يبدو أن قرار المدرب الجديد ل''الديكة''، لوران بلان، بإبعاد كل اللاعبين ال23 الذي شاركوا مونديال جنوب إفريقيا، لم يكن اعتباطيا ولا مجنونا. فالرجل يراهن على إحداث ثورة هادئة في الكرة الفرنسية، ابتداء من المنتخب الأول الذي خيب آمال الفرنسيين بخروجه من الدور الأول في المونديال الإفريقي، حيث يكون المدرب السابق لبوردو، ومن ورائه المسؤولون في الاتحاد الفرنسي، قد أيقنوا أن طريقة التسيير الحالية قد بلغت ''حدودها التاريخية'' ولا مفر من قلب الطاولة على جميع من ساهم في خيبة جنوب إفريقيا، التي كانت ''فضائحية'' بكل المقاييس. هؤلاء الفرنسيون يسيرون شؤون رياضتهم بهذا القدر من الشجاعة والقوة والمسؤولية، والذي يعنينا، هنا، أن ''لوران بلان'' يرغب في الاستفادة من المواهب الفرنكو-جزائرية، التي تعتبر اليوم أفضل ثمار مدارس التكوين الفرنسية، على غرار إسحاق بلفوضيل، النجم الصاعد في ليون ومنتخب أقل من 20 سنة، وحمزة فيغولي، الوافد الجديد على فريق فالنسيا الإسباني، وطافر..، وغيرهم كثيرا.. فقد اتضح أن نواة منتخب الديكة، في المستقبل، ستتشكل من هؤلاء الجزائريين، بما يضمن استفادة الكرة الفرنسية من المواهب التي تتلقى تكوينيا نوعيا في فرنسا ثم تعود إلى بلدانها الأصلية، على غرار الجزائريين يبدة وبودبوز ومغني، أو المغربي الشماخ، وعديد من نجوم الكرة الإفريقية في كوت ديفوار والكاميرون، وغيرها.. لقد استوعب ''لوران بلان'' من دروس الأحمق ''دومينيك''، الذي أبعد ثلاثة من أفضل لاعبي الديكة، لأنهم من أصول عربية، انتقاما من ''الجزائري'' زين الدين زيدان، لاغير! لكن المؤسف أن هذه الأحداث تتوالى في فرنسا، بينما ينشغل مسؤولو الكرة عندنا في أحاديث المقاهي التي عنوانها: من يكون مساعدا لسعدان وكيف ستكون أجرة الأخير، وهل سيأخذها بالدينار الجزائري أم بالعملة بالأورو؟! ربما هؤلاء لا يدركون أنه لولا المواهب التي تكوّنها فرنسا ونستفيد منها نحن، فإننا سنجد المنتخب الجزائري مستقبلا يعتمد على لاعبين، من أمثال زاوي والعيفاوي وفاواوي.. وربما أقل بكثير!