، المعروف بحبه لمنتجات أبل، الذي كان من أوائل من حصلوا على هاتف أي فون4 عندما قدمه له ستيف جوبز عام 2006. وقال بوتين خلال أكثر من مناسبة، إنه يملك العديد من الهواتف النقالة، لكنه لم تستخدم أياً منها، لعدم امتلاكه الوقت، كما أنه يفضل استخدام وسائل أخرى للاتصال، وعام 2010 قال بوتين: "إذا كان لدي الهاتف المحمول، فإنه سيرن طوال الوقت". لكن نفور بوتين من الهواتف المحمولة يمكن أن يكون مرتبطاً بالمخاوف الأمنية، كما من المعروف أن الرئيس الروسي يتجنب أيضاً الإنترنت. فرنسا يرتبط الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، بهاتفه أي فون5 ارتباطاً وثيقاً، وتفيد التقارير أنه على اتصال دائم عبر الرسائل النصية مع صديقته جولي، رغم أن الهواتف الرئاسية من المفترض ألا تكون للاستخدام الشخصي. حتى قبل الكشف عن تسربات إدوارد سنودن حول تجسس وكالة الأمن القومي الأمريكي على المواطنين الفرنسيين، اضطر وزراء الحكومة الفرنسية للتخلي عن الهواتف الذكية أغسطس (آب) الماضي. ولكن الرئيس السابق نيكولا ساركوزي، وجد استخدام هاتف تيروم مرهق، ورفض استخدامه لأنه استغرق 30 ثانية لطلب اتصال، والأمر ليس غريباً على ساركوزي، المعروف بإدمانه على هاتف بلاك بيري. كوريا الشمالية ثارت تكهنات عالمية حول استخدام زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، الهواتف المحمولة، بعد تصويره خلال اجتماع الأمن القومي في يناير 2013، مع الهاتف الذكي يبدو أنه إتش تي سي للشركة التايوانية. قالت وسائل الإعلام في الكورية الجنوبية، أن الزعيم الكوري الشمالي ربما يستخدم الهاتف لاستدعاء أفراد عائلته وكبار المسؤولين في حزب العمال. وهاتف الزعيم الكوري واحد من نحو 2 مليون هاتف المحمول في كوريا الشمالية، التي يقطنها 25 مليون شخص. الجدير بالذكر أنه لا يسمح لمستخدمي الهواتف المحمولة في كوريا الشمالية بالوصول إلى الإنترنت، بل فقط إجراء المكالمات وإرسال النصوص داخل البلاد. إيطاليا يعد رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي، أكثر من مجرد مستخدم لهاتف آي فون الذكي، فهو المحب لجميع منتجات شركة آبل، وصور نفسه بجانب علامة آبل عند مدخل مقر الشركة، كما وصف مؤسس الشركة ستيف جوبز، عندا توفي ب"ليوناردو دافينشي هذا العصر".