كشف مدحي لحسن متوسط ميدان نادي خيتافي الإسباني ولاعب المنتخب الوطني في حوار مطول مع "البلاد نيوز" عما يمر به مع ناديه خيتافي وكذا المنافسة الكبيرة المتواجدة في المنتخب ورأيه في الوافد الجديد نبيل بن طالب لاعب توتنهام الإنجليزي وأمور أخرى تكتشفونها أفضى بها اللاعب في هذا الحوار... بداية، لحسن نشكرك على قبولك دعوتنا واستقبالك لنا هنا في خيتافي؟ أنا من يشكركم لأنكم تنقلتهم من الجزائر إلى هنا من أجلي، ورغم أنني قليل الحديث مع الإعلام ولا أحبذ إجراء الحوارات لا مع الصحافة المكتوبة ولا مع القنوات، إلا أنه لا يمكنني رفض طلب جزائريين تنقلوا من أجلي إلى هنا. التحاقك بالبطولة الإسبانية كان في 2005 من بوابة نادي "الافيس"، كيف كانت تجربتك؟ وهل كان صعبا تأقلمك؟ في إسبانيا اللعب نوعا ما مختلف عن فرنسا، كانت الأمور صعبة في عامي الأول لأنني كنت وحيدا وعائلتي كلها في فرنسا، لكن مع مرور الوقت تعلمت الإسبانية بسرعة لأنها قريبة من الفرنسية وهو أمر مهم جدا للتأقلم وتقديم الأفضل فوق أرضية الميدان، وعلى كل هي مرحلة عادية يمر بها كل لاعب يغير الأجواء. بعد الافيس تنقلت إلى راسينغ سانتاندير وها أنت الآن مع خيتافي، برأيك ما هو أفضل موسم لك على المستوى الشخصي ومع أي ناد من هؤلاء الثلاثة؟ حقيقة لا أدري... في الافيس نزلنا للقسم الثاني وتداول على تدريب الفريق 11 مدربا في عامين، وفي سانتاندير لعبت ثلاث سنوات أساسيا وقدمت مستوى راض عنه، وأنا حاليا بخيتافي، لكن الموسم الذي بقي راسخا في ذهني عندما حققت الصعود في فرنسا رفقة زميلي في المنتخب مهدي مصطفي مع نادي فالينس. بحكم تواجدك في الليغا لعدة سنوات، ما الذي يمكنك أن تقوله عن هاته البطولة وماذا منحتك هاته التجربة؟ ليس من السهل أن تلعب في الليغا، فقد قدمت من البطولة الفرنسية الدرجة الثانية ولعبت أساسيا في أول موسم لي، ولعب مباريات أمام أندية كبيرة مثل البارصا في الكامب نو وريال مدريد في برنابيو أمر مميز، والفرق الأساسي بينها وبين البطولات الأخرى هو أنها تتميز بكثرة اللاعبين الفنيين وباللعب الجميل أيضا. ما هي أفضل ذكرى لك هنا في الليغا؟ هي مباراة ريال مدريد في موسم 2005 / 2006 فالريال حينها كان يملك نجوما مثل رونادو وراوول والبقية وفي ذلك اليوم تعرفت على اللاعب الكبير زين الدين زيدان، وهي اللحظة التي لن تمحى من ذاكرتي. هل بقاء العديد من لاعبي الليغا محافظين على مستواهم مثل بويول، تشافي وآخرين يشجعك للذهاب بعيدا والبقاء لأطول فترة ممكنة في البطولة الإسبانية؟ حقيقة لا أعلم هذا موسمي التاسع في إسبانيا، لعبت منها سبع سنوات في القسم الأول، لكنني أسعى دائما لتقديم كل ما عندي، ومن الممكن أن أواصل في إسبانيا أو في بلد آخر وهذا هو حال كرة القدم. لحسن أنت من بين اللاعبين الذين يلعبون في إسبانيا منذ مدة، هل ترى بأن فيغولي وبراهيمي وفقا في اختيارهما باللعب في الليغا؟ هما لاعبان شبان وحيويان جدا والدوري الإسباني يلائم طريقة لعبهما، بالنسبة إلى سفيان الأمر أسهل عندما تلعب لناد بحجم فالانسيا ويحتل مرتبة مريحة نوعا ما وله حظوظ ليكون أحسن لاعب، أما براهيمي فيلعب لغرناطة وفريقه يعيش وضعية صعبة مثل الفريق الذي ألعب له. فيغولي سبق له أن صرح بأن براهيمي يستحق اللعب في فريق أكبر من غرناطة؟ طبعا فهو يملك الإمكانات للعب في فريق أكبر، لكن هاته هي كرة القدم والمهم أن يواصل العمل ويحتاج فرصة ليظهر أنه يستحق فريقا أكبر بالرغم من أنه يلعب في فريق محترم وهنالك الحظ أيضا له دور كبير. مهدي... الجميع كان ينتظر مغادرتك للفريق في الميركاتو الشتوي الماضي، ما الذي حصل وجعلك تواصل مع خيتافي حتى نهاية الموسم؟ هل منحت لك ضمانات؟ لا لا ليست تلك قضية، لم أطلب شيئا مقابل البقاء ولم يتم منحي أيضا أي شيء للبقاء، صحيح أنه كانت لدي إمكانية الرحيل والأمر يتعلق بطلب فريقي لمقابل مادي معتبر من أجل السماح لي بالرحيل وهو السبب الرئيسي في عدم مغادرتي. هل يمكن معرفة ماذا طلب منك مسؤول خيتافي بالتحديد؟ عفوا، لكنني أفضل عدم الرد على هذا السؤال فالأمور بيني وبين إدارة خيتافي ولا أريدها أن تخرج لوسائل الإعلام. يبدو أن مغادرتك تأجلت فقط إلى نهاية الموسم، أين ستكون وجهتك، هل إلى فريق إسباني أم أنك ستعود للدوري الفرنسي؟ حاليا أفكر في بقية مباريات الدوري فالمدرب تغير وأسعى لاستعادة مكانتي الأساسية وبعدها سأفكر في مستقبلي إن كان خارج أو داخل إسبانيا. ما الفرق بين بطولة الدوري الإسباني في الدرجة الثانية والأولى؟ الدرجة الثانية الإسبانية صعبة جدا وفيها ضغوطات كبيرة، كون الفرق الطامحة للصعود كثيرة، ومبارياتها صعبة ولا توجد مساحات لتكون مرتاحا داخل الملعب، أما في الليغا فإن الأمر مختلف وبإمكانك اللعب بحرية أكبر. ماذا عن كادامورو الذي اختار اللعب لمايوركا هذا الموسم؟ لقد قام باختيار جيد، فقد كان مع سوسييداد لا يلعب كثيرا مثلما يحدث في خيتافي، وهو الأن يلعب بانتظام وهو ما ساعده على استعادة مستواه وهو المهم بالنسبة للاعب أن يبقى في أجواء المنافسة. هل ترى بأن خيتافي يملك الإمكانات للبقاء في الدرجة الأولى الإسبانية؟ في بداية البطولة كنا في مراتب متقدمة ولعبنا عدة جولات ونحن نحتل المركز السادس والسابع، والآن الأمر في الذهنيات والمعنويات، والتخوف من السقوط يجعلك لا تلعب بإمكاناتك الحقيقية وهو الأمر الذي يجب علينا تجاوزه لتفادي السقوط. نفتح الآن ملف المنتخب الوطني، بعد التأهل لكأس العالم، هل تعتبر نفسك محظوظا بحملك لألوان المنتخب ولعب كأسي عالم متتالية؟ بالطبع أنا محظوظ لأنني أحمل قميص المنتخب في هاته الفترة التي تشهد تألق "الخضر"، وهنالك لاعبون جدد شباب التقوا بالمنتخب وقدموا الإضافة وهم اليوم معنا وهذا أمر جميل. ما الفرق برأيك بين جيل المنتخب الذي تأهل لمونديال جنوب إفريقيا والحالي هل هناك فرق كبير؟ عندما بدأت في المنتخب كان هنالك لاعبون كثيرون لا يلعبون مع أنديتهم والأمر الآن يختلف مع العديد من اللاعبين الشباب المتألقين في مختلف ملاعب أوروبا. ما هو إحساسك في المباراة الفاصلة والضغط الكبير الذي كان عليكم؟ كنا نفكر فقط في التأهل وصحيح أننا لم نقدم مباراة كبيرة لأننا كنا نلعب من أجل التأهل وفقط وهو ما تحقق في النهاية وقدمنا ما كان مطلوبا منا في الاسترجاع أنا ومهدي مصطفى. ألم تحس بأن هنالك فرق بين التأهل في 2010 والتأهل الحالي؟ أعتقد أن إسعاد الشعب الجزائري هو الأهم، لكن في 2010 جاء التأهل على حساب مصر وبعد 24 سنة كاملة وكان له طعم خاص وعلى ما أظن هذا هو الفرق، وأتمنى أن يصبح تأهل الجزائر لكأس العالم عادة ونكون حاضرين كل أربع سنوات. حاليلوزيتش صرح بأنه لن يستدعي سوى اللاعبين الذين يلعبون مع أنديتهم، هل أنت مستعد للتحدي؟ المدرب محق وهو يفكر في مصلحة الفريق لأن المنافسة في النادي تجعلك جاهزا من جميع النواحي، وأتمنى أن أكون حاضرا وذلك بالجدية في التدريبات والاستعداد الذهني لجميع السيناريوهات. في مباراة سلوفينيا هنالك لاعبون جدد أبرزهم بن طالب، الذي يلعب في نفس منصبك، هل ترى أنه سيقدم الإضافة؟ بن طالب لاعب مميز وعمره 19 سنة فقط ويلعب في ناد كبير هو توتينهام وهو أمر رائع، أنا شخصيا في مثل سنه كنت ألعب في الأقسام السفلى في فرنسا، ووصوله لهذا المستوى يعني بأنه مميز ومتأكد من أنه سيصبح لاعبا كبيرا، مباراة سلوفينيا دليل على ذلك، أين قدم لقاء لا بأس به ويبشر بمستقبل كبير. الكثير من المتتبعين لم يقتنعوا بمستوى المنافس سلوفينيا وبالتالي فإن الفوز بنتيجة هدفين دون رد ليس مقياسا حسبهم، ما قولك؟ لا أعتقد أن المنتخب السلوفيني ضعيف إلى هذا الحد، ثم إننا التقينا ثلاثة أيام فقط قبل المباراة وترتيبنا متساو مع سلوفينيا حسب الفيفا وهو ما يؤكد بأن المباراة جرت أمام فريق محترم. كيف ترى حظوظ الأفناك في مجموعة قوية تضم روسيا وبلجيكا؟ حظوظنا قائمة وهاته هي كرة القدم وعليك اللعب بأمل تحقيق الانتصار والتأهل للدور المقبل، فقد خيبنا الآمال وخرجنا من الدور الأول في كأس إفريقيا الأخيرة وعلينا إثبات أنها مجرد هفوة، سنركز في جميع المباريات بما فيها مواجهة كوريا التي ستكون صعبة للغاية هي الأخرى. على ذكر كوريا، لم يتم برمجة أية مباراة ودية أمام فريق يلعب بنفس الطريقة أليست مشكلة بالنسبة إليكم؟ المهم هو التحضير الجيد وأظن بأن الاتحادية عملت المستحيل من أجل وضع برنامج تحضير حتى نكون في أفضل استعداداتنا، ولدينا الوقت لمعاينة طريقة لعب كوريا من خلال مبارياتها الودية. الجمهور متخوف من تكرار سيناريو كأس إفريقيا الأخيرة وخروج مبكر من المونديال أيضا، ما قولك؟ نريد دخول التاريخ من خلال التأهل إلى الدور الأول للمونديال كمرة أولى في تاريخ كرة القدم الجزائرية، وهو محفز كبير بالنسبة إلينا، أما عن المقارنة بين كأس العالم وكأس إفريقيا فأظن أنه ليس هنالك أي داع لذلك لأننا عوضنا تلك النكسة بتحقيق التأهل لأكبر تظاهرة عالمية وهو الأهم على ما أعتقد. بعد كأس العالم مباشرة تنتظركم تصفيات كأس إفريقيا، هل أنت مع مواصلة حاليلوزيتش على رأس العارضة الفنية؟ بالطبع، فحاليلوزيتش قدم الكثير وهو مدرب رائع وليس هنالك أفضل من الاستقرار في كرة القدم، لكن إلى ذلك الوقت من الممكن أن تتغير الكثير من الأمور وما علينا الآن سوى التركيز على أرضية الميدان، والاستعداد الأفضل لكأس العالم. كلمة في الأخير تقولها للشعب الجزائري أشكركم أنتم في البداية على اهتمامكم، كما أشكر كل الذين ساعدوني ووقفوا إلى جانبي وأنا متأكد من أن الكثير من الجزائريين يشجعونني ويتابعون أخباري.