كشف رئيس الحكومة السابق أحمد بن بيتور الذي نزل ضيفا على حصة "بوضوح" على قناة "البلاد نيوز"، العديد من المفاجآت والأسرار لأول مرة عبر قناة فضائية. وقال بن بيتور إن مدير ديوان الرئيس بوتفليقة سنة 1999 هو من اتصل به عبر الهاتف وأخبره بأن الرئيس بوتفليقة يريد ملاقات لكنني قال الخبير الاقتصادي اعتذرت في اليوم الأول وأخبرت بن فليس بأنني مشغول وكذلك كان الحال في اليوم الثاني ليعاود الاتصال بي في اليوم الثالث وكان شهر رمضان، حيث قال لي بن فليس إن الرئيس قال لك يجب أن تحضر اليوم وتنقلت للرئاسة ودام لقائي مع الرئيس حوالي 5 ساعات، حيث بدأ الاجتماع بعد العصر واستمر إلى ما بعد المغرب وحرص الرئيس على إقناعي بالمهمة كرئيس حكومة وأنا أصلا لم أكن أعلم بأنه دعاني لتولي هذا المنصب، وبعدما اقتنعت بالفكرة وقبلت المهمة قال لي الرئيس بوتفليقة إنني شكلت الحكومة وقد قبلت ولم أعارض الفكرة لأنني مهني ولا يزعجني أن أعمل مع أشخاص لا أعرفهم. ونفى بن بيتور بتاتا أنه كانت له خلافات مع مدير ديوان الرئيس علي بن فليس وقال إن خلافاته كانت مع الرئيس والنقطة التي أفاضت الكأس كانت يوم اثنين على الساعة الثامنة ليلا لأجد اتصالا من طرف مدير ديوان الرئيس بن فليس وأخبرني بأنه يوجد غدا اجتماع لمجلس الوزراء فقلت له أنا آسف لم أبرمج هذا الاجتماع ولا علم لي به فقال لي بأن الرئاسة برمجته من أجل تمرير أمر رئاسي وما على الرسول إلا البلاغ وسوف أبعث لك بالأمر وقد وصلني في حدود الساعة العاشرة ليلا لأجد أن محتواه هو إلغاء قرارات اتخذتها أنا شخصيا وكانت تخص إعادة تنظيم شركات المساهمة، حيث قلصتها من 11 إلى 5 شركات فقط، كما قلصت عدد المدراء من 33 مديرا إلى 5، حيث كان بكل مؤسسة 3 مدراء وفي حدود الساعة الحادية عشرة ليلا من ذات الليلة قررت الاستقالة وعدم حضور اجتماع مجلس الوزراء. وعن رسالة الاستقالة، قال بن بيتور بأنه شرع في كتابتها في حدود الساعة الحادية عشرة ليلا حتى الساعة السابعة صباحا، حيث كان يكتب رسالة الاستقالة ثم يعيد تمزيقها، مردفا بأن نص استقالته التي نشرت في وسائل الإعلام بقيت في التاريخ وهي الآن تدرّس في الجامعات. وأوضح ضيف حصة "بوضوح" أنه بعد ذلك استقبل من طرف الرئيس بوتفليقة ودام الاجتماع بينهما حوالي ساعتين وأن من بين مادار بينهما في الإجتماع أن بوتفليقة قال لبن بيتور أنصحك بنصيحتين الأولى هي أن لا تشكل حزبا سياسيا لأن مستواك الفكري لا يسمح لك بتأسيس حزب بما هو موجود بالساحة السياسية، أما النصيحة الثانية قال لي أنت شخص تملك قدرة وكفاءة ونزيها أحتاج إليك وسوف أستدعيك في مهام معي لكن يجب عليك أن تعمل بما أقوله لك ولا تعمل برأيك وأجبت الرئيس بالقول مادمنا نتحدث عن النصائح دعني أقدم لك نصيحة أنت تريد إعادة هيكلة الاقتصاد بهذا الأمر الذي تريد تمريره على مجلس الوزراء وسوف يحدث طفرة اقتصادية وإذا قمت