تحقيقات موسعة حول علاقة شبكات التهريب بالجماعات الإرهابية أثارت التقارير الأمنية المختصة في مكافحة الجريمة المنظمة على الحدود وحذرت من تنامي وتطور عمليات تهريب الوقود والمرجان وتداول الأسلحة النارية في نشاط عصابات التهريب الحدودي بما يهدد استقرار المنطقة وتحويلها إلى معبر دولي لتنظيمات إرهابية مسلحة. استندت التقارير الأمنية ذاتها، على الأرقام الملفتة في حصائل المعالجة لمثل هذه الجرائم ذات الامتداد الإقليمي والدولي وطبيعة المحجوزات التي أصبحت مقرونة بالأسلحة النارية وذخيرتها ومنها المسدسات الآلية، وراجعت في تحاليلها سلبية المعالجة الاجتماعية لتهريب الوقود "مازوت وبنزين" على طول الشريط الحدودي لولاية الطارف تشحنها يوميا زهاء 3 آلاف سيارة نفعية "باشي" من محطات التوزير إلى مواقع الشريط الحدودي، والسياسة الاجتماعية المنتهجة محليا مرتبطة باعتبارات ظرفية وفي مقدمتها انتشار البطالة لسكان ضفتي الحزام الحدودي بلغت ذروتها حسب المنتخبين المحليين، إذ تجاوزت 55 بالمائة يضاف إليها غياب برامج تنموية ريفية بالمنطقة وأيضا غياب مؤشرات نجاح المؤسسات المصغرة لشباب المنطقة لانعدام أسواق تجارية واقتصادية وانعدام ورشات الإنجازات التنموية، وقد تطور نزيف تهريب الوقود حسب الإحصائيات الأخيرة بمعدل ألفي لتر تنقل وتشحن يوميا على المباشر وعلى مرأى الجميع ودخلت رسميا عملياتها المقايضة بالسلاح الناري والذخيرة الحربية التي يكثر عليها الطلب بالسوق الموازية داخل ولاية الطارف وجوارها أمام حظر بيعها منذ أكثر من 20 سنة، وحددت التقارير الأمنية محيط 9 أبواب حدودية لنشاط عصابات تهريب السلاح الناري والذخيرة الحربية وأفرادها من سكان مشاتي المنطقة، ويتعلق الأمر بمنطقة حمام سيدي طراد ببلدية الزيتونة، ريحانة ومجودة ببلدية بوقوس، سليانة وقرون عائشة ببلدية بوحجار، السطاطير والهناشير ببلدية عين الكرمة، وادي الجنان، ببلدية العيون، خنقة عون ببلدية عين العسل. وأشارت المصالح الأمنية المختصة في مكافحة جرائم التهريب الحدودي إلى أن قائمة البضائع المهربة تقلصت عن سابق سنواتها وأضحت مختصرة حصريا على البنزين والمازوت تجاه الضفة التونسية وفي الاتجاه المعاكس السلاح الناري والذخيرة الحربية تجاه التراب الوطني وأخذت أبعادا خطيرة في نوعية الأسلحة التي تجاوزت سلاح الصيد وذخيرته إلى المسدسات الآلية وخراطيش الرصاص الحربي ومكوناته الجزئية، وسجلت بأن أفراد هذه العصابات غالبا ما تكون من أفراد العائلة الواحدة أشقاء وأبناء العمومة والأصهار يقيمون غالبا في تجمع سكني واحد منفرد ومعزول عن باقي السكنات الريفية. توقيف 57 شخصا متورطا في المتاجرة غير الشرعية بالأسلحة وخلال السنتين الماضيتين، أحصت المصالح الأمنية على اختلاف اختصاصاتها في تفكيك شبكات تهريب السلاح وذخيرته سواء في الحزام الحدودي أو عبر شبكات الطرق معالجة ما مجموعه 26 قضية تورط فيها 57 شخصا مع حجز 21 عربة سيارة، 23 بندقية صيد، 11013 خرطوشة سلاح صيد، 3 قناطير من مسحوق البارود بنوعيه الأسود والأبيض، 120 كلغ من كويرات الرصاص بأحجامه الثلاثة، 3520 كبسولة الخرطوش، و37 قطعة لمعدات تعبئة الخرطوش، ومن أخطر النوعيات المحجوزة 13 مسدسا آليا، 105 حبات رصاص حربي حي ومعدات أخرى للسلاح الناري الحربي، وتشير التقارير الأمنية ذاتها إلى تخوفاتها من تطور الأبواب الحدودية لنشاط التهريب الحدودي إلى مراكز عبور التنظيمات الإرهابية الدولية العابرة للحدود المختصة في المتاجرة وتهريب السلاح الحربي وهذا أمام فراغات التغطية الأمنية للمراكز الأمنية المتقدمة في التماس الحدودي، خاصة أن مشروع إنجاز 12 مركزا منها 7 معطلة و5 في طور الإنجاز مع تأخر كبير في ورشاتها وأرجعت ذلك إلى صعوبة التضاريس الجبلية وغباب المسالك الجبلية المناسبة وضعف التمويل المالي لمشاريع المسالك الجبلية على رواق التماس الحدودي.