انطلقت الأشغال مؤخرا بمشروع إنجاز وتهيئة محطة واد السبت ببلدية قوراية لتحلية مياه البحر على أن تستكمل في حدود 12 شهرا ليساهم المشروع في تخفيف أزمة الماء الشروب بغرب ولاية تيبازة. وحسب ما أدلى به مدير الموارد المائية بالولاية «قرباج رمضان»، فإنّ ذات المحطة تم جلبها من منطقة زرالدة غرب العاصمة بالتنسيق مع مؤسسة «سيال» التي أوكلت لها مهام تسيير شؤون المياه بولايتي العاصمة وتيبازة وجاء ذات القرار لسد حاجيات ولاية تيبازة المتزايدة من هذه المادة الحيوية في حين تستفيد ولاية الجزائر حاليا من مصادر أخرى تغنيها عن استغلال الماء المحلى بزرالدة و الأمر نفسه بالنسبة لمحطة التحلية بفوكة، والتي دخلت الخدمة سنة 2011 بطاقة انتاجية يومية تقدر ب120 الف م3 مناصفة بين ولايتي العاصمة وتيبازة، الا أنّ تزايد الحاجيات المعبر عنها من المياه بولاية تيبازة مقابل بحبوحة مائية لفائدة سكان العاصمة يتم التزود بها من سد قدارة وسد تاقصابت ومحطتي التحلية بكل من الحامة وكاب جنات أرغم الجهات الوصية على المياه على تحويل مجمل الكميات المنتجة إلى ناحية تيبازة التي شرعت فعلا في استغلال اكثر من 65 الف م3 في انتظار إتمام مشاريع توصيل قنوات نقل المياه إلى بلديات مناصر ومراد وسيدي عمر قريبا وإتمام التجارب الميدانية المرتبطة بتزويد بلديات احمر العين وبوركيكة وحجوط . سكان البلديات الغربية لا يزالون يعانون العطش لا يزال سكان البلديات الغربية لولاية تيبازة يعانون من ندرة مياه الشرب لاسيما خلال الفترات الصيفية حين ينخفض منسوب المياه الجوفية وتزداد ملوحة المياه المستخرجة من المناطق القريبة من البحر وهي الظاهرة التي يعاني منها سكان بلديتي الأرهاط و الداموس على وجه الخصوص كما تشهد مصادر المياه بالبلديات الجبلية تراجعا ملموسا في معظم فترات السنة من فرط الاستهلاك من جهة و انخفاض منسوب المياه من جهة ثانية وكثيرا ما أدت التسربات عبر القنوات الناقلة للمياه الى بلدية سيدي غيلاس بالمنطقة الوسطى الغربية إلى حدوث عدة نوبات من الندرة في الفترة الأخيرة الأمر الذي تحاول مؤسسة سيال استدراكه لاحقا من خلال تحميل كميات إضافية للمنطقة من سد بوكردان كحل مؤقت في انتظار توصيل المنطقة بمشروع سد «كاف الدير» الذي يعول عليه كثيرا في رفع الغبن عن سكان المنطقة الغربية.وتصل الطاقة الانتاجية لمختلف المصادر المائية حاليا 265 الف م3 من بينها 120 الف م3 يتم جلبها من محطة التحلية لفوكة و100الف م3 من 145 بئر بمختلف البلديات و 34 الف م3 من سد بوكردان و 5 الاف م3 من المحطة النموذجية لأحمر العين و 5 الاف م3 من محطة التحلية لبوسماعيل الا أنّ الطاقة الفعلية المستغلة حاليا لا تتجاوز حدود 192الف بحيث تبقى عدة آبار للمياه الجوفية متوقفة عن الانتاج لأسباب مختلفة كما ان محطتي التحلية بكل من فوكة وبوسماعيل لا تستغلان حاليا وفق الحدود القصوى . 7.7مليار دينار قيمة الاستثمار لسنة 2015 أدرجت مصالح الموارد المائية بتيبازة ضمن برنامج المخطط الخماسي المقبل2019/2015 عديد المشاريع المكملة لمسعى دعم الموارد المائية تتعلق على وجه الخصوص بدعم سعات التخزين وتحديث شبكات النقل وصرف المياه المستعملة بالطرق التقنية واقترحت حزمة من المشاريع المزمع انطلاقها خلال سنة 2015 بغلاف مالي قدره 7.7 مليار دينار تتعلق بالرفع من قدرات التخزين وانجاز شبكة النقل الرئيسية من الداموس الى شرشال لتوزيع مياه سد كاف الدير وكذا تحديث قنوات النقل بكل من حجوط ومراد وإدراج