وصفت أحزاب المقاطعة أداء الرئيس عبد العزيز بوتفليقة اليمين الدستورية أمس، ب«اللاحدث"، مشيرة إلى أنه إجراء قانوني حتى يتمكن من أداء مهامه في إطار عهدته الرابعة، وتكريس التزوير الذي بدأ منذ ترشحه للانتخابات. فيما اعتبرت الأحزاب الموالية للعهدة الرابعة، أداء الرئيس اليمين الدستورية "انتصارا"، مشيرة إلى أنه "تكلّم" على عكس ما كانت تروج له المعارضة، بأنه لن يكون قادرا على أداء اليمين. وأكدت أن المرحلة القادمة ستستجيب لطموحات الشعب الجزائري الذي وضع ثقته في الرئيس. قال المكلف بالإعلام في حزب جيل جديد، الذي انسحب مرشحه من رئاسيات 17 أفريل بعد إعلان الرئيس ترشحه، سفيان فخري، إن أداء اليمين يدخل في إطار "المسار الانقلابي" الذي بدأ منذ تعديل الحكومة في سبتمبر 2013، ولهذا فهو إجراء روتيني في إطار مسار غير قانوني ولا ديمقراطي، مشيرا إلى رفض حزبه المسار الانتخابي وتداعياته بما فيها اليمين. وأضاف أن الفترة القادمة ستشهد بروز العيوب والتناقضات داخل النظام بسبب تضارب المصالح الضيقة القائمة وفق حسابات تقوم على تقسيم الريع والمناصب، بينما يخلد الرئيس إلى الراحة أو يسافر للعلاج. وفي هذا السياق، قال إن الرئيس أدى اليمين بصعوبة على مرأى الجميع، ووضعه الصحي بات معلوما لديهم، وأضاف أن ملفه الصحي يعرفه الأجانب أكثر من الجزائريين، والأهم لديهم هو الحفاظ على مصالحهم، مؤكدا أن حزبه سيرفض كل ما هو منبثق عن المسار الانتخابي، في إطار مبادرة "الانتقال الديمقراطي"، وسيسعى لإيجاد طرح بديل خدمة للمصلحة العليا للوطن. وفي السياق ذاته، قال المكلف بالإعلام في التكتل الأخضر، ناصر حمدادوش، إن مقاطعتهم الانتخابات جاءت عن قناعة بأن نتائجها كانت محسومة من قبل، وأداء الرئيس اليمين يعني أن العهدة الرابعة قد بدأت، بالرغم من الأصوات المعارضة لها، ولم يبق أمام التكتل إلا المضي قدما في مبادرة "الانتقال الديمقراطي" إلى جانب أطراف أخرى للوصول إلى أرضية للخروج من الأزمة بالضغط على السلطة لفتح الحوار، لأنه لا يمكن لأي طرف الوصول إلى حل لما وصفه ب«الأزمة" دون التشاور مع الطرف الآخر، وإنشاء حكومة توافقية ودستور توافقي وإجراء انتخابات مسبقة، محذرا السلطة من الانفراد في اتخاذ القرارات المصيرية. واتهم حمدادوش السلطة بمحاولة إفراغ المبادرة من محتواها، عن طريق "الإغراء بالمناصب"، مؤكدا على عدم مشاركة التكتل في الحكومة المقبلة إلا بناء على انتخابات ومقاعد محترمة، رافضا أن يتم توريط المعارضة بشكل أو بآخر. من جانب آخر، أكد المكلف بالإعلام في حزب الأفلان، سعيد بوحجة، أن أداء الرئيس اليمين الدستورية "انتصار"، قائلا: "الرئيس تكلّم!" على عكس ما روجت إليه المعارضة بأنه لن يستطيع الكلام وأداء اليمين، وأوضح أن جميع البنود المتعلقة بالدستور قد اكتملت، واستوفت جميع الشروط المتعلقة بالرئيس. وقال بوحجة إن برنامج الرئيس في الخمس سنوات القادمة، سيستجيب لطموحات الشعب الجزائري ويعمق الممارسة الديمقراطية، من خلال التشاور مع جميع الأقطاب السياسية، داعيا الأطراف المعارضة إلى "التعقل" واحترام قرار الشعب الذي اختار "السلم والاستقرار"، نافيا أن تكون الجزائر في "أزمة" كما تقول المعارضة، إلا أن بناء الوطن يحتاج إلى عمل توافقي. ورأى المكلف بالإعلام في حزب تاج نبيل يحياوي، أن أداء اليمين الدستورية كان آخر محطة للرئيس الذي أعطى درسا للمشككين في قدرته على القيام بمهامه كرئيس للجمهورية، واصفا المناسبة ب«اليوم التاريخي". وأكد يحياوي أن خطاب الرئيس كان "مهما" ومعبرا عن الخطوط العريضة لبرنامجه في المرحلة القادمة، من خلال تعميق المصالحة الوطنية خدمة لاستقرار البلاد. كما دعا الشعب إلى الالتفات إلى مستقبل البلاد لحماية الوطن مما تعرفه دول أخرى في الجوار، من خلال اعتماد خارطة طريق للمرحلة القادمة وفق برنامج الأمة، لأن برنامج الرئيس هو برنامج لجميع فئات الشعب الجزائري، وليس للموالين له فقط، وأكد أن حزبه سيعمل إلى جانب الرئيس لتغليب المصلحة العليا للوطن.