بتمريره في مدة لا تتعدى 15 يوما على البرلمان من سيتذكر هذا الأمر لقصر مدة تمرير مشروع القانون، لكن إذا استغرق وقتا أطول سيذكر في التاريخ وفعلا قال ضيف "البلاد نيوز" عمل الرئيس بنصيحتي وألغى مناقشة الأمر باجتماع مجلس الوزراء الذي لم أحضره ومرره بعد عام. كما كشف بن بيتور بأن الرئيس السابق اليمين زروال عرض عليه رئاسة الحكومة سنة 1998 لكنني -كما قال- اعتذرت للرئيس وعن سبب ذلك قال المنسحب من رئاسيات 17 أفريل الفارطة بأنه رجل ديمقراطي وكان يعلم بأن القرار قد اتخذ وأن الرئيس معروف وهو عبد العزيز بوتفليقة كما قال بأنه استقال أيضا سنة 1996 من وزارة المالية وأنه أبلغ الرئيس السابق اليمين زروال بذلك وكانت تربطه به علاقة جد طيبة. وعن سبب ذلك أوضح بن بيتور في حصة "بوضوح" بأنه كان ضد سياسة الاقتطاع من الأجور التي اتخذتها الحكومة في تلك الفترة كما أنه اقترح برنامجا يخص إعادة هيكلة القطاع المصرفي ورفض وبالتالي لم يبق له ما يعمل في الحكومة وأخبرت الرئيس زروال بذلك وقال لي امنحني بعض الوقت وهو ما كان لكنني لم أعلن عن ذلك في الصحافة ولم أبعث برسالة استقالة إلى وسائل الإعلام لأن علاقتي بالرئيس السابق اليمين زروال كانت جد طيبة. كما قال بن بيتور بأن الدولة المدنية تعني وجود المخابرات وأن ما يقابل الدولة المدنية هو الدولة العسكرية وهو ليس حال الجزائر التي اعتبرها دولة تسلطية، مردفا بأنه يقدم شهادة حق بأن المخابرات وطيلة ممارسة مهامه حتى كرئيس حكومة لم يتدخلوا في مهامه في يوم من الأيام كما أن الفريق توفيق كان يتصل به في بعض الأحيان من أجل أمور تخص مهامه كون الدولة بها العديد من المسؤوليات وكل مسؤول يمارس مهامه لكنه لم يمنحه في أي يوم من الأيام أي تعليمة أو أمر وأنه كان يتلقى تعليماته من الرئيس بوتفليقة فقط. كما قال بن بيتور بأن بوتفليقة لم يكن له منافس سياسي في الاستحقاقات الرئاسية السابقة وأنه لو شارك هو في السباق لاختلف الأمر كما أنه تعجب ممن يتساءلون عن عدم دعمه ترشح بن فليس كما كان الحال مع العديد من الشخصيات وأحزاب المعارضة، حيث أجاب كيف لمرشح انسحب عن اقتناع أن يدعم مرشح آخر. وعن حزب جبهة التحرير الوطني، قال بن بيتور بأن يقترح تغيير اسمه إلى حزب "الجبهة الوطنية الشعبية" كما كان الحال مع جيش التحرير الوطني الذي أصبح بعد الثورة الجيش الوطني الشعبي. أما عن ندوة التغير الانتقالي فقال بأن الهدف منها هو تغيير نظام الحكم من طرف المعارضة وأنه رفض المشاركة في المشاورات السياسية التي دعت إليها السلطة كونها تفتقد إلى الجدية وأن هدفه رفقة أعضاء التنسيقية الوطنية هو تغيير نظام الحكم ككل وليس المشاركة في المشاورات مع النظام. وعن النتيجة التي حصلت عليها زعيمة حزب العمال في الاستحقاقات الرئاسية الأخيرة قال بن بيتور بأنها مكافأة لها، وأنه لا يفكر أبدا في تأسيس حزب سياسي في المدى القريب.