شبكة نقل حديثة بكل من الداموس والأرهاط بأقصى غرب الولاية اضافة إلى عدة مشاريع اخرى بوسعها رفع الغبن عن سكان الولاية فيما يتعلق باستهلاك المياه. شرعت محطة فوكة لتحلية مياه البحر في الخدمة منتصف سنة 2011 بتوزيع المياه لبلديات فوكة والدواودة والقليعة في مرحلة أولى قبل أن تباشر الجهات الوصية العمل على مشروع توصيل المياه من ذات المحطة الى 14 بلدية اخرى على محور فوكة شرشال بحيث تمكنت المؤسسة المكلفة بالانجاز من توصيله الى بلديات بوسماعيل وخميستس وعين تقورايت والشعيبة وسيدي راشد وتيبازة مؤخرا فيما تخصع بلديات الحطاطبة واحمر العين وبوركيكة حاليا للتجارب التقنية المرتبطة بالعملية ويرتقب بأن تكتمل الدورة باتمام قنوات التوصيل لبلديات مناصر وسيدي عمر ومراد خلال شهر نوفمبر المقبل. وأنجزت محطة التحلية بفوكة في بادئ الأمر بطاقة انتاجية تقدر ب120 ألف م3 يوميا مناصفة ما بين ولايتي تيبازة والجزائر العاصمة غير أنّ تطور مصادر المياه بالنسبة لولاية العاصمة أفرز جنوح الجهات الوصية الى تخصيص مياه المحطة لولاية تيبازة، بحيث تجاوزت حصة هذه الأخيرة مؤخرا حدود 65 الف م3 في انتظار استفادة بلديات المنطقة الوسطى من المياه قريبا كما تجدر الاشارة هنا الى أنّ بلوغ ذات المياه الى بلدية تيبازة من شأنه فك الخناق عن بلديتي شرشال وسيدي غيلاس اللتان تتزودان بالمياه حاليا من سد بوكردان وبوسعهما الاستفادة مستقبلا من حصة بلدية تيبازة المقدرة ب11 الف م3 التي تعتبر كفيلة برفع الغبن عن سكان هاتين البلديتين اللتين عانتا من ويلات نقص المياه طيلة عدة سنوات خلت. «سد كاف الدير» سيكون جاهزا منتصف العام القادم ويرتقب بأن يتم استلام سد «كاف الدير» بأقصى غرب الولاية منتصف العام القادم عقب اتمام آخر الروتوشات المتعلقة بالمشروع من طرف مؤسسة «كوسيدار» التي رفعت التحدي وتوشك حاليا على اتمام المشروع الذي عجز عن تجسيده الايطاليون الذين تكفلوا به عند بداية الامر وهو المشروع الذي يتسع ل125 مليون م3 ومن المرتقب بأن يزود ثلاث ولايات مجاورة بالماء الشروب وماء السقي بحيث يتعلق الأمر بكل من تيبازة والشلف وعين الدفلى على أن يتم تزويد الجانب التيبازي بما معدله 100 الف م3 يوميا حسب ما أشار إليه مصدرنا من مديرية الموارد المائية بالولاية التي أنهت مجمل الدراسات المتعلقة بنصب قنوات نقل المياه انطلاقا من ذات السد الى غاية شرشال شرقا على امتداد محور رئيسي طوله 60 كلم وتتفرع منه لاحقا قنوات أخرى لتزويد البلديات الريفية من مياه السد ويرتقب بأن تكتمل مختلف المشاريع المرفقة بالمشروع في حدود سنة 2016 لتنتهي بذلك معاناة سكان الناحية الغربية للولاية التي دامت سنوات طويلة . 2016 موعد حاسم للتموين بالمياه على مدار 24 ساعة في اليوم بالنظر الى الاحتياجات المتزايدة على مادة المياه لاسيما بالجهات الغربية للولاية فإنّ مصالح الموارد المائية تركّز جهودها على توفير وترقية مصادر المياه في مرحلة اولى قبل الانتقال الى مرحلة ترقية التوزيع عن طريق تحديث الشبكات وتوسيعها في مرحلة لاحقة الأمر الذي سيمكنها من رفع كميات المياه المنتجة من 180 الف م3 حاليا إلى 406 الاف م3 يوميا في حدود سنة 2016 مرورا ب207500 م3 في 2014 و 271 الف م3 في 2015. وترتقب مصادرنا من مديرية الموارد المائية بلوغ درجة جد متقدمة فيما يتعلق بتوزيع المياه في حدود نهاية 2016 وهو الموعد الذي تم تحديده لاستفادة كل سكان الولاية من مادة المياه على مدار 24 ساعة في اليوم.