أكد عبد العزيز بلخادم وزير الدولة ومستشار رئيس الجمهورة وعضو اللجنة العليا للحملة الانتخابية للمترشح الحر عبد العزيز بوتفليقة، أن هذا الأخير هو الأوفر حظا للفوز في الانتخابات الرئاسية 2014 للظفر بمقعد الرئاسة بالمرادية للمرة الرابعة على التوالي. وقال بلخادم في حواره ل«البلاد" إن الرئيس لن يقوم بمسح الديون الواجبة للبنوك حسب ما سوق له بعض المترشحين المنافسين له في الانتخابات. ما تقييمكم للحملة الانتخابية لهذه الرئاسيات وقد كنتم عضو اللجنة العليا للحملة الانتخابية للمترشح عبد العزيز بوتفليقة؟ الحملة الانتخابية هذه المرة تختلف عن سابقاتها لأكثر من سبب، الأول أنها الحملة الانتخابية الخامسة في تاريخ الجزائر منذ دخول الجزائر التعددية الحزبية، والسبب الثاني هو تغطيتها المكثفة من قبل وسائل الاعلام العمومية والخاصة السمعية البصرية، ولأول مرة من قبل شبكات التواصل الاجتماعي. إضافة الى وجود المترشحين ومن ينوب عنهم في بعض الأحيان بغض النظر عن تغير الظرف الداخلي والوضع الإقليمي حيث إنها بدأت ببطء، وحتى بعض المترشحين الذين يدخلون السباق لأول مرة كانت البدايات محتشمة الى غاية اليوم الثالث. ولكن ما لاحظته على الرغم مما طرأ في بعض التجمعات من خلل بسبب التوقيت والقاعات وأحيانا بعض أعمال الشغب، الا أن الحملة كانت على العموم جاذبة لاهتمام الجزائريين للتعرف على السمك السياسي لبعض المترشحين الذين لم يعرفهم سابقا، والتعرف على أفكارهم وبرامجهم. أما بالنسبة للمهرجانات ال41 التي أشرفت عليها والتي غطت 32 ولاية، فلاحظت إقبال المواطنين عليها وتجاوبا مع مضمون برنامج المترشح الذي أمثله وحرصا على الأمن والاستقرار متمثلا في تجاوب المستمعين للخطاب مع اسم الرئيس بوتفليقة كرئيس للفترة الماضية ومترشح للعهدة المقبلة. ولذلك كان التقييم إيجابيا لهذه الحملة الانتخابية لأن المعهود في الحملات الانتخابية هو التباري بالبرامج ومحاولة إقناع المواطنين بأحقية هذا البرنامج دون التقليل والمساس بالآخرين. الملاحظ في الحملة الانتخابية تعرض الكثير من ممثلي الرئيس لأعمال عنف دفعت حتى بمدير حملته عبد المالك سلال الى إلغاء العديد من التجمعات، فبماذا تفسرون ذلك؟ الانتخابات منافسة وهناك من يدرك أنها منافسة بالأفكار وهناك من يظن أنها منافسة لمنع وغبن الآخر وتحجيمه وهو فهم خاطئ للممارسة الديمقراطية لأنها حرية الاختيار في الأخير. هل هناك غضب من المواطنين، لأننا سمعنا أن هناك الكثير من الرافضين حتى لفكرة العهدة الرابعة؟ هذا شيء متوقع لأن الديمقراطية تعدد في الأفكار والبرامج والمترشحين والإعلام والتعدد النقابي، ولا يتعجب الإنسان من وجود هذه الطروحات إذا تكلمنا عن الأفكار فوجود معارضات لمترشح ومعارض له أمر جد عادي، إلا أن استعمال العنف من أجل منع مترشح سواء كان بوتفليقة أو آخر فهو أمر غر مقبول مع أن بوتفليقة لم يكن المستهدف لأن المستهدف كان الديمقراطية ومبادئها. هل أخطأ الرئيس في اختيار بعض الأسماء لقيادة الحملة الانتخابية؟ لا يمكن أن أقول إن الرئيس أخطأ او أصاب ولكني أقول إنه مهما كان المترشح فله الحرية في تقديم برنامجه والناس أحرار في التصويت لهذا المترشح أو ذاك. هناك من قال إنه يجب السماح بممارسة مهام الرئيس بالوكالة؟ في كل انتخابات هناك من يدعم الرئيس وهناك من يدعم المترشحين الآخرين، وندعم الرئيس كمترشح في الانتخابات الحالية وفي الانتخابات السابقة وفي 2004 وحتى 1999، وفي 95 كان هناك من ينوب عن الرئيس في التجمعات الشعبية والمهرجانات سواء من الأسرة الثورية الأحزاب المساندة وحتى الاتحاد العام للعمال الجزائريين وهو أمر طبيعي، إلا أن الجديد في هذه الانتخابات هو عدم ظهور الرئيس في أي من التجمعات الشعبية وهذا أمر مقبول ولماذا يرفض لأنه يأتي إلى المهرجانات لطرح الأفكار والبرامج ولا يأتي للتعرف عليه كشخص لأنه معروف سابقا كرئيس. تحدثتم عن الكثير من الإصلاحات السياسية فهل تتحدثون عنها باسمكم أم باسم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة؟ أنا أنشط حملة انتخابية باسم المترشح عبد العزيز بوتفليقة ولا يمكن أن أتحدث بما أريده أنا، وإنما بما يعد به الرئيس بوتفليقة الشعب الجزائري لكسب ثقته من جديد. هل قال الرئيس إن هناك فترة انتقالية؟ لم أقل إن هناك فترة انتقالية، لقد قلت إن العهدة القادمة في حال جدد الشعب ثقته في الرئيس ستسمح للرئيس بالإجراءات التي يتخذها والظروف المؤسساتية التي يوفرها وتحقيقه للتجدد السياسي التوافقي والحكامة النموذجية بالانتقال بالجزائر من طور إلى طور ومن جيل إلى جيل، لأننا جربنا الممارسة الديمقراطية ونحتاج إلى تقييمها وتصحيح ما ينبغي تعديله في إطار التعديل الدستوري وإصلاح واستدراك النقائص في نظام الحكامة في الجزائر ووضع الآليات التي يحددها الدستور للوصول إلى التجدد السياسي التوافقي. وقد يكون عبد العزيز بوتفليقة آخر من يحكم الجزائر من جيل الثورة. الشعب الجزائري لم يفهم ما هي الإصلاحات السياسية في برنامج المترشح عبد العزيز بوتفليقة؟ أنا سأتحدث بما قلته خلال تجمعات الحملة فالفرق بين بوتفليقة والمترشحين الآخرين هو أن بوتفليقة يملك برنامج بشقين أحدهما ما أنجزه خلال فترة حكمه والشق الثاني سياسي هو التعديل الدستوري لأن الرئيس أعطى ثلاث أفكار وهي ما يتعلق بما سماه التجديد السياسي التوافقي لإشراك أوسع لألوان الطيف السياسي وإعطاء مكانة ظاهرة للمعارضة في البرلمان والمجالس البلدية. هل سترقى المصالحة الوطنية في العهدة الرابعة وهل هناك عفو شامل؟ من المؤكد أنها ستعزز وتدعم باستكمال ودراسة الملفات المتبقية والعالقة في بعض اللجان الولائية الخاصة بالذين يضعون السلاح والذين توفوا والذين ضيعوا ممتلكاتهم والذين اعتقلوا في معتقلات الجنوب. مازلنا نشهد بعض العمليات الإرهابية من حين لآخر فمن لم يلطخ يديه بالدماء ولم يتورط في عملية التفجير فالباب مفتوح له دائما. هناك من المترشحين قالوا إن الرئيس تم ترشيحه من قبل جماعة المصالح وهي تخطط لعفو شامل ومسح ديون تقدر بالملايير؟ الخصم لا يمدح خصمه، وما جاء على لسان المترشح لا نعلم إن كان معلومة أو تخمينا أو حتى تحاملا، ويبدو من الظاهر أنه حكم مسبق على النوايا وأنا لا أعتقد انه سيكون هناك مسح للديون، وما يمكنني أن أؤكده أنه لا توجد نية لمسح ديون عمن يتوجب عليه دفع دين للبنوك. هناك من قال إن الرئيس قد صرف ما يعادل 630 مليارا في 3 خماسيات، في التنمية، والمعارضة تؤكد أن هذه المبالغ ضخمة جدا مقارنة بما تم إنجازه ومقارنة بالنموذج التركي؟ الرئيس لم يفشل في تحدي التنمية والمقارنة في تركيا ليست في محلها، وبعملية حسابية بسيطة نجد أن سياسة الدعم والضمان والتكافل الاجتماعي تكلف الجزائر ما يعادل 13 بالمائة من ناتجها الوطني الخام، وبحساب دعم أسعار المواد الواسعة الاستهلاك وبإضافة ما تم تحقيقه من مشاريع سكنية وهياكل قاعدية وهي ظاهرة للعيان ولا يمكن إنكار وجودها، إضافة إلى تسديد مديونية الجزائر ووجود احتياطي يقارب 200 مليار دولار في خزائن الدولة. أدنتم تصريحات المترشح علي بن فليس واعتبرت بمثابة فتنة وتهديد فيما اعتبرها هو مجرد تحذير من التزوير؟ أولا التزوير مرفوض وكل منا مطالب بالعمل على أن تكون الانتخابات نزيهة وشفافة، إلا أن مراقبة الانتخابات تكون من طرف الجميع وكل مترشح يملك من يمثله في مكاتب التصويت طيلة نهار الانتخابات وحتى الفرز عمومي يمكن لأي كان حضوره، فأين يأتي التزوير إذن. ولم لا تكون هذه الانتخابات نزيهة مع أنها ليست مهمة الرئيس وأنصاره فقط، وما رأيته في المقطع حديثه عن الأبناء والتهديد الذي قام به وهو أمر غير مقبول لأنهم في مهمة تنفيذية وليسوا من يصوتون بدل الشعب. الكثيرون اعتبروا حديث الرئيس إلى الوزير الإسباني والأخضر الإبراهيمي حول ما حصل في الحملة بمثابة استنجاد بالخارج؟ الرئيس بوتفليقة استقبل الوزير الإسباني كرئيس وليس كمرشح وكذلك استقبل الابراهمي ممثل الأممالمتحدة في القضية السورية، واذا تحادث مع ضيفه فسيتكلم عن حديث الساعة في الجزائر وهو الانتخابات الرئاسية ويتكلم كل منهم بما يرى وهو أمر طبيعي لأن الرئيس تحدث عن مرشح هدد أبناء المسؤولين في حال فشله في الانتخابات. لم رفضتم تشكيل لجنة مستقلة لإدارة الانتخابات بدل الداخلية وهو المطلب الأساسي للمعارضة؟ قانون الانتخابات لم يسمح بذلك وهو لا يجرد الداخلية من التنظيم المادي للانتخابات من خلال تحضير قوائم الناخبين ومخادع الانتخاب. ومن يقوم بالإشراف على مكاتب التصويت هي الهيئة المؤطرة والقانون يعطي كل مترشح حق الطعن في تركيبة الهيئة المؤطرة للانتخابات وبذلك الضمانة موجودة. ما رأيكم في تصريح والي العاصمة الذي أكد أن من لا ينتخب لن يحصل على سكن، هل تعتقدون هذا أمرا طبيعيا وقانونيا؟ والي العاصمة قال أنتم كمواطنين لما تطالبون بحقوقكم يجب أن تقوموا بواجباتكم ومنها مشاركتكم في صناعة القرار السياسي بالذهاب إلى التصويت، وهذا التفسير أمر عادي. ما هي قراءتكم لافتتاحية الجيش نددت بالأصوات التي يتدخل الجيش في العمل السياسي وتجاوز الصلاحيات الدستورية الممنوحة له؟ هو الأمر المتوقع من الجيش الوطني الشعبي لأنه جيش دستوري أوكل له الدستور مهام محددة وهي مهمة الدفاع وحماية الوطن وحدوده من دون التدخل في الشأن السياسي وهو ما جاء في الافتتاحية. هل نجحت المؤسسة العسكرية في البقاء على الحياد بعدما تقرر انتخاب أفراد الجيش خارج الثكنات العسكرية؟ سابقا اتهمنا بالتزوير عندما كان أفراد الجيش يصوتون داخل الثكنات العسكرية والآن سيصوتون رفقة المواطنين ولذلك أتساءل لم التشكيك والتخوف. صرحتم بأنه لن تكون هناك احتجاجات بعد الرئاسيات فهل هي معلومة أم تحليل؟ لقد قلت إنه عند عقلاء الجزائريين نحترم إرادة الشعب واختياره لرئيسه وبقبولها والاحتجاجات تأتي ممن يدعي أنه يملك الفوز ولم يفز وهو الأمر الذي لا يثبت مع الواقع لأن الفرز عمومي. سلال قال إنه ليس هناك من يهددنا ونملك جيشا قويا قادرا على حماية البلاد؟ العداوة ليست بيننا والمنافسة على المنصب والشعب هو من سيختار والخصومة لا تستدعي العداوة بالأساس ولذلك يجب أن نتجنب مثل هذه الأمور. هل تتوقعون تدخل المؤسسة العسكرية في حال حدوث بعض الانزلاقات؟ لا أتمنى أن يحدث ذلك مثل أي جزائري وكل عاقل يدرك أن الاختلاف لا يدعو إلى الفوضى والعنف وإذا حصل ذلك يبقى على الدولة أن تطبق القانون بحذافيره ولا أعتقد أن الأمر سيحدث ويتطلب تدخل المؤسسة العسكرية. هل أخطا الرئيس في اختيار سلال كمدير للحملة وهو من يفتقد فن الخطابة وهل ترون أن مكانتكم أكبر من سلال بسبب غيابكم عن آخر تجمع للحملة بالعاصمة؟ الرئيس هو من اختار مدير الحملة ولا يمكنني التدخل في اختياره، وفيما يخص إن كان سلال أصاب أم أخطا فالشعب هو المقرر في هذا الأمر، أما عن غيابي عن آخر تجمع فقد كان بسبب انشغالي ببعض التجمعات بولاية بلعباس في نفس اليوم. ماذا عن تعيين نائب الرئيس؟ هذا الكلام الدائر منذ حوالي سنة في وسائل الإعلام حول منصب نائب الرئيس، فقذ صرحت بأنه يأتي بطريقتين إما بتعيينه من قبل الرئيس وتحديد صلاحياته، وأن يدخل النائب مع الرئيس في غمار الانتخابات وتحدد صلاحياته عن طريق الدستور وهو الاحتمال المستبعد حاليا في الجزائر. أما بالنسبة للاحتمال الثاني فهو قائم حتى من دون تعديل الدستور لأن الدستور الحالي يسمح بذلك. هل اقتربتم من منصب نائب الرئيس أم العودة إلى الأمانة العامة للأفلان او حتى لكليهما؟ أنا لا أطمح في إلى كلا المنصبين وشرف لي أن أعين في منصب المستشار وحتى إن لم يعيني فأنا أسانده لأنني مقتنع بأنه قادر على مواصلة دعم سياسة المصالحة الوطنية ودعم الاستقرار الوطني وتجنيب الجزائر التجاذبات الداخلية والخارجية ودعم الاقتصاد بما يملك من تجربة وكفاءة وقدرة على التحليل السليم وبعد النظر. هل تتوقعون دورا ثانيا بين المترشحين عبد العزيز بوتفليقة وعلي بن فليس؟ هذا يعتمد على نتائج الصندوق وفي حال عدم وجود أغلبية، وأتوقع أن المرشح بوتفليقة الأوفر حظا للفوز بالانتخابات من الدور الأول بما تلمسته خلال الحملة والتجمعات الشعبية.