قدم إلى إسبانيا بعد أن كان يلعب لفريق فرنسي من الدرجة الثانية ورغم ذلك إلاّ أنه تألّق بشكل لافت للانتباه في فريق رسينغ سانتندار، لينتقل في نهاية الموسم الماضي إلى نادي خيتافي وقبل ذلك كان قد وافق على اللّعب للمنتخب الوطني الجزائري.. إنه باختصار الدولي مهدي لحسن· يقرّ لحسن في حوار خصّ به موقع (الفيفا) بأنه يسعى إلى استعادة مستواه المفقود وإعادة زرع البهجة والفرحى لدى الجمهور الرياضي الجزائري· - حدّثنا عن بدايتك الكروية... -- جئت إلى هنا بالصدفة، كنت ألعب في نادي فالنسيا وفي 2005 حصلنا على لقب الوصيف في دوري الدرجة الثالثة الفرنسي فصعدنا إلى الدرجة الثانية لكننا واجهنا مشكلات في الحصول على مستحقّاتنا، حيث قضينا 4 أشهر دون أن نتقاضى شيئا، وفي فرنسا وطبقا للقانون يستطيع اللاّعب أن يفسخ عقده في تلك الحالة· - كيف تمّ انتقالك إلى البطولة الإسبانية؟ -- في ذلك الوقت أراد ديمتري بيترمان شراء فالنسيا، لا أعرف لماذا لكنه لم يفعل في النّهاية غير أنه تعاقد معي لكي ألعب لنادي ألافيس، ودون اختبار أو أيّ شيء من هذا القبيل عرض عليّ عقدا مدّته ثلاث سنوات، وهكذا جئت إلى الدوري الإسباني الممتاز الذي كان يمثّل حلما بالنّسبة لي· وقد كنت محظوظا حقّا بهذه الفرصة، إذ فُرضت عقوبة على نادي فالنسيا قبل أيّام قليلة من بدء الموسم الجديد في فرنسا ولم يتمكّن من المشاركة في المسابقة، فقد أصبح على كلّ من هؤلاء اللاّعبين أن ينجو بنفسه، فذهب بعضهم إلى أندية في دوري الدرجة الثالثة وترك بعضهم كرة القدم، لقد كنت أنا محظوظا جدّا· - وكيف تمّ انتقالك إلى فريق رسينغ سانتندار؟ -- بعد ثلاث سنوات مع ألافيس انتقلت إلى راسينغ سانتندار وحقّقت الكثير في هذا الفريق، ويكفيني شرفا أن العديد من الإندية الإسبانية طلبت خدماتي· - واخترت فريق خيتافي... -- نعم اخترت فريق خيتافي لأنني رأيت في مسؤولي هذا الفريق نيّة كبيرة لمواصلة تحقيق أحلامي وهو اللّعب لفريق إسباني كبير· - كيف تقيّم أداء فريقك خيتافي إلى حد الآن؟ -- بدأنا الموسم بشكل سيّئ، حيث كنّا نحتلّ المرتبة الأخيرة لكننا بعد أن كنّا في القاع استطعنا أن ننطلق انطلاقة جيّدة وتسير أمورنا الآن على ما يرام· فريقنا قادر على أن يكون من العشرة الأوائل، وعلى المستوى الشخصي أشعر بالسعادة لأنّي ألعب كثيرا وأشعر بالرضا عن أدائي وإن كنت أعرف أن بوسعي تقديم المزيد· - حدّثنا كيف وقع اختيارك على المنتخب الجزائري بدلا من المنتخب الفرنسي؟ -- كانت أمامي عدّة خيارات عديدة عند التفكير في اللّعب للمنتخب الوطني الجزائري، فأبي جزائري وأمّي إيطالية، كنت أعرف منذ البداية أنّي لن أتمكّن من اللّعب لفرنسا لأنّي كنت ما أزال ألعب في الدرجة الثانية وأنا في سنّ العشرين وكان ذلك صعبا بالنّظر إلى مستوى لاعبي المنتخب الفرنسي في ذلك الوقت، وعندما سنحت لي فرصة الحصول على جواز سفر جزائري لم أتردّد· - يقال إنك ندمت لعدم التحاقك بمنتخب الجزائر عام 2006.. -- صحيح ما تقوله، والشيء الوحيد الذي يؤلمني فيما يتعلّق بالمنتخب هو أنهم استدعوني في 2006 ولم أذهب، وأنا نادم على عدم الذهاب آنذاك ، إنني الآن أترقّب دائما الوقت الذي ستأتيني فيه الدعوة مجدّدا· - ما هي أحسن ذكرياتك مع منتخب الجزائر؟ -- ليست المشاركة في جنوب إفريقيا 2010 هي الذّكرى الطيّبة الوحيدة مع الفريق الوطني، بل الطريقة التي استقبلني بها الجزائريون، كان استقبالا رائعا منذ اليوم الأوّل· فقد أعجبني كثيرا الجوّ في الملاعب، الجزائرية، كما يعجبني الجمهور الجزائري وإخلاصه لي يحفزّني كثيرا لإسعاده· - ما سبب تراجع مستوى المنتخب الجزائري بعد المونديال الأخير؟ -- أعتقد أن السرّ يكمن في المباراة الأولى التي لعبناها بعد بطولة العالم على أرضنا ضد الغابون، والتي خسرناها (1-2)، كانت ضربة قوية وتركت أثرها وبعد ذلك تعرّضنا لصدمة شديدة أخرى أمام المغرب، حيث خسرنا (0-4)، وتلك المباراة تشبه مباراة بين برشلونة وريال مدريد.. كانت صعبة جدّا· - كيف ترى مستقبل (الخضر) مع المدرّب حليلوزيتش؟ -- أنا أثق في مستقبل المنتخب الجزائري، فالعمل يسير في الاتجاه الصحيح تحت قيادة مدرّب المنتخب الجديد البوسني وحيد حليلوزيتش الذي تقلّد منصبه منذ عام تقريبا· - ماذا استفدتم من هذا المدرّب؟ -- لقد أفادنا بخبرته التكتيكية فنحن لدينا لاعبين ممتازين يشاركون في كبرى دوريات أوروبا، وأعتقد أن ما كان ينقصنا منذ فترة هو تحسين الجانب التكتيكي· وتؤكّد النتائج ذلك الشعور بالتحسّن، فبعد التعادل في أولى مباريات المدرّب الجديد ضد تنزانيا في نوفمبر 2011 حقّق المنتخب ثلاثة انتصارات متتالية (أمام جمهورية إفريقيا الوسطى وتونس وغامبيا) وأعتقد أن فريقنا قادر على الوصول إلى كأس أمم إفريقيا 2013 وإلى البرازيل 2014· الأمور تسير على خير ما يرام والكلّ في المنتخب الجزائري يشعر بالرّضا· - ماذا عن رحلتك في الملاعب؟ -- لقد بدأت مسيرتي من القاع وأخذت أرتقي دائما درجة بعد أخرى، وأنا لا أحدّد لنفسي أهدافا. ألعب في الدوري الممتاز منذ خمس سنوات وهذا شيء رائع، إنني سعيد بهذا· - ماذا تقول عن فريقك خيتافي؟ -- خيتافي لديه الإمكانيات اللاّزمة للوصول في العام المقبل إلى المنافسات الأوروبية، لكن وجوده في مدريد يجعله يفكّر أيضا في شيء آخر بشغف، شيء يتحدّث عنه بعينين لامعتين: كان مثلي الأعلى منذ صغري هو زيدان، وقد لعبت ضده وعندي قميصه، وهذا وحده يمثّل لي الكثير لكنّي لم أتحدّث معه أبدا، والآن ونحن نعيش في نفس المدينة آمل أن أنال هذه الفرصة· - هل تخطّط لترك البطولة الإسبانية؟ -- صراحة لا أخطّط لمغادرة إسبانيا قريبا، اللّهم إلاّ إذا جاءني عرض جيّد من فرنسا مثلا، وإذا حدث ذلك يجب أن يكون العرض مغريا جدّا لأن مستوى الحياة هنا لا يمكن أن نجده في فرنسا إلاّ في أماكن قليلة جدّا، كما أنّي لا أريد أن أربك حياة بناتي بتغيير مفاجئ· لقد أرهقني التكيّف في العام الأوّل، لكنّي الآن سعيد جدّا في إسبانيا وأريد البقاء هنا بعد أن أعتزل·