تراهن السلطات الولائية بتيبازة على العديد من المشاريع المتعلقة بقطاع الموراد المائية للقضاء على أزمة نقص المياه الصالحة للشرب في السنوات القادمة لتجنب تكرار السيناريوهات التي وقعت بالولاية والتي دفعت بالكثير من السكان بالاحياء الى الخروج إلى الشارع وقطع الطرقات. وتعرف العديد من المشاريع وتيرة متسارعة لتسليمها في أقرب الآجال كمشروع سد كاف الدير ببلدية الداموس، فيما دخل البعض منها الخدمة كمحطة تحلية مياه البحر بفوكة. وبعد أن عاشت ولاية تيبازة ازمات متكررة في نقص المياه الصالحة للشرب والتذبذب في توزيعها على التجمعات السكنية وهو ما وضع السكان في رحلة بحث عن المياه الصالحة للشرب عن طريق التنقل الى المناطق المجاورة او تحمل تكاليف شراء صهاريج لتغطية الاحتياجات المنزلية لمدة أسبوع على الاكثر بمبلغ لا يقل عن 100 دينار، السكان يوجهون أصابع الاتهام الى مسيري قطاع الموارد المائة السابقين وبعض رؤساء البلديات الذين عجزوا عن وضع خارطة تقنية لاحتياجات كل منطقة. دخول محطة تحلية مياه البحر الخدمة يخفف من الأزمة بالبلديات الشرقية والجنوبية كانت ولاية تيبازة قد استفادت من مشروع ضخم يتمثل في محطة تحلية مياه البحر ببلدية فوكة ودخلت الخدمة قبل اكثر من سنتين، التي ستزود 18 بلدية تقع وسط وشرق وجنوب ولاية تيبازة عن طريق ربطها بأنابيب تنطلق من خزان سام موريس بالقليعة. وبلغت نسبة الإنجاز 60 بالمائة والمشروع رصد له مبلغ 1.8 مليار دينار وتم الانتهاء منه في صائفة 2013 وسمح بإيصال المياه إلى 400 الف 24 سا على 24 سا. وأوضح مدير الموراد المائية، قرباج رمضان، أن سكان المناطق الشرقية والوسطى لولاية تيبازة سيتخلصون من مشكل التذبذب الحاصل في توزيع المياه الصالحة للشرب بدخول المحطة حيز الاستغلال بعد أن تم استلامها وشرع في التشغيل الأولي لها في أوت حيث بدأ إنتاج مياه البحر المحلاة وتوصيلها إلى سكان 18 بلدية. وكشف المتحدث أن المشروع بلغت تكلفته 180 مليون دينار واشتركت فيه كل من شركة "أس أن سي لافالين" الكندية التي تولت إنجاز البنية القاعدية و"أكسيونا أقوا" الإسبانية التي أوكلت إليها أشغال التموين والتركيب الإلكتروميكانيكي المعتمد على آخر التكنولوجيات المتعلقة بالتحلية والضخ، بالإضافة إلى الشركة الجزائرية للطاقة والجزائرية للمياه التي تكفلت بالهندسة المدنية للمشروع، فيما تم منح حقوق استغلال الأرضية عن طريق اتفاقية وقعتها ولاية تيبازة مع مؤسسة مياه تيبازة التي تملك 49 بالمائة من السهم في المحط. كما أشار الى أن الشركة الجزائرية للطاقة في طريقها للبحث عن شركة أجنبية للشراكة للشروع في إنجاز محطة تحليه المياه الواقعة بواد السبت غرب الولاية لإنتاج 100 الف متر مكعب يوميا وتزود بلديات الجهة الغربية للولاية بالمياه الصالحة للشرب وضمان اقل حد من التذبذب في توزيع المياه وتدعيم القدرات الانتاجية لسد كاف الدير، إضافة الى تزويد البلديات الواقعة غرب العاصمة في حالة حدوث أزمة. وتبلغ طاقة استيعاب هذه المحطة 120 ألف متر مكعب، 60 ألف منها موجهة لتلبية احتياجات 18 بلدية بقدرة إنتاجية تصل إلى 20 ألف متر مكعب من المياه المحلاة يوميا تصب في الخزان المائي بمنطقة سان موريس الواقعة بين مدينة الدواودة والقليعة، 60 ألف متر مكعب منها لتزويد بلديات غرب العاصمة كاسطاوالي وعين البنيان وما جاورهما. سد كاف دير رهان آخر للقضاء على أزمة المياه بالجهة الغربية للولاية من جهة أخرى تعول السلطات الولائة ووزارة الموارد المائية على مشروع ضخم تشارف أشغاله على الانتهاء ومن المنتظر أن يسلم في جويلية القادم، وهو مشروع سد كاف الدير الواقع ببلدية الداموس اقصى غرب تيبازة. وكشف المدير أن نسبة انجاز سد كاف الدير بلغت 90 بالمائة حيث سيتم استلامه نهائيا شهر جويلية القادم. كما أوضح ان الدخول في مرحلة استغلال مياهه للشرب لن يكون قبل سنة 2016 لأن عملية امتلائه واجراء التجارب التي تخضع لها عملية التوزيع تأخذ أكثر من سنة. وقال المدير إن هذا المشروع سيساهم كثيرا في القضاء على ازمة نقص الماء بالولاية خاصة بالجهة الغربية، اضافة الى تخصيص كمية من المياه للسقي وتشجيع الفلاحين بالمنطقة المعروفة بالبيوت البلاستيكية. 10 آبار لتدعيم المناطق الريفية اتخذت مديرية الري بولاية تيبازة، اجراءات احترازية بعد ربط البلديات بخزان سان موريس الذي يزود من محطة تحلية البحر بفوكة وتسريع وتيرة إنجاز سد كاف الدير، حيث شرعت هذه الاخيرة في انجاز 10 آبار جديدة على مستوى البلديات الشرقية والجبلية خاصة بالجهة الغربية التي يصعب توصيل مياه البحر اليها بسبب الطبيعة الجيولوجية الصعبة. وقد تمت برمجة بئرين بحي حلولة الساحلية تزودان بلديات بواسماعيل وبوهارون وخميستي، وبئرين بحي 5 شهداء ببلدية أحمر العين لتزويد بلدية سيدي راشد وبئر ببلدية الحطاطبة لتزويد بلدية بوركيكة وأحمرالعين، وبئر بحي سي عياش ببلدية بوركيكة لتزويد كل الاحياء الواقعة على الطريق الرابط بين حجوط وبوركيكة، وحفر 4 آبار أخرى بالجهة الغربية في كل من بلديات مسلمون وأغبال والداموس وبني ميلك ستزود كل الأحياء والدواوير الواقعة في أعالي الجبال التابعة لهذه البلديات، وكلف المشروع خزينة الدولة 150 مليون دينار.