كشفت، مديرية الري لولاية الشلف، مؤخرا، عن استفادتها من برامج ضخمة أعطيت إشارة انطلاق تجسيدها، والتي بقدرتها تخطي مشكل أزمة ندرة الماء الشروب والقضاء عليها نهائيا، وذلك عقب الانتهاء من تجسيد مشروع ضخم لمحطة تحلية مياه البحر بماينيس غرب مدينة تنس الساحلية التي تقدمت الأشغال فيها بنسبة كبيرة، حيث تقدر طاقة إنتاجها 200 ألف متر مكعب يوميا· بالموازاة مع سير أشغال المحطة، سينطلق قريبا -حسب مسؤولي المديرية- مشروع مد شبكة قنوات جديدة لإيصال هذه المادة الحيوية للمناطق الداخلية وتوزيعها على كافة تراب البلديات، بحيث رصدت وزارة الموارد المائية 585 مليار سنتيم لتطلعات الخماسي القادم، وتجديد كامل شبكة المياه الصالحة للشرب عبر 31 بلدية، منها 300 مليار سنتيم لمدّ قنوات الشبكة الرئيسية على مسافة 60 كلم من تنس إلى عاصمة الولاية وبعض البلديات المجاورة لها كمرحلة أولى· فيما خصص للشطر الثاني مبلغ 250 مليار سنتيم لأشغال تمديد قنوات الشبكة الفرعية الخاصة بالمداشر والقرى البعيدة عن مركز البلديات في مدة لا تتجاوز السنتين، ستجري بهما الأشغال بالموازاة مع تجسيد منبعهما الرئيسي بتنس· أما البلديات الأربع التي تم استثناء ربطها بالمحطة الجديدة، وهي بلدية بني بوعتاب المتواجدة على مشارف السد الكبير، فستظل تزود بمياه الآبار الارتوازية لقلة كثافتها السكانية، كما خصتها مديرية الري بمشاريع جديدة لحفر الآبار لتزيد سكان مقر البلدية مركز· وبخصوص البلديات الثلاث الأخرى، وهي بني حواء ووادي قوسين وبريرة بأقصى الجهة الشمالية الشرقية، سيتم ربطهم مباشرة بشبكة تزودهم بماء سد كاف الدير المتواجد على الحدود الفاصلة ما بين الشلف وتيبازة وعين الدفلى بعد الانتهاء من أشغاله الذي تعرف وتيرة متسارعة في إنجازه، وحال إتمام محطة ماينيس التي فاقت تكلفتها بالعملة الصعبة -حسب مديرية المناجم- 231 مليون دولار أمريكي وانطلاق تشغيلها ستحتفظ مدينة تنس وبلديات الضفة الساحلية الغربية ربطهم بشبكة المصفاة الأولى التي بقدرتها ضخ خمسة آلاف متر مكعب يوميا، وهي كمية كافية لضمان تغطية شاملة للمنطقة· وعن واقع عملية تزويد سكان الولاية، فيعتبر سد سيدي يعقوب حاليا المورد الرئيسي لتزويد ما يفوق النصف مليون نسمة بهذه المادة الحيوية متواجدين بعواصم أربع عشرة بلدية عبر امتداد رواق الشلف، تنس والقلتة يحظون حليا -حسب مديرية الري- بنسبة تغطية تقدر ب 200 ل/ثا يوميا تضخها محطة معالجة المياه بأولاد بن عبد القادر التي باستطاعتها تحويل 900 ل/ثا تتناوب على دفعها أربع محطات إعادة الضخ مجهزة بأحدث الوسائل تسهر على تسيير مصباتها الجزائرية للمياه التي تمتلك، بالإضافة إلى ذلك 208 بئر ارتوازي لتدعيم شبكتها ببعض البلديات والمناطق النائية، حيث تصل حاليا الكمية الموزعة من مختلف منابعها 101566 متر مكعب يوميا، بما يعادل 72 بالمئة من نسبة التغطية الشاملة· فيما تبقى نسبة العجز الحالي تقدر ب 39349 متر مكعب يوميا ستضمن تغطيتها عقب إتمام إنجاز المحطة الجديدة لتحلية مياه البحر التي بقدرتها 200 آلاف متر مكعب يوميا أي بفارق 160 ألف عن الاحتياج ما يعني الاستغناء عن مياه الآبار الارتوازية ومياه سد سيدي يعقوب وتوجيهها للمجال الفلاحي مستقبلا·