كشف رئيس اللجنة الوطنية لمهنيي الحليب، محمود بن شكر، استراتيجية تمكن من رفع إنتاج البلاد للحليب واللحوم الطازجة على أمل الانطلاق السنة الجارية في وضع أسس تطبيقها للتمكن من بلوغ الأهداف المسطرة على مدى ال7 سنوات المقبلة، إذا تم تخصيص 10 آلاف هكتار سنويا لزراعة الأعلاف موزعة عبر الولايات. وأوضح بن شكر، ل "وأج"، أن الاستراتيجية التي سطرتها اللجنة ترتكز على إنتاج غذاء المواشي محليا وتوفير المساحات الكافية والمياه لزراعة الأعلاف في المناطق الصحراوية، مشيرا إلى أن "فاتورة استيراد الأبقار والأعلاف تعادل فاتورة استيراد غبرة الحليب"، مؤكدا أن إنتاج الأعلاف محليا سيقوي الحوكمة الوطنية في حال حدوث تقلبات في السوق الدولية ويضمن تزويد السوق بالأعلاف والحليب واللحوم في حال حدوث أي طارئ على المستوى الدولي. ويؤكد بن شكر أن تجسيد هذه الاستراتيجية لا يمكن أن يتم إلا عن طريق توفير المياه وضمان السقي اليومي للأعلاف ولهذا اعتبر دراسة سبل عدم تبذير المياه وكذا التحكم في طرق السقي الاقتصادية من أولويات هذه الاستراتيجية، داعيا وزارة الفلاحة والتنمية الريفية إلى تسهيل مهمة الفلاحين والمستثمرين بالجنوب والهضاب العليا الراغبين في دخول هذا المجال من الناحية الإدارية خصوصا لتمكينهم من الانطلاق في مشاريع ترفع من نسبة إنتاج الأعلاف محليا. وأضاف بن شكر "توجد رغبة كبيرة عند المستثمرين لدخول المجال بعد نجاح التجارب النموذجية التي تم إنجازها بدائرة المنيعة بولاية غرداية وبولاية أدرار، أين حقق إنتاج الذرة من 70 إلى 80 قنطارا في الهكتار الواحد الذي تم تحويله إلى أعلاف وتم حفظه باستعمال الضغط، حيث تزن كل حصة 10 قناطير، مشيرا إلى أنه من الممكن رفع الإنتاج من الأنواع الأخرى من 30 حتى 35 طنا أي ما يعادل 300 إلى 350 قنطارا في الهكتار الواحد. بالمقابل، تقدر احتياجات البقرة الحلوب التي تمنح يوميا 20 لترا من الحليب بحوالي 25 كغ وهو ما يمكن من تزويد 3 بقرات حلوب خلال السنة، موضحا الاحتياجات الوطنية من الحليب تبلغ 3 ملايير ونصف إلى 4 ملايير ونصف سنويا وهو ما يمكن تغطيته إما باستيراد 350 ألف بقرة حلوب إضافية أو تربيتها في المزارع على المدى المتوسط والبعيد. وقال بن شكر إن هذه الاستراتيجية ستمكن من رفع الإنتاج الوطني من اللحوم الطازجة أيضا على اعتبار أن 20 في المائة سنويا من البقر الحلوب الذي يصبح غير منتج يوجه للذبح وهو ما يعادل ذبح 120 ألف بقرة من بين 600 ألف بقرة ينبغي توفيرها على المستوى الوطني. ويرى المتحدث أن هذه العملية ستوفر قرابة نصف مليار دولار "500 مليون دولار" من فاتورة الاستيراد، حيث إن البقرة الواحدة تمنح ما يزيد عن 300 كغ من اللحوم وهو ما يعادل 130 ألف طن من اللحوم.