أكد رئيس اللجنة المشتركة للمهنية للحليب محمود بن شقور، أن رفع كمية الإنتاج الوطني للحليب مرتبط، بتطوير الفلاحة الرعوية، لتوفير التغذية الضرورية والكافية للأبقار الحلوب، لبلوغ الكمية اللازمة من هذه المادة الأساسية، من أجل تغطية الطلب الوطني المتزايد عليها وتخفيض واردات مسحوق الحليب التي كلفت الخزينة العمومية 800 مليون دولار سنويا. ما تزال شعبة الحليب تعاني من قلة الدعم بالرغم من المساعدات التي وجهتها الدولة لفائدة المتعاملين الناشطين في مجال الجمع والتحويل والإنتاج، إشكالية طرحها أمس عبر الأثير محمود بن شقور من خلال حصة «ضيف التحرير» للقناة الثالثة، حيث ركز على أهمية تطبيق مخطط تطوير الفلاحة الرعوية، لتوفير التغذية الكافية للأبقار الحلوب والتي من المنتظر أن يرتفع عدد رؤوسها إلى 1 مليون رأس خلال السنوات القليلة المقبلة. وأوضح المتحدث أن إدخال الحليب الطازج للرفع من الإنتاج الوطني للمادة، كما تقرر ذلك منذ 3 سنوات، جاء نتيجة الزيادة في كمية الاستهلاك التي تصل سنويا 1ر5 مليار لتر من حليب الغبرة والحليب الطازج، في حين أن الإنتاج الوطني للحليب الطازج لا يتعدى 1ر2 مليون لتر سنويا، مما اضطر السلطات العمومية إلى استيراد كميات إضافية لتغطية الطلب الوطني للمادة والذي كلف الخزينة العمومية فاتورة باهظة لا تقل عن 800 مليون دولار. وذكر بن شقور بالإجراءات التي اتخذتها الدولة لدعم إنتاج الحليب الطازج، والمساعدات التي وجهتها لفائدة المتعاملين الناشطين في مجال الجمع (5 دج للتر الواحد)، التحويل 4 دج، و12 دج لمنتجي الحليب الطازج، للتخلي عن مسحوق الحليب المستورد، والتقليل من التبعية للخارج في هذه المادة. وقد أدى تطبيق هذه السياسة إلى تحقيق زيادة معتبرة في كمية الإنتاج الوطني للمادة، وصلت حاليا إلى 800 مليون لتر سنويا، وقد أدت الزيادة في الإنتاج الوطني إلى تخفيض 300 مليون دولار من فاتورة الاستيراد، وأكد انه لم تسجل ندرة في حليب الأكياس منذ عدة سنوات، وبالرغم من ذلك قال بن شقور تبقى الجزائر تحتل المرتبة الثالثة في المغرب العربي في مجال إنتاج الحليب. وذكر المتحدث بان الجزائر تتوفر على 850 ألف رأس من الأبقار جزء منها موجه إلى الذبح، وهذا العدد من القطيع ليس كله أبقار حلوب، تنتج البقرة الواحدة 450 الف لتر من الحليب سنويا بمعدل 15 لتر يوميا، وينتظر ان ترتفع الكمية إلى 700 ألف لتر بعد تطوير وسائل تربية المواشي، بتقديم العلف الطبيعي، والفيتامينات اللازمة للزيادة في كمية الإنتاج، واستخدام الوسائل المتطورة للتلقيح الاصطناعي بالجينات المستوردة من الخارج، مشيرا إلى أن عدد المربين يتراوح ما بين 23 إلى 25 ألف في مختلف التراب الوطني. بالإضافة إلى ذلك أكد المتحدث على ضرورة الاهتمام بتوفير المراعي الطبيعية لتربية الأبقار، من خلال استخدام الوسائل الحديثة والمقتصدة للمياه الموجهة للسقي بطريقة التقطير، مقترحا تطهير المياه المستعملة واستخدامها للري، نظرا للتذبذب المسجل في كميات سقوط الأمطار وفترات الجفاف التي تميز المناطق الرعوية، وتشجيع الفلاحين على تطوير أنواع بعض الزراعات منها زراعة الذرة المستعملة لتغذية الأبقار. كما طالب في ذات السياق، بالرفع من الدعم الذي تقدمه الدولة لتشجيع الفلاحين على إنتاج الأعلاف الطبيعية والاهتمام بتطوير الفلاحة الرعوية والرفع من مردوديتها لصالح شعبة الحليب، مشيرا إلى أن الهكتار الواحد من الذرة يكلف الفلاح 200 ألف دج (20 مليون سنتيم)، ويطلب من الدولة أن تقدم دعما لا يقل عن 30 بالمائة من هذا المبلغ لتطوير إنتاج تغذية الأبقار.