سجلت مصالح مديرية الأشغال العمومية لولاية عنابة، مطلع شهر جويلية الجاري، عملية تتعلق بفتح طريق يربط بين شاطئ عين عشير بأعالي الكورنيش العنابي، ومنطقة وادي بقرات السياحية التابعة لبلدية سيرايدي على مسافة 8 كلم. وهو المشروع الذي انتهت المصالح المختصة من إعداد دراسته التقنية، حيث تمت برمجة مسلك مزدوج على امتداد هذه المسافة، مع إنجاز ثلاثة جسور متوسطة في انتظار تحديد القيمة المالية لهذه العملية عقب الإعلان عن المناقصة الوطنية في غضون الأيام القليلة القادمة. هذه العملية تعد الأهم وتم تسجيلها على مستوى مديرية الأشغال العمومية بولاية عنابة خلال السنة الحالية، وقد تم التركيز على هذا المسلك الجبلي في محاولة لتفعيل النشاط السياحي على مستوى الولاية، لأن منطقة سيرايدي تعد واحدة من المناطق التي كانت تجلب إليها عددا معتبرا من السياح، لاسيما الأجانب، لكنها عرفت تراجعا كبيرا في الإقبال بسبب الظروف التي مرت بها هذه البلدية ذات الطابع الجبلي في سنوات الجمر، حيث هجرها سكانها، وافتقدت شواطئها للحيوية التي كانت تشهدها، وقد ظل الجانب الأمني من العوامل التي ألقت بظلالها على توافد المصطافين على شاطئ وادي بقرات في السنتين الفارطتين، رغم أن المصالح المختصة لم تسجل أية حادثة تتعلق بأمن وسلامة السياح. كما أن مشكل ضيق المسلك الوحيد المؤدي إلى سيرايدي انطلاقا من وسط مدينة عنابة على مسافة 12 كلم حال دون بلوغ النشاط السياحي بهذه البلدية الغاية المرجوة من طرف القائمين على تسيير شؤون هذه البلدية وكذا السياحة بالولاية، فكان الحل اللجوء إلى برمجة طريق مزدوج يربط مباشرة شاطئ وادي بقرات بمنطقة عين عشير على امتداد الكورنيش، في محاولة لإعادة بعث الحركية على مستوى كامل شواطئ الولاية، لأن هذه العملية تعد خطوة أولى تمهيدا لمشروع مسلك طويل على الكورنيش يمتد من عين عشير إلى بلدية شطايبي مرورا ببلديتي سيرايدي ووادي العنب، لأن هذا الطريق كفيل بتخفيف الضغط عن شواطئ عاصمة الولاية، وبالمرة تسهيل مهمة المصطافين في زيارة مناطق كان من الصعب الوصول إليها. هذا، وقد ارتكزت الدراسة التقنية للمشروع المسجل، الذي تمت المصادقة عليه على مستوى وزارة المالية بتسجيل مدخلين للطريق: الأول من النقطة المحاذية لنادي الفروسية بأعالي عين عشير، والثاني من أمام مركز الراحة لأعوان الأمن بضاحية رأس الحمراء، على أن تكون نقطة الالتقاء على مسافة 2 كلم وسط المنطقة الغابية، لأن هذا الطريق من المنتظر أن يمر عبر غابة سيدي عيسى، ويكون الوصول مباشرة إلى شاطئ وادي بقرات. ومن المتوقع أن تنطلق أشغال الإنجاز قبل نهاية السنة الجارية، مما يعني أن هذا المسلك سيدخل مرحلة الخدمة في موسم الاصطياف للعام القادم.