دعت الحكومة العراقية البرلمان لإعلان حالة الطوارئ على خلفية "سقوط" محافظة نينوى في أيدي مجموعات مسلحة مناهضة للحكومة، بينما لقي ثلاثون شخصا حتفهم في انفجار ببعقوبة. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مسؤول عراقي حكومي قوله إن مجلس الوزراء قرر وضع القوات الحكومية في حالة "تأهب قصوى" بمختلف أنحاء البلاد. وجاء ذلك عقب إعلان رئيس مجلس النواب العراقي أسامة النجيفي أمس، "سقوط" محافظة نينوى "بشكل كامل بيد مسلحين"، وذلك بعد هروب مفاجئ للقوات الأمنية أدى إلى سقوط كل مواقع القيادة ومخازن الأسلحة وكذلك مطار الموصل والسجون. وأضاف النجيفي أن ما حدث في نينوى أمر كارثي لا بد من التحقيق فيه لأنه نتج عن إهمال القوات الأمنية رغم علمها المسبق بوجود من سماهم الإرهابيين في المحافظة. وبيّن النجيفي أنه وبعد احتدام المعارك داخل الموصل تخلت كل القوات العسكرية عن أسلحتها ومدرعاتها "لقمة سائغة" في يد المسلحين وفرّت هاربة من المدينة التي تشكل مركز محافظة نينوى ثاني أكبر المدن العراقية. ودعا النجيفي في مؤتمر صحفي كل القوى السياسية لصد هذه "الهجمة الإرهابية، وبذل كل ما يتطلب والاستعانة بالمجتمع الدولي" للحد من المخاطر التي ستنجم عن تقدم المسلحين، وأوضح أن "مسلحين يتوجهون إلى محافظة صلاح الدين لاحتلالها". وبيّن أن "نينوى تعد ثاني أكبر مدينة في العراق.. ووجود هذه المجاميع الإرهابية المجرمة الكبيرة لا يهدد العراق فقط وإنما يهدد المنطقة والشرق الأوسط"، وأشار إلى أن المنطقة بها منابع المياه والنفط. وكان مصدر مسؤول في وزارة الداخلية العراقية قد قال لوكالة الصحافة الفرنسية إن "مجموعات من المسلحين سيطرت على مبنى المحافظة وعلى القنوات الفضائية وبثوا عبر مكبرات الصوت أنهم جاؤوا لتحرير الموصل وأنهم سيقاتلون فقط من يقاتلهم". واعتبر محافظ نينوى أثيل النجيفي أن انهيار قوات الأمن والجيش "السريع في مدينة الموصل يوحي بتقصير مقصود". وذكر النجيفي أن معظم المسلحين ينضوون تحت راية تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، وأشار إلى أن تأثيرهم لن يقتصر فقط على الموصل بل سيكون على كل المنطقة، داعيا إقليم كردستان العراق للتدخل بعد هذه التطورات الميدانية. ودعا أهالي الموصل إلى "تشكيل لجان شعبية لحماية المناطق السكنية من مسلحي تنظيم الدولة"، واعتبر أن مدينة الموصل توشك على الضياع بين انسحاب أهلها وتحكم الغرباء في أحوالها. وفي سياق التطورات الميدانية، ذكرت مصادر أن "مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية سيطروا على سجن بادوش الخاص بجرائم الإرهاب والجرائم الكبرى وأطلقوا سراح مئات المعتقلين المحكومين في قضايا أمنية. وأوضحت تقارير أن "مقاتلي تنظيم الدولة تمكنوا اليوم من السيطرة على سجن بادوش بعد اقتحامه وإطلاق سراح جميع السجناء فيه".